https://www.traditionrolex.com/8


تفاصيل جديدة عن اغتيال أكبر عالم نووي إيراني


On 18 September, 2021
Published By Tony Ghantous
تفاصيل جديدة عن اغتيال أكبر عالم نووي إيراني

نشرت صحيفة "النيويورك تايمز" تقريراً مطولاً يقدم تفاصيل جديدة حول عملية اغتيال العالم النووي الإيراني الأبرز محسن فخري زاده، موضحة أنَّها نفذت بسلاح جديد عالي التقنية مزود بذكاء اصطناعي وكاميرات متعددة تعمل عبر الأقمار الاصطناعية.

في 27 تشرين الثاني (نوفمبر)، استيقظ فخري زاده قبل الفجر بساعة، لقراءة الفلسفة الإسلامية قبل أن يبدأ يومه. وبعد ظهر ذلك اليوم، غادر وزوجته منزلهما المطل على بحر قزوين، للانتقال إلى منزلهما الريفي في آبسارد، في شرق طهران، لقضاء عطلة نهاية الأسبوع.

وكان جهاز الاستخبارات الإيراني حذره من مؤامرة محتملة لاغتياله، إلا أنَّ العالم تجاهل ذلك. 

وأرادت إسرائيل استهدافه منذ 14 سنة على الأقل، معتبرة أنَّه يقود الجهود الإيرانية لبناء قنبلة نووية. مع ذلك، لم يعر فخري زاده الكثير من الاهتمام للتهديدات والمؤامرات المتصاعدة، وقرر أنَّ يعيش حياه طبيعية رغم موقعه البارز في المؤسسة العسكرية الإيرانية. وكان يتوق إلى الملذات الصغيرة، ومنها قراءة الشعر الفارسي، واصطحاب أسرته إلى شاطئ البحر والذهاب في رحلة إلى الريف.

وبعيداً عن نصائح المسؤولين الأمنيين، غالباً ما كان يقود سيارته الخاصة بدلاً من حراسه، ما يعتبر خرقاً خطيراً للبروتوكول الأمني.

فبعد فترة وجيزة من ظهر ذلك اليوم، انطلق بسيارته السوداء من نوع "نيسان تينا سيدان"، وزوجته إلى جانبه. 

هدف بعيد المنال

ومنذ أمرت الحكومة الإسرائيلية جهاز الاستخبارات "الموساد"، بمنع إيران من الحصول على أسلحة نووية، بدأ الجهاز بتنفيذ عمليات تخريبية وهجمات إلكترونية على منشآت تخصيب الوقود النووي الإيرانية، وقام بانتقاء الخبراء الذين يُعتقد أنهم يقودون البرنامج النووي الإيراني.

ومنذ عام 2007، اغتال "الموساد" خمسة علماء نوويين إيرانيين. والواقع أنَّ معظم العلماء عمل مباشرة مع فخري زاده على ما زعم مسؤولو الاستخبارات الإسرائيلية أنه برنامج سري لبناء رأس حربي  نووي، والتغلب على التحديات التقنية الجوهرية المتمثلة في صنع رأس صغير يتناسب مع أحد صواريخ إيران البعيدة المدى.

 وعام 2009، كان الفريق الإسرائيلي ينتظر فخري زاده في موقع الاغتيال المخطط له في طهران، إلا أنَّ العملية أُلغيت في اللحظة الأخيرة، بعد أن اشتبه "الموساد" في اختراق إيران المؤامرة.

وبالتالي، اتجه نحو خطة جديدة.

 

وأوقف عملاء إيرانيون يعملون لصالح "الموساد" شاحنة زرقاء من طراز "نيسان زامياد" على جانب طريق يربط أبسارد بالطريق السريع الرئيسي. وتم وضع مدفع قنص من عيار 7,62 ملم تحت أقمشة ومواد للبناء في صندوق الشاحنة.

وحوالي الساعة الواحدة ظهراً، تلقى الفريق إشارة بأن فخري زاده وزوجته ومجموعة حراس مسلحين كانوا على وشك المغادرة إلى أبسارد. فاتخذ القناص الماهر موقعه، واستعد للضغط على الزناد. 

تضارب الروايات الإيرانية

وبعد ظهر ذلك اليوم، ظهر الارتباك والتناقض والكذب في التقارير الإخبارية الإيرانية. 

وأفاد أحد التقارير أن فريقاً انتظر على طول الطريق حتى يمر فخري زاده بسيارته. وذكر آخر أنَّ السكان سمعوا دوي انفجار كبير أعقبته نيران مدفع رشاش، وأن شاحنة انفجرت أمام سيارة فخري زاده، وقفز مسلحون من سيارة قريبة، ثم أطلقوا النار. وأفادت قناة تابعة لـ"الحرس الثوري" الإيراني أنَّ معركة اندلعت بين حراس فخري زاده ومجموعة من 12 مهاجماً.

وأفادت عدة وكالات إخبارية إيرانية أن القاتل كان روبوتاً، وأن العملية تمت عن طريق التحكم عن بعد. وتناقضت هذه التقارير مباشرة مع روايات مزعومة لشهود عيان عن معركة بالأسلحة النارية بين فرق القتلة والحراس الشخصيين وتقارير عن اعتقال أو قتل بعض المهاجمين.

وسخرت إيران من القصة، محاولة التقليل من إحراج قوات النخبة التي فشلت في حماية أحد أبرز الشخصيات الخاضعة لحراسة مشددة في البلاد. 

واستندت القصة إلى مقابلات مع مسؤولين أميركيين وإسرائيليين وإيرانيين، ومنهم مسؤولان استخباراتيان مطلعان على تفاصيل التخطيط للعملية وتنفيذها، وتصريحات عائلة فخري زاده لوسائل الإعلام الإيرانية.

وعاد نجاح العملية إلى عدة عوامل، أبرزها إخفاقات "الحرس الثوري" الأمنية الخطيرة من جهة، وتخطيط "الموساد" المكثف والمراقبة من جهة أخرى، فضلاً عن لامبالاة فخري زاده.

وكانت العملية الاختبار الأول لمقذوف آلي عالي التقنية مزود بذكاء اصطناعي وكاميرات متعددة، تعمل عبر الأقمار الاصطناعية وقادرة على إطلاق 600 طلقة في الدقيقة.

 

وانضم المدفع الرشاش المعزز والتحكم عن بعد إلى الطائرة القتالية المسيرة في ترسانة الأسلحة عالية التقنية للقتل المستهدف عن بُعد. وعلى عكس الطائرات المسيرة، لا يلفت المدفع الرشاش الآلي الانتباه في الأجواء.

التخطيط للعملية

وأعلن مسؤول استخباراتي مطلع على الخطة، أنَّ إسرائيل اختارت نموذجاً متطوراً من مدفع رشاش بلجيكي الصنع من طراز "أف ان ماغ" ومرتبط بروبوت ذكي متطور، مضيفاً أنَّ النظام لم يختلف عن نظام"Sentinel 20" الذي تقوم شركة "اسكريبانو" الإسبانية بتصنيعه.

وبلغ وزن المدفع الرشاش مع الروبوت وباقي الملحقات مجتمعة نحو طن تقريباً، لذلك تم تفكيك المعدات إلى قطع صغيرة، ومن ثم جرى تهريبها إلى إيران بطرق وأوقات مختلفة، وأعيد تجميعها سراً هناك.

وتم بناء الروبوت ليتناسب مع حجم حوض سيارة بيك آب من طراز زامياد، وتم تركيب كاميرات في اتجاهات متعددة على الشاحنة لمنح غرفة القيادة صورة كاملة ليس للهدف وتفاصيله الأمنية فحسب، إنما للبيئة المحيطة أيضاً. 

وتم تفخيخ الشاحنة بالمواد المتفجرة، حتى يمكن تفجيرها عن بعد وتحويلها لأجزاء صغيرة بعد انتهاء عملية القتل، من أجل إتلاف جميع الأدلة.

بعد ذلك، كان يجب التأكد من أن فخري زاده هو من يقود السيارة وليس أحد أبنائه أو زوجته أو حارسه الشخصي، حتى لا يتم استهداف الشخص الخطأ.

ولم يتضح ما إذا كانت الطلقات أصابت فخري زاده لكن السيارة انحرفت وتوقفت، ليقوم بعدها الشخص الذي يتحكم بالمدفع الرشاش عن بعد، بإطلاق رشقة أخرى أصابت الزجاج الأمامي ثلاث مرات على الأقل وواحدة منها على الأقل أصابت زاده في كتفه.

 

ونزل فخري زاده من السيارة واحتمى بالباب الأمامي للسيارة. وأفادت "وكالة أنباء فارس" الإيرانية في حينه أن ثلاث رصاصات اخترقت عموده الفقري ليفارق الحياة في الحال. ثم انفجرت السيارة التي كانت تحمل المدفع الرشاش وتناثرت إلى أجزاء.

واستغرقت العملية بأكملها أقل من دقيقة، وتم خلالها إطلاق 15 رصاصة فقط، حيث أشار محققون إيرانيون إلى أن الرصاصات لم تصب زوجة زاده التي كانت تجلس على بعد سنتيمترات قليلة منه.

المصدر: "النهار"






إقرأ أيضاً

طالبان تنكث وعودها.."الذكور فقط" يعودون للمدارس
نهاية مطاردة أسرى جلبوع.. وتفاصيل اعتقال آخر عنصرين

https://www.traditionrolex.com/8