الميدان السوري يغلي: المتصارعون يضغطون لتحسين شروطهم في "التسوية"


On 21 October, 2021
Published By Tony Ghantous
الميدان السوري يغلي: المتصارعون يضغطون لتحسين شروطهم في "التسوية"

المركزية- بعد أيام على قصف استهدف مقرات للفصائل الإيرانية قرب قاعدة "التي - فور"، والذي أعقبه بيان منسوب لـ "قيادة غرفة عمليات حلفاء سوريا" توعد بـ"رد قاس" على "الاعتداء الإسرائيلي الأخير في سوريا"، أكد مسؤولون أميركيون اليوم وقوع انفجار ليل الأربعاء، في قاعدة للقوات الأميركية جنوب سوريا. ونقلت "رويترز" عن المسؤولين أن "انفجاراً وقع عند موقع للقوات الأميركية في جنوب سوريا، لكن لا توجد في الوقت الراهن تقارير عن سقوط ضحايا أميركيين جراء الانفجار". وقال هؤلاء إن "من المبكر للغاية تحديد المسؤول عن الهجوم"، إلا أن أحدهم أعرب "عن اعتقاده أنه هجوم بطائرة مسيّرة"، في وقت قال مسؤول عسكري اميركي "إن التقديرات الأولية تشتبه في قيام ميليشيات مدعومة من إيران باستهداف التنف والتحقيقات جارية". وكان المرصد السوري لحقوق الإنسان قد أفاد بأن القاعدة استُهدفت بطائرات مسيّرة مفخّخة، ليل الأربعاء. وأشار إلى أنه "لا يعلم" ما إذا كان الهجوم يقف خلفه تنظيم داعش أو الميليشيات الإيرانية.

الاستهداف هذا، يأتي ايضا غداة مقتل 10 مدنيين على الأقل وأصابة أكثر من 30 بينهم أطفال امس الأربعاء، جراء قصف مدفعي لقوات النظام السوري على مدينة أريحا في ريف إدلب، الواقعة ضمن منطقة خفض التصعيد شمالي البلاد، يترافق وحملة في الإعلام الحكومي تلوّح بمعركة قريبة في إدلب، تزامنا مع التلويح التركي بعمل عسكري شمالي سوريا يستهدف مناطق للمسلحين الأكراد... امس ايضا استهدف تفجير، لم تُعرَف الجهة التي تقف خلفه، حافلة للجيش السوري في دمشق أسفر عن مصرع وإصابة عدد من الجنود، ذكّر بأحداث دموية مماثلة، لكن نادرة، شهدتها العاصمة السورية منذ بداية الحرب الأهلية التي تعاني منها البلاد منذ أكثر من 10 سنوات.

بحسب ما تقول مصادر دبلوماسية لـ"المركزية"، فإن الغليان الذي اصاب الميدان السوري في الساعات الماضية، ليس "صدفة". بل يأتي بعد يومين فقط من استئناف محادثات صياغة الدستور السوري في جنيف برعاية أممية، في إطار جهود طويلة الأمد تبذلها الأمم المتحدة لتوحيد جميع مكونات المجتمع السوري في عملية واحدة لوضع دستور جديد وإجراء انتخابات، وبناء سلام دائم بعد أكثر من عقد من الحرب. وكان مبعوث الأمم المتحدة الخاص إلى سوريا، غير بيدرسن قال الأحد، إن رئيسي وفدي الحكومة والمعارضة اتفقا على صياغة دستور جديد.

فكل طرف من الاطراف المتصارعة في سوريا- وما اكثرها- سواء اكان محليّا ام اقليميا دوليا، يريد الضغط على المفاوضات الحاصلة لتحسين شروطه خلالها، وذلك بالحديد والنار، عبر رفع وتيرة عملياته العسكرية على الارض، وتثبيت حدود مناطق نفوذه، بالتزامن مع المحادثات. الايرانيون، الاتراك، النظاميون، المعارضون، الاكراد، المتطرفون و"الارهابيون"، كلّ منهم سيستخدم اعتى اسلحته، ليكون الحل السياسي المنتظر للازمة، والذي على ما يبدو لا يزال بعيد المنال، ليكون لصالحه لا على حسابه.

والى عملياته في الميدان، يحاول النظام السوري ايضا التطبيع مع عدد من الدول العربية من جديد. في السياق، قالت وكالة أنباء الإمارات امس إن ولي عهد أبوظبي الشيخ محمد بن زايد آل نهيان،ناقش هاتفيا مع الرئيس السوري بشار الأسد التطورات في سوريا والشرق الأوسط. كما تحدث العاهل الأردني الملك عبد الله مع الأسد لأول مرة منذ عشر سنوات هذا الشهر. والتقى وزيرا الخارجية المصري والسوري الشهر الماضي على هامش اجتماعات الجمعية العامة للأمم المتحدة في نيويورك، فيما وصفته وسائل إعلام مصرية بأنه أول اجتماع على هذا المستوى منذ ما يقرب من عشر سنوات.

المصدر: "المركزية نيوز"


إقرأ أيضاً

التونسيّون والتّدخلات الخارجيّة
اللاجئون السوريّون في لبنان: باقون هنا؟