https://www.traditionrolex.com/8


سلاح المقاومة بعد كلام السيد: إلى الداخل در؟


On 19 October, 2021
Published By Tony Ghantous
سلاح المقاومة بعد كلام السيد: إلى الداخل در؟

ساعتان من الكلام المركز والموجه، أراد من خلالهما الأمين العام لـ"#حزب الله" السيد حسن نصر الله توجيه رسائل واضحة ومحددة لمن يعنيهم الامر في الداخل والخارج على السواء. كانت صدامات #الطيونة- عين الرمانة السبب الرئيسي لإطلالة السيد.

 

لم يسع الى احتوائها واحتواء تداعياتها على شارعه وجمهوره، كما فعل سابقاً في محطات مختلفة، بل ذهب ابعد في تصعيد غير مسبوق ضد حزب " القوات اللبنانية"، محمّلاً إياه ليس مسؤولية تلك الصدامات فحسب، وانما مسؤولية إشعال حرب أهلية تنفيذاً لمشروع أميركي صهيوني.

 

وضع نصر الله في الكلام المفصل والمسهب عن القوات ورئيسها سمير #جعجع في معادلة جديدة. جعلها اللاعب الاول على الساحة الداخلية واضعاً حزبه في وجه حزبه، وشاطباً بهذه المعادلة الجديدة من عداهما من المكونات السياسية الاخرى، عن المشهد السياسي. هذه المكونات التي باتت ملحقة بالحزب وتؤدي دورها وتبرر وجودها على هذا الأساس.

 

رغم الخلافات الحادّة التي برزت الى العلن بين الحزب والحليف المسيحي الاول له "التيار الوطني الحر"، حرص نصر الله على إشاحة النظر عن تلك الخلافات، تاركاً المهمة لشخصيات تدور في فلكه، متمسكاً بالتحالف والشراكة التي تؤمن له الغطاء المسيحي "الميثاقي" للحكم، وإن هو اصبح بنفوذه، أبعد من هذه الحاجة التي تبقى قائمة طالما لا يزال الحكم تحت سقف دستور الطائف.

 

أما على المقالب الأخرى، فيعي الحزب ألا حلفاء في الشارع السني بعدما أصبح سعد الحريري، الممثل الأكبر للطائفة خارج معادلة الحكم، فيما يغيب الزعيم الدرزي عن واجهة حسم خياراته، مترقباً ومترصداً مسار الامور، وهو القارىء الدقيق لما ستؤول اليه التطورات.

 

بالامس، كان كلام السيد موجهاً في شكل مباشر الى المسيحيين ليقول لهم ان عدوهم الاول هو حزب القوات اللبنانية. لم يأخذ في الاعتبار الحجم التمثيلي لهذا الحزب، شعبياً أو برلمانياً، مكتفياً بما يمثله التيار الوطني الحر على انه الممثل الاقوى للطائفة.

 

بدا واضحاً من الكلام أن قيادة "حزب الله" لا تعطي في الوقت الراهن أهمية للانتخابات النيابية، انطلاقاً مما يمكن لهذا الكلام أن يترك من ارتدادات تشد العصب المسيحي اكثر نحو "القوات". فدون موعد الاستحقاق الانتخابي أشهر، يمكن التعامل معه في حينه.

 

أما الأولوية اليوم، وبعد إحداث الطيونة محلياً وبعد المتغيرات المهمة الحاصلة اقليمياً وآخرها نتائج الانتخابات العراقية، تكمن في تثبيت موقع الحزب في الداخل.

 

الرسائل إذن خارجية والأولوية داخلية. هي المرة الاولى التي يكشف فيها الحزب عن عديد مقاتليه. الرقم كبير ويتجاوز ربما عديد الجيش.

 

سبق ذلك رسائل نصية تداولتها مواقع التواصل الاجتماعي موجهة الى حزب القوات تحت عنوان "الوضع العسكري للقوات اللبنانية في أي حرب تنشأ مع المقاومة"، تكشف عن الترسانة العسكرية لـ"حزب الله". الترسانة التي يفترض أن توجه أسلحتها وذخيرتها، تماماً كما المئة الف مقاتل نحو اسرائيل.

 

ثمة سؤال بدأ يتردد بقوة في الاوساط المسيحية التي تلقفت الجانب المحلي من رسالة نصر الله، يعكس في الواقع هواجس هذا الشارع وقلقه من التهديد العالي النبرة الذي تلقاه. هل ستدور الترسانة الضخمة والمقاتلون نحو الداخل لمواجهة العدو القواتي بعد اتهامه بتنفيذ مشروع خارجي؟ وأين الجيش والحكومة من هكذا اعلان، لا يقتصر على مواجهة بين حزبين محليين بإمتدادات إقليمية، كما يُفهم من كلام نصر الله عن القوات، وفي يد من بات السلم الأهلي، والاهم اين رئيس الجمهورية القوي من هذا الكلام الذي رسم في الواقع خارطة الطريق لما ستكون عليه المرحلة المقبلة، حكومياً وقضائياً وامنياً وعسكرياً، في بلد يئن إقتصادياً ومالياً تحت وطأة الفقر والجوع والقلة؟

المصدر: "النهار"

سابين عويس

المصدر: "النهار"






إقرأ أيضاً

الجميّل: هكذا نسحب الشرعية من حزب الله ويحاولون فرط الجيش والكيان
كيف يكون نجيب حاتم أحد "قنّاصة الطيونة" وهو خارج لبنان؟

https://www.traditionrolex.com/8