حتمية بوالص التأمين بالدولار... الحدّ من فوضى "البرّاني" والاستشفاء بالـfresh


On 24 November, 2021
Published By Tony Ghantous
حتمية بوالص التأمين بالدولار... الحدّ من فوضى "البرّاني" والاستشفاء بالـfresh

أصبح المواطن ما بين خيارين أحلاهما مرّ، إمّا استشفاؤه أو قوت يومه. فكلّ سلعة أو خدمة مسعَّرة بأيّ سعر غير الـfresh دولار، باتت خدمة غير مكتملة أو سلعة ناقصة الجودة أو غير متوفِّرة، إذ غدا المواطن لا يستفيد من بوليصته من جرّاء حصر #شركات التأمين خيارات جهات الاستشفاء لزبائنها بمستشفيين أو ثلاثة، تغطّي الاستشفاء وأحياناً لا تغطّيه بالكامل.

ومع تسعير بوالص التأمين بالدولار، ستُحَلّ مشكلة محدودية خيارات جهة الاستشفاء التي فرضتها شركات التأمين من جرّاء هذه الأزمة. لكن تبقى الحسرة على مَن لن يستطيع دفع بوليصته بالـfresh ولا ضمان اجتماعياً له، إلى أين يتّجه ليتطبّب؟

شركات تأمين عديدة وضعت عملاءها في جوّ تسعير البوالص الجديدة بالدولار "الفرش" مع أوائل السنة المقبلة، ومنها قد بدأ قبل فترة. ويروي طلال لـ"النهار"، أنّ شركة التأمين التي تعاقد معها منذ سنين، أبلغته بهذا القرار مع إعلامه بأنّه لم يعد بإمكانه الاستفادة من إجراء الفحوص والصور في المكان الذي يختاره بل في مستشفى ومختبر حدّدته له.

ولدى ذهابه لإجراء الفحوص في المختبر الذي حدّدته الشركة، لم يقبل المختبر أيضاً بتغطية جميع الفحوص لأنّ منها ما هو بالدولار "الفرش" ولا يغطّيه التأمين.

في حديثه لـ"النهار"، يشرح رئيس مجلس الإدارة المدير العام لشركة "آروب للتأمين"، فاتح بكداش، أنّ "التوجّه نحو استيفاء أقساط التأمين بالـfresh دولار يأتي نتيجة لتحدّيات كبيرة واستثنائية على الجميع، إذ لا يمكن الاستمرار من دون اتخاذ تدابير تواكب تقلّبات السّوق، خاصّة لجهة سياسات الاكتتاب، والتسعير، وطريقة استيفاء الأقساط، ونظراً إلى أنّ مقدّمي الخدمات يشترطون التسعير على أساس الدولار النقدي".

شركات التأمين تبيع عقداً يُعمل به لمدّة سنة كاملة على أساس التعريفات القائمة من قبل كافة مقدّمي الخدمات ولا سيّما المستشفيات. لكن التغيير المفاجئ وغير الموضوعي الذي حصل نتيجة لرفع الدعم العشوائي، وتخلّف المستشفيات عن اتباع التعرفة المتَّفَق عليها، رتّب على المؤمَّن تحمّل الكلفة كاملة.

لذا، اتّخذت هذه الشركات قرارها، لا فقط للحفاظ على مصلحة أعمالها وقدرتها على تسديد التعويضات، بل للمحافظة أيضاً على حق المؤمَّن لديها في تعويض عادل و"واقعي" نسبةً لارتفاع الأسعار والتكاليف لدى مقدّمي الخدمات، ولا سيّما المستشفيات.

فعلياً، وفق بكداش، من المحتمل تكبّد المواطن مبالغ باهظة في حال غياب التأمين، إن لتسديد فاتورة المستشفى أو لتصليح أضرار السيارات. لذا، "من الضروري العمل على زيادة الوعي على أهمّية الإبقاء على التغطيات التأمينية، ولا سيّما الأساسية منها"، لضمان التعويض والحماية عند حصول أيّ حادث أو وعكة صحيّة مثلاً، في ظلّ عدم تعديل التعرفة الاستشفائية لدى الجهات الضامنة الأخرى.

ونتيجة لهذا التوجّه، بحسب بكداش، "قد يعتقد المؤمّن أنّ كلفة التأمين ارتفعت إذ باتت تتطلّب التسديد بالدولار النّقدي لبعض البوالص". لكن في الواقع، ما قامت به شركات التأمين بالنسبة للتأمين الصحّي مثلاً هو إعادة التسعير مع نسبة خفض تعدّت الـ25% مقارنة بالعام الماضي.

فالتّسديد بالدولار النقدي يوفّر على المؤمَّن مبالغ إضافية في المراكز الصحيّة، باستثناء كلّ ما هو غير مغطّى أساساً وفق شروط العقد. هذا ما يؤكّده بكداش، علماً بأنّ مَن لديهم تغطية صحيّة بالتّوازي مع تغطية الضمان الاجتماعي سوف يستمرّون في تحمّل أعباء إضافية، حتى لو سدّدوا أقساط التأمين بالدولار، وذلك تعويضاً للفرق الحاصل بين تسعيرة الضمان والمستشفيات. أمّا بالنّسبة لشبكة المراكز الصحيّة، فيعود الأمر للاتفاقيات المبرَمة ما بين كلّ شركة تأمين والمستشفيات.

إلى جانب كل ذلك، يضيف بكداش أنّ "الـfresh دولار ضروري أيضاً لاستمرارنا كقطاع"، إذ تتعامل شركات التأمين العاملة في لبنان مع شركات إعادة تأمين عالمية ينبغي التسديد لها بالدولار النقدي أيضاً. لذلك، "نرى أنّ هذا التوجّه حتمي لتأمين حسن سير عجلة الأعمال".

بوالص تأمين عديدة بخدمات مختلفة

المستشار التنفيذي للمبيعات في شركة "أليانز لبنان"، بسّام خويس، يوضح لـ"النهار" أنّ هناك حالياً عقوداً تُدفع على سعر 3900 ليرة، بينما سعر صرف الدولار يتخطّى 23 ألف ليرة، و"هذه الفجوة على شركات التأمين والزبون تحمّلها"، مضيفاً "صحيح أنّ هذا الأمر مؤلِم وموجِع، لكن الناس مضطرّون لأن يحافظوا على صحّتهم وممتلكاتهم، إذ أصبحوا "معلّقين بحبال الهواء"، ويقومون بالمستحيل ليدّخروا من مصاريفهم الأساسية للتأمين في الشركات".

لكن مَن لا يمتلك الإمكانية المادّية سيكون وضعه صعباً. وفي ظلّ الانهيار الاقتصادي، "لا يمكن لشركات التأمين أن تقوم مكان الدولة، إلّا أنّها تعمل ما بوسعها للتخفيف من وطأة الحمل على الزبون، لكن التسعير في كلّ مكان أصبح بالدولار"، على ما يقول خويس.

وبتقديره، فإن "تحوّلاً كبيراً للبوالص إلى الـfresh دولار سيكون مع بداية العام المقبِل"، لكن بوالص التأمين حالياً في الشركة تتحوّل تدريجاً إلى الـfresh. وتواكب الشركة القيمة الفعلية للخطر، لكن هذا الأمر تشوبه خطورة، بحسب خويس، فهو بحاجة إلى إعادة تقييم كلّ فترة خلال السنة.

في التوجّه العام، تسعيرة بوليصة التأمين بالدولار باتت أمراً واقعاً، لكن يختلف الأمر في ما بين كل شركة لناحية ابتكار بوالص عديدة بخدمات منوَّعة وفقاً لإمكانات الزبائن المختلفة، منعاً لخسارتهم.

ماذا يستفيد الزبون من #بوليصة تأمين "ناقصة" بـ"اللولار"؟

هناك عقود عديدة في عقود تأمين الصحّة، منها عقود بالدولار الـfresh تغطّي جميع المستشفيات والمختبرات، وعقود أخرى أرخص تحظى بشبكة استشفاء محدودة لكن تبقى الطبابة مغطاة بالكامل. ويمكن للزبون أيضاً ترك بوليصته على سعر 3900 ليرة، وقد أُبلِغ أصحاب هذه العقود بوجوب أن يدفعوا فرق التأمين لدى دخولهم المستشفى، لكن يبقى فرق التأمين لدى دخولهم غير معروف مسبقاً، فكلّ مستشفى يسعّر بطريقة مختلفة. وبذلك تبتكر الشركة حلولاً لمواكبة القدرات الشرائية المختلفة لدى الزبائن.

أمّا عن بوالص الحرائق والسير، فوفق خويس هي جميعها تصدر بالـfresh دولار إن كانت السيارات من موديلات حديثة جداً، أمّا للسيارات الأقدم فهناك بوليصة بـ"اللولار". لكن بوالص السيّارات المتوسّطة، هي إمّا بالـfresh مع تقديم حسومات، وإمّا بـ"اللولار" الذي يحتاج إلى إعادة تقييم باستمرار وفقاً لتقلبات سعر صرف الدولار.

مسؤول التسويق في إحدى شركة التأمين الكبيرة في لبنان، يؤكّد أنّ بوالص الاستشفاء تصدر بالدولار الـfresh، وهو إجراء بدأ تنفيذه في الفترة الأخيرة. وبرأي المدير، هذه الطريقة تحدّ من عرقلة الاستشفاء الحاصل حالياً، ومن دفع فرق التغطية من الزبون في المختبرات والمستشفيات، فسابقاً، ولأنّ المستشفيات تشتري مستلزماتها بالدولار، كانت تطلب الفرق الذي لم تغطّه شركات التأمين من الزبون. لكن مع هذه الخطوة، سيكون هناك خيارات عديدة من المراكز الطبّية أمام الزبون، "وهي بداية حلّ للمشكلة الراهنة".

أمّا عن البوالص الأخرى، مثل بوالص الحريق والسير، فهي مخيَّرة الدفع ما بين شيكات أو #دولار fresh أو لولار. ويبقى تأمين الشحن بالـfresh دولار. إلّا أنّ الأمر يختلف عموماً ما بين بوليصة وأخرى، في شروطها وتغطيتها، فمثلاً البوليصة الـfresh يعوّض لها بالـfresh.

بوالص التأمين بالدولار للحدّ من فوضى "البرّاني"

من جهته، يؤكّد رئيس جمعيّة شركات الضمان في لبنان، إيلي نسناس، لـ"النهار"، أنّ "بوالص التأمين الصحّية ستكون بالدولار الـfresh، وتقريباً جميع بوالص تأمين الممتلكات أي حوالي 90% منها، يُسعَّر بالـfresh، وبوالص تأمين السيارات على جميع المخاطر تتحوّل تدريجاً إلى التسعير بالدولار الـfresh وكذلك بوالص تأمين الشحن البحري".

لا يمكن تأمين الممتلكات سوى عبر الدفع بالدولار ليكون ممكناً تحديد قيمة الممتلكات في ظلّ التضخم الحاصل، وكذلك الأمر بالنسبة إلى حوادث السير.

وعملاً بتسعير الـfresh دولار، سيحصل الزبون بحسب نسناس على جميع الخدمات، دون حصرها بمستشفى أو مختبر محدّد، كما هي الحال اليوم. وبذلك أيضاً، "سيتوقّف دفع فرق الفاتورة الاستشفائية في المراكز الطبّية، وستختفي الفوضى كلّها".

وبناءً على البوليصة التي يشتريها الزبون، وفق نسناس، يُمكن توسيع خيار المستشفيات التي يريد وفق شبكة المستشفيات التي تعاقدت معها شركته، و"نحن نطلب من الزبائن تبليغنا بأيّ مستشفى يطلب دفع "برّاني" على فاتورته".

المصدر: "النهار"

فرح نصور

المصدر: "النهار"


إقرأ أيضاً

كباش بايدن ومحمد بن سلمان يلهب أسعار الخام: لا تواصل لا نفط
لهذه الأسباب.. سيصل خط الغاز الروسي لألمانيا عاجلا أو آجلا