https://www.traditionrolex.com/8


في ظل جدل قائم حول الجرعة الثالثة من اللقاح... هل تمت السيطرة على الوباء في الولايات المتّحدة؟


On 22 September, 2021
Published By Tony Ghantous
في ظل جدل قائم حول الجرعة الثالثة من اللقاح... هل تمت السيطرة على الوباء في الولايات المتّحدة؟

كانت الولايات المتحدة قد شهدت، في الأشهر الماضية، ارتفاعاً ملحوظاً في معدلات الإصابة بكورونا وفي معدلات دخول المستشفى بسبب متحور دلتا.

حالياً تعود الأرقام إلى الانخفاض، إلا أن هذا لا ينطبق على كل الولايات، فلا نزال نشهد على ارتفاع في معدلات الإصابة وحتى في الوفيات في بعض الولايات، خصوصاً في تلك التي تنخفض فيها معدلات من تلقوا اللقاح.

شهد جنوب البلاد الأرقام الأعلى مع انتشار متحور دلتا خلال الصيف، لكن يبدو أن المنطقة تشهد اليوم تحسناً في معدلات الإصابة ومنها فلوريدا وميسيسيبي ولويزيانا. هذا فيما تعطى يومياً 775000 جرعة من اللقاح يومياً في مقابل 900000جرعة كانت تعطى يومياً في بداية الشهر الحالي.

مع الإشارة إلى أن ثلثي الراشدين في البلاد قد تلقوا اللقاح. لكن في ظل التفاوت الذي نشهده بين معدلات الإصابة في مختلف الولايات وأيضاً بين معدلات الإصابة في مراحل مختلفة في الأشهر الماضية، ثمة جدل قائم حول تفاصيل عديدة ترتبط بطريقة التعاطي مع الوباء.

وفق ما توضح رئيسة قسم الأمراض الجرثومية في الجامعة اللبنانية الأميركية - مستشفى رزق الدكتورة رولا حصني في مرحلة ماضية، كانت الCDC قد أصدرت توصيات تقضي بإمكان نزع الكمامة في الأماكن العامة بعد تلقي اللقاح، ما تسبب بجدل واسع لاعتبار أن نزع الكمامة كان سبباً في عودة انتشار الوباء، بعدما سُجّل انخفاض في عدد الإصابات سابقاً. فكما يبدو واضحاً أن قرار نزع الكمامة لم يكن صائباً، بل تسبب بكارثة في البلاد على صعيد معدلات الإصابة حتى بعد تلقي اللقاح.

انطلاقاً من ذلك، تم اتخاذ قرار آخر بضرورة استخدام الكمامة في الأماكن العامة. لكن كما توضح سماحة، كان صعباً إقناع الناس من جديد بضرورة استخدام الكمامة، بعدما اتُخذ قرار سابق يقضي بإمكان التخلص منها. فيبدو واضحاً أنه من الصعب إقناع الناس مجدداً حتى يعتادوا من جديد على وضع الكمامة.

هذا ما يزيد من التحديات وأيضاً من انتشار الوباء في الولايات المتحدة، لاعتبار أن اللقاح لا يحمي بنسبة 100 في المئة من جهة، بل يحمي من مضاعفات المرض ومن دخول المستشفى، ما يؤكد أن الكمامة تبقى ضرورية لوقف انتشار الوباء.

هل تعتبر الجرعة الثالثة من اللقاح ضرورية؟

وفق ما تبين في الأراضي الأميركية، بدأت مناعة الأشخاص الذين تلقوا اللقاح أولاً بدأت تتراجع، لاعتبار أن التجربة تثبت أن المناعة المكتسبة من اللقاح قد تدوم لحوالي 6 أشهر إلى 8 ثم تنخفض بعدها.

انطلاقاً من ذلك، برزت أهمية تلقي جرعة ثالثة من اللقاح لا يزال هناك جدل قائم حولها. فقد أعطيت الموافقة للجرعة الثالثة لمن تخطوا سن 65 سنة ومن يعانون مشكلات في المناعة، لاعتبارهم أكثر عرضة للإصابة بمضاعفات كورونا ولدخول المستشفى. كما يجري البحث في إمكان إعطاء الموافقة لإجراء اللقاح للأطباء والممرضين لاعتبارهم في الصفوف الأمامية في مواجهة الوباء وهم أكثر عرضة للإصابة، وفق ما توضح سماحة، مشيرةً إلى أن المطلوب تلقيح العدد الأكبر من الناس في الوقت نفسه ليكتسبوا المناعة ولتحقيق المناعة المجتمعية، بهدف وقف انتشار الوباء.

لكن التحدي الأكبر اليوم في عملية الإنتاج التي لا يمكن أن تؤمن هذه الكميات الكبرى من اللقاح في الوقت نفسه للتلقيح على نطاق واسع في مختلف دول العالم. "أخلاقياً ونظرياً يجب أن يتلقى الكل اللقاح في الوقت نفسه من دون تمييز، لكن عملياً لا يبدو هذا ممكناً، ما يؤدي إلى انخفاض مناعة من تلقوا اللقاح أولاً، بحيث تبرز أهمية تلقي الجرعة الثالثة.تحقيق التوازن في هذا الإطار يبدو صعباً".

بعدما أكدت الدراسات تراجع مناعة الأشخاص بعد 6 أشهر أو 8 من تلقي اللقاح، يبدو أن ثمة اتجاهاً واضحاً لإعطاء الجرعة الثالثة، لكن المطلوب أولاً توفير الكميات اللازمة.

ما يبدو واضحاً بحسب سماحة، أنه على الرغم من ارتفاع معدلات التلقيح في الولايات المتحدة، حيث تخطت الـ70 في المئة لا تزال تسجّل ارتفاعاً في معدلات الإصابة بالفيروس ولا يبدو الوضع تحت السيطرة فيها، خصوصاً أن ثمة ولايات تنخفض فيها معدلات من تلقوا اللقاح، ولم تبلغ نسب كافية بحيث ترتفع بالتالي معدلات الإصابة بكورونا فيها.

حتى أن ثمة ولايات عادت وأقفلت المدارس فيها بسبب ارتفاع أعداد الإصابة، ومنها أتلانتا حيث رفض كثر اللقاح. أما في واشنطن وفي فرجينيا وغيرهما من الولايات، فقد عاد استخدام الكمامة مع ارتفاع أعداد الإصابات.

تتوقع سماحة أن يصبح الوباء تحت السيطرة في الربيع المقبل، بعد أن يتم تلقيح عدد أكبر من الناس. لكن بانتظار تلك المرحلة، المطلوب تكثيف حملات التلقيح وأيضاً الالتزام باستخدام الكمامة، لأنه تبين أن اللقاح والكمامة معاً كفيلان بالحد من انتشار الوباء ومواجهته بمزيد من الفاعلية في مختلف أنحاء العالم.

المصدر: "النهار"






إقرأ أيضاً

طبيب يخرق "قانون القلب النابض" في تكساس... إجراء عملية إجهاض لامرأة في الثلث الأول من حملها
دراسة: الألبان تُقلّل من إصابات أمراض القلب بنسبة 25 %

https://www.traditionrolex.com/8