https://www.traditionrolex.com/8


التنقيب الايراني عن النفط: طرحٌ جدّي فهل يشقّ طريقه إلى التنفيذ؟


On 20 September, 2021
Published By Tony Ghantous
التنقيب الايراني عن النفط: طرحٌ جدّي فهل يشقّ طريقه إلى التنفيذ؟

منذ أن أعلن الامين العام لـ"#حزب الله" السيد حسن نصرالله عن استيراد النفط الايراني تأهبت تل أبيب لرصد تداعيات خطوة الحزب، وإنْ كانت قد التزمت الحياد ولم تعتدِ على السفينة الايرانية الاولى، فإنها اختارت توقيتاً ملتبساً للاعلان عن تلزيم إحدى الشركات التنقيب في حقل "كاريش" المتنازع عليه مع #لبنان. فهل يمضي "حزب الله" في مشروع التنقيب بمساعدة #إيران، ام ان إحراج الحكومة لا يحتمل مثل تلك الخطوة؟

 

الحزن الذي عبّر عنه رئيس الحكومة #نجيب ميقاتي بسبب ما سمّاه انتهاك السيادة اللبنانية لم يتردد صداه كثيراً لدى "حزب الله" الذي فضّل عدم التعليق على رئيس الحكومة في مرحلة تحتاج فيها البلاد الى تضافر الجهود لوقف الانهيار وانتشال البلاد والعباد من الحفرة العميقة التي هم فيها.

لكن مع اعلان السيد نصرالله استعداد شركة ايرانية للتنقيب عن الغاز في البلوكات الحدودية مع فلسطين المحتلة، يبدو ان مرحلة جديدة ستُفتح، لا سيما بعدما اعلنت تل ابيب تلزيم شركة للتنقيب عن الغاز في حقل "كاريش" المتنازع عليه وفق الخرائط التي قدمها الوفد اللبناني خلال جولات المفاوضات غير المباشرة مع تل ابيب برعاية الامم المتحدة في أيار الماضي.

 فالوفد العسكري اللبناني إلى المفاوضات التي جرت في الخريف الفائت بعد اعلان الرئيس نبيه بري عن اتفاق الإطار مع واشنطن لترسيم حدود لبنان البحرية وتثبيتها، كان نقطة الانطلاق بحيث لا يتنازل لبنان عن حقوقه في مساحة الـ 860 كيلومتراً مربعاً، وبالتالي يتجاوز "خط فريديريك هوف" الشهير.

بَيد ان الجولة الخامسة من المفاوضات توقفت مع تمسّك لبنان باعتماد الخط 29 الذي وضعه استناداً إلى دراسات قانونية وجغرافية وعلمية، وحينذاك اصر لبنان على التفاوض انطلاقاً من الخط 29 وليس 23 أو 1 ما يعني مطالبة لبنان بمساحة اضافية تبلغ 430 كيلومتراً مربعاً اضافة الى الـ 860، وبالتالي اعتبار مساحة 2290 كيلومتراً مربعاً مياهاً بحرية لبنانية، ما يعني وقوع ثلث حقل "كاريش" ضمن السيادة اللبنانية.

هذا المطلب اللبناني دفع إسرائيل الى الاستنكار ورفع سقفها السياسي، ما أدى إلى تعليق المفاوضات بعد 4 جولات عقدت بين منتصف تشرين الاول عام 2020 وأواخر تشرين الثاني من العام نفسه.


واشنطن سارعت الى إنقاذ المفاوضات لتقديم خدمة الى حليفها بنيامين نتنياهو الذي كان يعاني من ازمات جمة، لا سيما فشله في تأليف حكومة واعادة الانتخابات أكثر من مرة، فضلاً عن تهم الفساد التي كانت تلاحقه.

وأثمرت زيارة وكيل وزارة الخارجية الأميركية للشؤون السياسية السابق ديفيد هيل إلى بيروت، في منتصف نيسان 2020، تحريكاً للملف، ولم تمضِ أيام على لقاءاته في بيروت حتى تم الإعلان عن معاودة المفاوضات مرة أخرى.

وقتذاك حاز الوفد اللبناني الذي يرأسه العميد الركن في الجيش اللبناني بسام ياسين دعماً سياسياً للانطلاق بالمفاوضات من النقطة 23، في إشارة إلى الدعم الذي حصل عليه الوفد من الرئيس ميشال عون وكذلك من "حزب الله"، فيما تحفّظ بعض الاطراف عن تراجع لبنان عن اتفاق الإطار.
وكان الوفد اللبناني المفاوض قد طالب بتعديل مرسوم الإحداثيات التي أودعها لبنان الأمم المتحدة عام 2010، والتي تفيد بأن الصراع مع العدو الاسرائيلي ليس على 860 كيلومتراً مربعاً فقط وانما على 2290.

"حزب الله": التنقيب في عهدتنا إذا...

لكن وسط كل تلك المعطيات جاء العرض الجدي لـ"حزب الله" باستعداد طهران للتنقيب عن الغاز والنفط في البلوكات الجنوبية، أي البلوكات 8 و9 و10، لا سيما ان معادلة سفن المازوت قد كرست واقعاً جديداً، وبالتالي فإن ايران تستند الى تلك المعادلات وباتت على يقين من ان تل ابيب لن تجرؤ على الاعتداء على سفن التنقيب الايرانية.

والسؤال: هل ستوافق حكومة ميقاتي أم انها ستدير الظهر لذلك وتعرب عن حزنها في حال صحّ ذلك؟ وفي الخلاصة إذا كانت الدولة عاجزة عن التنقيب في البلوكات الجنوبية ولم تضغط على الشركات الثلاث وفي مقدمها "توتال" للالتزام بالعقد ومباشرة التنقيب في البلوك الرقم 9 كما كان الاتفاق، فهل يترك لبنان ثروته الغازية سائبة لتستولي عليها تل ابيب، لا سيما ان البلاد تمر في أصعب ازماتها وهي بحاجة الى الغاز لحل ازمة الكهرباء؟ وهل سيعيد نصرالله تقديم العرض الايراني في اول اطلالة مرتقبة له؟ الايام كفيلة بالإجابة ولكن يبدو ان قرار "حزب الله" جدي.

 

[email protected]

المصدر: "النهار"






إقرأ أيضاً

العهد وسائر "الأشرار"!
مجلس دستوري أم تشريعي؟

https://www.traditionrolex.com/8