https://www.traditionrolex.com/8


الأمم المتحدة تحتفل بمرور ٧٦ سنة على تأسيسها. مقابلة مع مراقب الكرسي الرسولي الدائم لدى المنظمة الأممية


On 25 October, 2021
Published By Tony Ghantous
الأمم المتحدة تحتفل بمرور ٧٦ سنة على تأسيسها. مقابلة مع مراقب الكرسي الرسولي الدائم لدى المنظمة الأممية

في الرابع والعشرين من تشرين الأول أكتوبر ١٩٤٥، وفي أعقاب الحرب العالمية الثانية المدمرة، أبصرت منظمة الأمم المتحدة النور، بهدف إرساء أسس السلام والأمن بفضل التعاون الدولي، بعد أهوال الصراع المسلح.

يوم أمس الأحد أحيت المنظمة الذكرى السنوية السادسة والسبعين لتأسيسها، سنوات طبعها الالتزام من أجل تنمية العلاقات الودية بين الأمم، والتعاون من أجل حل المشاكل الدولية وتعزيز احترام حقوق الإنسان. مع ذلك جاءت الحروب الأهلية لتحل محل الصراعات الدولية خلال العقود الماضية، حروب مطبوعة بالتوترات السياسية والاقتصادية والعرقية والدينية، وولدت أزمات إنسانية ونتجت عنها انتهاكات خطيرة لحقوق الإنسان.

للمناسبة أجرى موقع فاتيكان نيوز الإلكتروني مقابلة مع مراقب الكرسي الرسولي الدائم لدى الأمم المتحدة في نيويورك رئيس الأساقفة غابريليه كاتشا قال فيها إن المنظمة الأممية ساهمت في الحيولة دون تكرار تجربة الحربين العالميتين، ودون اللجوء إلى القوة التدميرية عن طريق استخدام السلاح الذري. ولفت إلى أنه في حالات عدة ساهمت بعثات القبعات الزرق في احتواء أوضاع مأساوية ومنحت الناس الأمل في المستقبل. هذا فضلا عن المساعدات الإنسانية التي قُدّمت إلى العديد من الدول، خصوصا في المناطق التي يصعب بلوغها. كما أن ركائز شرعة الأمم المتحدة، كالسلام وحقوق الإنسان والتنمية واحترام الواجبات والحقوق، تبقى أساسية، مع أنها تحتاج إلى التطبيق في عالم يتحول سريعاً، وبات مختلفاً عما كان عليه لست وسبعين سنة خلت.

بعدها تطرق الدبلوماسي الفاتيكاني إلى أهمية الدور الذي لعبته بعثة الكرسي الرسولي لدى الأمم المتحدة، لافتا إلى أن حضور طرف يتمتع بطابع كوني، يشكل دعوة قوية ومستمرة من أجل تغليب الخير العام كمعيار أساسي في كل الخيارات التي تتخذها العائلة البشرية. وتوقف في هذا السياق عند الرسالة العامة للبابا فرنسيس Fratelli Tutti، مشيرا إلى أنها تتوجه إلى كل الأفراد والجماعات داعية إلى تبني موقف مطبوع بالأخوّة البشرية والصداقة الاجتماعية.

ردا على سؤال حول تركيبة مجلس الأمن الدولي وما إذا كانت تعكس اليوم توزان القوى الدولية، قال رئيس الأساقفة كاتشا إن هذا المجلس وعندما أبصر النور، كان يعكس واقع الدول التي خرجت منتصرة من الحرب العالمية الثانية، فضلا عن أن الدول الأعضاء كانت لديها نسبة تسعين بالمائة من الترسانات وبالتالي كانت تستطيع الحفاظ على السلام. ومع مرور الوقت تم توسيع المجلس، ومنذ سنوات يُحكى عن ضرورة إصلاحه، لكنه اعتبر أن المسيرة ما تزال طويلة.

لم تخلُ كلمات الدبلوماسي الفاتيكاني من الإشارة إلى الأزمة الصحية التي يعيشها العالم اليوم، وقال إن جائحة كوفيد ١٩ علّمت العالم درساً كبيراً، لأنها أفهمتنا – بطريقة مأساوية – أن التحديات العالمية تتطلب أن تواجَه بطريقة عالمية، وهذا المفهوم نفسه ينطبق على القضايا البيئية التي بات يوجد اليوم وعي أكبر تجاهها، وهي تقتضي – كما أكد البابا فرنسيس في رسالته العامة "كن مسبحا" – التزاماً من قبل الجميع وعلى المستويات كافة. وأضاف أن ثمة تطلعات كبيرة حيال مؤتمر الأمم المتحدة للتغيّر المناخي في غلاسكو، أكان من قبل الدول الأعضاء، أم من طرف الرأي العام، بفضل وعي أكبر يتطلع إلى تنمية تكون حقاً مستدامة وتضمن الحياة للأجيال المقبلة.

ختاما وفي رد على سؤال حول الخطاب الشهير الذي ألقاه البابا فرنسيس أمام الجمعية العامة للأمم المتحدة في الخامس والعشرين من أيلول سبتمبر ٢٠١٥ والأصداء التي تركتها كلماته، قال مراقب الكرسي الرسولي الدائم لدى الأمم المتحدة في نيويورك إن جميع العاملين في المنظمة الأممية يدركون ضرورة أن يمثلوا، لا المصالح والسياسات الوطنية وحسب، إنما أيضا صوت البشرية برمتها، وهذا الأمر ينعكس في علاقات المودة والاحترام القائمة بين دبلوماسيين لديهم مواقف وخلفيات متعددة. وهم يدركون أنهم يوجدون في مكان مميّز، تتقاطع فيه – بطريقة فريدة – أصوات العالم كله ولصالح العالم كله.  

المصدر: "أخبار الفاتيكان"






إقرأ أيضاً

المطران روحانا: لا بد من حمل مصباح الحوار لتعزيز العيش المشترك
عظة الكاردينال سيميرارو في قداس إعلان تطويب ساندرا ساباتيني

https://www.traditionrolex.com/8