-الكاتبة مي الحلاني-
تُغادرُني وتَبقى آثارُك عَالقة على أهدَابي
حتّى عِطرُك يُخيطُ لي أجملَ أثوابي
أسنُدُ وجهي على خَدِّ الصّباح
أرشُفُ من طَيفكَ شَغَفي
يَصيرُ حَبَق النّوافِذ على صَدري
يَستقبلُ خُطُواتك على أعتابِ فُؤادي
تُصافحُك أنوثتي بِأروَعِ عناقٍ سَكَبَ
كُلّ خَمْرَته في كأسِ رُجولتك
وقُبُلاتك الّتي فَكَّتْ أزرارَ ضُلوعي
وقَيَّدَتْ أمَامَك اختياري، خُشوعي
وغُروري سَاجدة أمامَ وسَامتك!
أطلقتَ زَفيركَ في رِئَتَيّ وشَهقةَ روحي
بينَ أنفاسك! بِتُّ أُشبهُك! هكذا هَمسَ
العِشقُ في أُذُنيّ والصَّدَى صَدَحَ في
ذاكرةِ عقلي حيثُ يَمكُثُ صوتك ولا
أُجيدُ الإكتفاء لو فَكّرتُ بِك حتّى صَارَتْ
التَّخيُّلات مَفجوعة من قَسَاوةِ حُبّي
كَمْ أنيقةُ الإختِيار أنا! حينَ سَكَنتُ عيناك
ولا زِلتُ عاجِزة عن أشياء وأشياء لا تَكتمِل،
لا تُكتَبْ، لا تُفَسّر، لا تُتَرجَم ولا تُقال
إلاّ في لَيَالٍ قَمريّة جَريئة!