https://www.traditionrolex.com/8


لبنانيون في الإمارات يشعرون بالعجز والذنب‏ يدعمون عائلاتهم في بلدهم المنهار ‏اقتصادياً


On 20 September, 2021
Published By Tony Ghantous
لبنانيون في الإمارات يشعرون بالعجز والذنب‏ يدعمون عائلاتهم في بلدهم المنهار ‏اقتصادياً

يشعر لبنانيون كثر مقيمون في الإمارات العربية المتحدة بالعجز والذنب وهم ‏يشاهدون ما يحدث في بلدهم الذي يسجل انهيارا اقتصاديا غير مسبوق، ويعمل عدد ‏منهم على جمع سلع أساسية وأدوية لنقلها إلى عائلاتهم وأصدقائهم.‏

وعلى غرار عشرات آلاف اللبنانيين المقيمين الإمارات، تصف جنيفر حشيمة ‏شعورها بالذنب كلما فكرت بالوضع في بلدها، نظرا للحياة الفارهة وتوافر كل ما ‏ترغب به في الدولة الخليجية.‏

وتسأل الشابة (33 عاما) وهي تتحدث لوكالة "فرانس برس": "كيف يمكنني ‏الجلوس في بيتي مع مكيف هواء ومع ثلاجة مليئة فيما شعبي وأصدقائي وعائلتي ‏يعانون" في لبنان؟

وتقول "أشعر بالذنب والخجل.. وكل ما قد يدفعني إلى زيارة الطبيب النفسي".‏

وتتخذ الأزمة الاقتصادية غير المسبوقة التي يعاني منها لبنان منذ صيف 2019 ‏مساراً تصاعدياً، ووصفها البنك الدولي بأنّها من بين الأسوأ في العالم منذ عام ‏‏1850.‏

وتقدّر الأمم المتحدة أنّ 78% من اللبنانيين باتوا يرزحون تحت خط الفقر في ظلّ ‏تضخّم جامح وارتفاع نسبة البطالة مع فقدان عشرات الآلاف لمصادر دخلهم.‏

وعلى وقع الأزمة، تراجعت القدرة الشرائية للبنانيين مع انهيار قيمة الليرة بشكل ‏جنوني وفي ظل قيود مشدّدة فرضتها المصارف على سحب الودائع. ‏

ومع نضوب احتياطي المصرف المركزي بالدولار، تضاءلت قدرة السلطات على ‏استيراد السلع الحيوية، على رأسها الوقود والأدوية، ما أدى الى رفع الدعم تدريجاً ‏عنها. وانعكس شح الوقود بشكل كبير على مختلف القطاعات من مستشفيات ‏وأفران واتصالات ومواد غذائية، وتجاوزت ساعات التقنين في الكهرباء 22 ساعة ‏خلال الأشهر القليلة الماضية.‏

يُطلق لبنانيون منشورات عبر وسائل التواصل الاجتماعي تدعو العائلات ‏والأصدقاء المقيمين خارج البلاد إلى إرسال مواد مفقودة أو ارتفع ثمنها بشكل كبير ‏على غرار حليب الأطفال ومسكّنات الألم والقهوة والفوط الصحية النسائية.‏

حقائب مليئة ‏

ومع انعدام الثقة بالدولة اللبنانية وقدرتها على وضع حد للانهيار الاقتصادي، قرّر ‏لبنانيون أخذ زمام المبادرة لمساعدة أقربائهم وأصدقائهم وحتى معارفهم بجهود ‏فردية.‏

وتملأ حشيمة مع عدد من أصدقائها اللبنانيين حقائب سفر بالأدوية ومواد غذائية ‏أساسية وحاجيات أخرى في كل مرة يقرّر أحد معارفهم السفر إلى لبنان.‏

وتوضح "نحاول مساعدة أهلنا وأصدقائنا قدر الإمكان".‏

وبينما يتّهم اللبنانيون الطبقة السياسية بالفساد والعجز، ويحمّلها المجتمع الدولي ‏مسؤولية عرقلة جهود الإنقاذ، تقول الباحثة في منظمة "هيومن رايتس ووتش" ‏الحقوقية آية مجذوب إن "الثقة بالحكومة في أدنى مستوياتها".‏

وتعتبر أنّ "ظهور مبادرات محلية وشعبية لسد هذه الفجوة وتجاوز الحكومة التي ‏يعتبرونها فاسدة وغير فعالة وغير كفؤة، أمر غير مستغرب".‏

وتتابع "على مدى العقود القليلة الماضية، بدّد المسؤولون اللبنانيون مليارات ‏الدولارات من المساعدات الدولية، وقاموا بإثراء أنفسهم وإفقار البلاد" تزامناً مع ‏‏"إظهار أنهم غير راغبين أو قادرين على توجيه المساعدات الدولية للمحتاجين ‏بطريقة شفافة وفعّالة في الوقت المناسب".‏

وقرّرت شركة "طيران الإمارات" زيادة وزن أمتعة الركاب المسافرين إلى بيروت ‏حتى نهاية شهر أيلول (سبتمبر) الحالي، بمقدار عشرة كيلوغرامات لكل شخص.‏

‏"صدمة" ‏

بعد زيارتها الأخيرة الى لبنان، تقول ديما الحاج حسن إنها أدركت حجم الأزمة ‏الإنسانية في هذا البلد.‏

وقالت "كنت في لبنان وكان لدي نقود وسيارة مملوءة بالوقود، ذهبت إلى الصيدلية ‏ولم أستطع العثور على دواء لأمي التي كانت تعاني من التهاب في الأذن".‏

أضافت "الأمر مختلف تماماً عندما تتواجد هناك وترى حياة الناس وتشعر بذنب ‏شديد إزاء طريقة إنفاقك للمال- فأي مبلغ صغير هنا يسمح بشراء علب عدة من ‏الأدوية هناك".‏

في دبي، تحزم سارة حسن حقائبها استعدادا لرحلة إلى لبنان للمرة الثانية في أقل ‏من شهرين. تكتفي بقليل من الأمتعة الشخصية، وتملأ حقائبها بحاجيات لعائلتها ‏وأصدقائها.‏

وتعدد حسن (26 عاما) من بين ما ستأخذه معها مروحتين هوائيتين مزودتين ‏ببطارية، ومسكنات للألم وفوطاً صحية وأدوية للبرد والانفلونزا ومجموعة من ‏مساحيق البشرة. ‏

كما أشارت الى أنه على وقع شح المازوت، يتم قطع الكهرباء التي يوفّرها المولّد ‏الخاص لعائلتها مرات عدة خلال اليوم، ولذا "اشتريت المروحتين لاستخدامهما في ‏البيت لأن جدتي متقدمة في السن ولا نريد أن تشعر بالضيق".‏

ويعتزم صديقان لها السفر قريباً الى لبنان. وأكّدت "كلنا نقوم بدورنا ونأخذ كل ما ‏بوسعنا لعائلاتنا" هناك.‏

تستذكر حسن شعورها لدى زيارتها لبنان قبل شهر بعد انقطاع لعامين، وتقول ‏‏"شعرت بالصدمة".‏

وختمت: "تعود إلى هنا إلى منزلك مرتاحا وكل شيء متوافر" وسط "شعور كبير ‏بالذنب لأنه ليس من العدل أن يعاني الناس هناك للحصول على مواد أساسية".‏

المصدر: "النهار"






إقرأ أيضاً

أزمة مالية "تاريخية" تهدد الولايات المتحدة.. ومناشدة عاجلة
لو استفاد لبنان من خط الغاز العربي لوفّر 5 مليارات دولار... بارودي لـ"النهار": إبعاد السياسة عن قطاع الطاقة مفتاح الحلول

https://www.traditionrolex.com/8