بطل الثانية يفوز على بطل الأولى... كرة السلة تستعيد بريقها ووهجها

لم يكن فوز دينامو لبنان (بطل دوري الدرجة الثانية للرجال وحامل لقب كاس لبنان لموسم 2020-2021) على الرياضي بيروت بطل لبنان بنتيجة 84-73 (الاشواط 28-20، 44-31، 61-50، 84-73) على ملعب "مجمع نهاد نوفل لل#رياضة والمسرح" في ذوق مكايل، ضمن منافسات المرحلة الثانية من بطولة لكرة السلة لبنان لكرة السلة لنوادي الدرجة الاولى للرجال الامر اللافت الوحيد الذي طبع سهرة السبت.

علماً ان هذا الفوز هو الثاني توالياً لدينامو لبنان بعد الاول على المريميين ديك المحدي "الشانفيل" وصيف البطل، مقابل الخسارة الاولى للرياضي بيروت الذي حقق بدوره فوزاً صعباً على انترانيك بيروت في المرحلة الاولى من افتتاح البطولة.

فنياً حوّل هذا الفوز فريق دينامو لبنان من فريق مرشح لبلوغ المربع الذهبي "الفاينال فور" الى فريق منافس جدي على اللقب كما يطمح مجلس ادارته الشاب والمبتكر ورئيسه الديناميكي فيصل قلعاوي. في المقابل ورغم الخسارة يبقى الرياضي بيروت البطل الدائم القادر على العودة من بعيد واستعادة صورته المشرقة وحضوره القوي في اي لحظة، خصوصاً ان ادارته وعلى رأس الرئيس الخلوق المهندس مازن طبارة معروفة بقدرتها على قلب الامور رأساً على عقب وبمدة قصيرة.

وبعيدا عن الامور الفنية وجمالية المباراة والاداء الرفيع من الفريقين من جهة، والحماس والتشويق وحبس الانفاس من جهة ثانية، فقد استعادت كرة السلة صورتها الجميلة من خلال الاجواء الترفيهية التسويقية الناجحة والجميلة التي بدأت قبل انطلاق المباراة من خارج الملعب عبر اكشاك الاكل المجانية على الطريقة الاميركية واستمرت حتى قبل صافرة انطلاق المباراة واستكملت بين الشوطين وصولا الى نهايتها. هذه المشاهد اعادت اللبنانيين بالذاكرة الى المواسم الماضية الجميلة التي كانت تحظى فيها اللعبة باهتمام الشريحة الاكبر من المجتمع اللبناني المقيم والمغترب ويتسابق فيها الجمهور لملئ المدرجات في الملاعب.

وما شاهده اللبنانيون في الوطن ومختلف بلدان الاغتراب مساء السبت اكد للمرة الالف بعد المليون ان كرة السلة لعبة لا تموت وهي في ضمير ووجدان اللبنانيين وهي اللعبة الوطنية الاولى في لبنان، وتحظى بمتابعة واهتمام كافة افراد العائلة.

ولا شك ان ما حصل في ملعب "مجمع نهاد نوفل للرياضة والمسرح" يعطي دفعاً قويا للعبة ويشجع الجمهور للعودة الى الملاعب خصوصا ان المباراة رغم حساسية المنافسة على ارض الملعب بقيت في اطارها الرياضي خصوصا من ناحية الجمهور وتشجعيه الذي لم يتخط الاطار الرياضي مطلقاً بحيث لم نسمع اي موشحات طائفية، مذهبية، مناطقية، حزبية او سياسية، وهذا ما يدعو الى الاطمئنان على ان تجربة عودة الجمهور الى الملاعب تجاوزت اول اختبار بنجاح وقد تكون خطوة مشجعة للاتحاد لرفع العدد المسموح به في المراحل المقبلة، خصوصا ان الجمهور بحاجة للترفيه من خلال الرياضة لتناسي ولو لفترة قصيرة الازمات والمشاكل الاجتماعية والاقتصادية والمالية غير المسبوقة التي يمر بها.

ولا شك ان بطولة الموسم الحالي تبشر بالخير وتعد بمنافسة طال زمانها واشتاق اليها الجمهور ويجب ان يواكبها عمل اكبر من النوادي المشكورة مسبقاً على جهودها واستثمارها في اللعبة وثقتها بالاتحاد ورئيسه اكرم حلبي لتقديم ما يليق بتاريخها من جهة، ويشجع الداعمين والشركات التجارية للعودة الى الاستثمار والتسويق من جهة اخرى، ان من خلال دعم الفرق او من خلال الاعلانات في الملاعب. 

لقد اكدت نتائج المرحلتين الاوليتين من بطولة لبنان لكرة السلة لنوادي الدرجة الاولى للرجال ان البطولة بدأت تسلك مساراً تصاعدياً وفي طريقها للعودة الى سابق عهدها من المنافسة والحماس والتشويق.

المصدر: "النهار"

نمر جبر

المصدر: "النهار"