"لا يقلّ خطورة عن جائحة كورونا"... تهديد عالمي جديد!


On 25 November, 2021
Published By Tony Ghantous
"لا يقلّ خطورة عن جائحة كورونا"... تهديد عالمي جديد!

كشف تقرير الاتحاد الدولي لمصنعي الأدوية أن "نحو 700 ألف شخص يموتون كل عام على مستوى العالم بسبب مقاومة المضادات الحيوية، وقد يرتفع هذا الرقم إلى 10 ملايين بحلول العام 2050".

 

قد لا تبدو مقاومة المضادات الحيوية بالنسبة لكثيرين أمراً طارئاً لكن خطورتها توازي خطورة جائحة كورونا وتهديدها.

 

وليس غريباً أن تعلن منظمة الصحة العالمية في أحد تصاريحها أن "مقاومة مضادات الميكروبات هي أحد أكبر 10 مهددات عالمية للصحة العامة تواجه البشرية"ن بينما وصف مدير منظمة الصحة العالمية تيدروس أدهانوم غيبريسوس القضية بأنها "واحدة من أكبر التهديدات الصحية في زماننا".

 

واعتبرت نائبة المدير العام لمنظمة "الفاو" ماريا هيلينا سيميدو أنه "يموت الناس والحيوانات والنباتات بالفعل في جميع أنحاء العالم، بسبب العدوى التي لا يمكن علاجها، حتى باستخدام أقوى العلاجات المضادة للميكروبات. تماماً مثل جائحة كوفيد-19، لم تعد مقاومة مضادات الميكروبات تهديداً مستقبلياً. إنها تحدث هنا والآن وتؤثر فينا جميعاً".

 

ما نحن مقبلون عليه من خطر داهم دفع بالخبراء والمعنيين بالشؤون الصحية والطبية إلى دق جرس الانذار تفادياً لجائحة لسنا جاهزين لها. فما خلفته جائحة كورونا أرهق أنظمة صحية عالمية، فكيف اذا كانت المعركة في خضم أروقتها لمعالجة مقاومة المضادات الحيوية؟

 

في الأسبوع العالمي للتوعية بشأن مضادات الميكروبات، كان لـ"أطباء بلا حدود" صرختهم، ورأت المنظمة أن "مقاومة المضادات الحيوية هي مشكلة عالمية، إلا أنّ الأزمات التي تشهدها بلدان متعدّدة في الشرق الأوسط من نزاعات مسلحة أو ضغوط على القطاعات الصحية تجعل من مقاومة المضادات الحيوية مشكلةً أشدّ تعقيداً مما هي عليه".

 

تتغيّر البكتيريا والفيروسات والطفيليات وغيرها من الميكروبات، وتتطوّر بشكل مستمرّ لتضمن بقاءها. وتكيَّف بعضها بدرجة كبيرة مع العلاج الطبي بحيث لم تعد الأدوية التي تستخدم عادة للوقاية منها أو قتلها تجدي نفعاً، وهذا ما يسبّب العدوى المقاوِمة للأدوية. ويُطلق على قدرة الميكروبات على النجاة من الأدوية المستخدمة ضدها تسمية "مقاوَمة مضادات الميكروبات".

 

 

تتسبّب عدّة عوامل بظهور مقاومة مضادات الميكروبات، من بينها:

- الاستخدام غير المنظّم لمضادات الميكروبات من دون وصفة طبيّة

- الممارسات غير السليمة لمكافحة العدوى

- الوصف العشوائي للعقاقير، وإمدادات مضادات الميكروبات ذات النوعية الرديئة

- الافتقار إلى أدوات التشخيص والمراقبة المناسبة

- التوعية غير الكافية للمرضى من قبل الأطباء.

 

وغالباً ما يتمّ بيع الأدوية في الصيدليات من دون الحاجة إلى وصفة طبيب، فيعمد الناس إلى وصف الأدوية لأنفسهم.

 

- وصف بعض الأطباء لمضادات الميكروبات حتى عندما لا يحتاجها جسم المريض، أو يصفون النوع غير الملائم منها، فتؤدي هذه الممارسات إلى مقاومة الميكروبات لمضاداتها فتصير الأدوية غير فعّالة.

 

تعتبر مقاومة المضادات الحيوية مشكلة في غاية الخطورة، لأن فقدان المضادات الحيوية لفعاليتها سيشكّل نكسة خطيرة للمرضى حول العالم. يمكن لعدوى بكتيرية أن تهدّد حياة المريض وغالباً ما تكون المضادات الحيوية هي الطريقة الوحيدة لعلاجها.

حتى أشكال العدوى البكتيرية التي قد لا تعتبر مميتة في البداية، يمكن أن تسبب الكثير من المعاناة ويمكن أن تؤدي إلى مضاعفات مميتة إذا لم يتم علاجها بشكل صحيح.

 

لكن متى يتوقف جسمنا عن التجاوب مع المضاد الحيوي؟

تشرح الاختصاصية الباطنية والمشرفة على المضادات الحيوية في منظمة "أطباء بلا حدود" الدكتورة رشا عقل أنه في حال "أخذتم مضاداً حيوياً غير مناسب أو بجرعة خاطئة أو لفترة غير دقيقة أو إذا كان غير مخصص للالتهاب الّذي تعانون منه، سيؤدي ذلك إلى تعرّف جسمكم إلى الدواء. ستتعرف البكتيريا في جسمكم إليه ما يتيح لها تطوير نفسها وتطوير وسائل دفاعية. بحيث إذا احتجتم إلى المضاد الحيوي نفسه لاحقاً، فلن ينفعكم".

 

* كيف تهدد مقاومة المضاد الحيوي صحتنا؟

- لا تنحصر قدرة البكتيريا على المقاومة في البكتيريا نفسها، بل تنتقل من بكتيريا إلى أخرى، ثم إلى غيرها وغيرها، لتصبح مشكلة مجتمع بأكمله.

كما أن عدم اعتماد أساليب الوقاية ومنع العدوى وغسل اليدين ومكافحة العدوى تؤدي إلى خطر انتقال البكتيريا المقاوِمة للمضادات الحيوية من شخص إلى آخر. وعلى مستوى المستشفى يمكن أن تنتقل من غرفة إلى أخرى ومن وحدة عناية مركزة إلى أخرى. وبالتالي تتوسع هذه المشكلة الصحية من المستشفى إلى المدينة إلى العالم.

 

* وإزاء هذا الواقع، هل ستشكل تهديداً صحياً عالمياً؟

 لا تخفي عقل أنه "مع الوقت ستصير خياراتنا بالمضادات الحيوية محدودة. إذ تطور البكتيريا مقاومتها للمضاد الحيوي لتقاوم نوعاً ثم نوعين، ما يدفعنا إلى تصنيع مضاد حيوي آخر، وعندما يستخدمه الأشخاص بشكل غير مناسب، تقاوم البكتيريا مقاومة هذا المضاد الحيوي، ما يضطرنا إلى تطوير مضاد حيوي جديد.

وطبعاً، العملية ليست سهلة. فالخيارات ليست متاحة بوفرة. شركات الأدوية لا تصنع المضاد الحيوي بشكل مستمر ودوري".

وتضيف: "مع الوقت، فإن نقص الوعي بخطورة المضاد الحيوي، واستعماله العشوائي كتناوله لتسكين الألم مثل بعض الأشخاص، سيؤدي إلى تفاقم المشكلة. وسنصل إلى مرحلة، حسب خبرتي، لا نجد فيها أي خيار أمامنا.

خضع المريض لعلاج على أسبوعين، وكان من المفترض أن يكمله لمدة شهر، ولكن أصيب بمشاكل مرتبطة بالمضادات الحيوية، ولم نتمكن من استئناف العلاج فوصلنا إلى خط النهاية".

 

الخيار الوحيد للمعالجة

تتمتّع المضادات الحيوية بأهمية كبيرة في مجال الطبّ الحديث. تتسبّب البكتيريا بالكثير من حالات العدوى الخطيرة وغالباً ما تكون المضادات الحيوية هي الخيار الوحيد لمعالجة هكذا حالات عدوى، مثل التهاب العظم والنقي أو تعفن الدم. ولا تُستخدم المضادات الحيوية فقط كعلاج استشفائي، بل كعلاج وقائي للمرضى الذين يخضعون لعمليات جراحية مثلاً.

إذا تعذّر علينا استخدام المضادات الحيوية في يوم ما، فإن حياة الملايين من الناس ستكون عرضةً للخطر.

 

ذلك لأن الجروح الصغيرة الملتهبة ستصبح مصدر تهديد للحياة، ومن المستحيل معالجة الأمراض مثل الالتهاب الرئوي البكتيري أو التهابات المسالك البولية، وستصبح بعض العمليات الجراحية، بدءاً من العمليات القيصرية وصولاً إلى جراحة العظم، خطيرة للغاية.

المصدر: النهار العربي

المصدر: "النهار"


إقرأ أيضاً

مأساة مستشفى بريطاني.. "تقرير صادم" عن زراعة الأعضاء
بطاطا بيوريه باللحم المفروم... مذاق شهي