واشنطن: ألّفوا حكومة فاعلة بريطانيا لا تحبّذ مزيدا من "تضييع الوقت" والموقف السعودي بين الرمادي والحيادي


On 28 July, 2021
Published By Tony Ghantous
واشنطن: ألّفوا حكومة فاعلة بريطانيا لا تحبّذ مزيدا من "تضييع الوقت" والموقف السعودي بين الرمادي والحيادي

إنطلق قطار التأليف مع انتهاء جولتي الاستشارات في قصر بعبدا ومجلس النواب، وفور انتهاء الجولة الثانية منها توجّه الرئيس المكلّف نجيب ميقاتي إلى القصر الجمهوري، لوضع الرئيس ميشال عون في أجوائها، في ظلّ أجواء إيجابية وكلام عن تأليف سريع ولا بل استثنائي، يسبق موعد الذكرى السنوية الأولى لانفجار مرفأ بيروت في 4 آب. ولكن، تأسيساً على التجارب الطويلة، سرعان ما تتبخّر المناخات التفاؤلية لتحلّ مكانها الحواجز السلبية التي تعرقل عملية التأليف، وبالتالي الحذر واجب لجهة عدم الإفراط في التفاؤل ولا تعميم التشاؤم، إنما التعامل بواقعية وانتظار النتائج التي ستفضي إليها الحركة السريعة والرغبة القائمة بالتأليف.

وكان لافتاً امس، موقف للولايات المتحدة الاميركية، حضّت فيه نجيب ميقاتي على تشكيل حكومة سريعاً، لمعالجة الأزمة غير المسبوقة التي تغرق فيها البلاد. وقالت المتحدّثة بإسم وزارة الخارجيّة الأميركيّة جالينا بورتر لصحافيين: «تجدّد الولايات المتحدة دعواتها إلى تشكيل حكومة فاعلة، وحكومة تلتزم أيضاً إجراء إصلاحات أساسية» في لبنان.
قالت مصادر مواكبة لمشاورات التأليف لـ"الجمهورية"، انّ «من المبكر اطلاق أحكام الآن على ما سيكون عليه مصير التأليف الحكومي، في ضوء المواقف التي صدرت عن الكتل النيابية وغيرها. فأمس واول من امس كان هناك نيات طيبة وكلام مسؤول، لكن في ضوء عِبَر الماضي وما حصل مع الرئيس سعد الحريري، ينبغي الحذر، وإن كانت الاوضاع هذه المرة مختلفة بظروفها ومعطياتها ووقائعها، بمعنى انّ ميقاتي ليس الحريري، وانّ واقع لبنان واولوياته ليست كما كانت قبل 9 اشهر، وكذلك فأنّ واقع الولايات المتحدة الاميركية ليس كما كان قبل بضعة اشهر، حيث هي الآن تفاوض على جبهة أكثر من ازمة اقليمية. ولذلك، فإنّ الحسابات في شأن التأليف الحكومي تأخذ الآن منحىً آخر، ما يطرح سؤالين اساسيين:

– الاول، هل انّ كلمة السر التي يمثلها ميقاتي، هي ربط النزاع وإعادة لملمة سريعة للوضع بعد الدرك الاسفل الذي وصل اليه، واستدراك من الاميركي والفرنسي للظروف التي وصل اليها لبنان، وبالتالي لم يعد في إمكانهما الاستمرار بهذا المسار؟

– الثاني، هل انّ تكليف ميقاتي وهذا التسهيل الذي يبديه الجميع هو لعبة مناورة تحكمها اللحظة الضاغطة لتعود الامور بعد قليل الى منحى سلبي، وتقطع الطريق على الرجل، فيكون تكليفه واعتذاره جزءاً من مسار الانفجار النهائي الذي يُحضّر له، ليكون 4 آب هو اللحظة التي يراهنون عليها كالعام 2005 ام لا؟ أم يكون تكليف ميقاتي قطع الطريق على ما يُحضّر في 4 آب، وبالتالي يكون الاميركي قد تراجع خطوة الى الوراء وكذلك ايران و»حزب الله»، فيكون التفاؤل المشاع في هذه الحال حقيقياً؟ وتخلص المصادر من هذين السؤالين الى التأكيد «انّ الاسبوع الأول بعد التكليف سيكون كفيلاً بكشف وجهة الأحداث لجهة اي من المسارين تتجّه».

«فيفتي ـ فيفتي»

وفي هذا السياق، قالت اوساط سياسية واسعة الاطلاع لـ»الجمهورية»، انّ هناك ايجابيات مبدئية تواكب انطلاق مسار تشكيل الحكومة، لكن الأمور تبقى في خواتيمها. ولفتت الى انّ الرئيس سعد الحريري انطلق بصفر فرص في ما خصّ احتمال التأليف، بفعل الخلاف الكبير السياسي والشخصي بينه وبين الرئيس ميشال عون والنائب جبران باسيل، بينما ينطلق ميقاتي في مهمته من «فيفتي – فيفتي»، اي بنسب متعادلة بين إمكان التشكيل وعدمه، وهذا في حدّ ذاته تقدّم إلى الأمام ومؤشر الى انّ ولادة الحكومة أصبحت ممكنة، ولو من دون المبالغة في التوقعات المتفائلة، بينما كانت متعذرة بالكامل سابقاً.

كما اعلن  وزير الدولة البريطانية لشؤون الشرق الأوسط وشمال أفريقيا، جيمس كليفيرلي في تصريح على مواقع التواصل الاجتماعي أن “الشعب اللبناني يحتاج إلى حكومة قادرة على تنفيذ الإصلاحات الموعودة منذ فترة طويلة. لا ينبغي لقادة لبنان أن يضيعوا المزيد من الوقت”. وأكد ان “المجتمع الدولي على استعداد للمساعدة ولكن يجب أن يتحركوا الآن”.

وأشارت الاوساط، الى انّ العامل المساعد هو انّ السعودية قرّرت اتخاذ موقف رمادي او حيادي، فلا هي ضدّ ميقاتي ولا هي معه، في انتظار تشكيل الحكومة ليُبنى على الشيء مقتضاه، فيما كانت تعتبر انّ وجود حكومة برئاسة الحريري هو استفزاز لها.

المصدر: "المركزية نيوز"


إقرأ أيضاً

تواطؤ دولي لطمس حقيقة تفجير مرفأ بيروت؟!
عون ل"من يهمهم الأمر": لن أعطي ميقاتي ما لم أعطه للحريري