-الكاتبة مي الحلاّني-
ما كانَ هذا القلبُ يوماً أَفَّاكاً، جَمَعتنا
سَماء، ليْل، وَقمر، وَفرّقتنا اللّقاءات الوَاعِدة!
كُلّما ذَكَرتُ إِسمك، تُلوِّحُ مَناديل الرَّحيل
بَالعِشق، وتَطير مع هَديل الحَمَام
بِجَناحَيّ روحي، وتُطوَى المسَافات فَأَجِدُني
أنت! فوقَ رَصيف الحنين حيثُ الغياب
يَسكُن في مَحَاجِر العين وتَنضح مَدامع
الذّكرى، يَصهَل الليّل من حَناجِر أعماقي
بِصرَخاتٍ كَسيحةٍ، زاحفة أُزْجِي الهَوى
بين الأهداب وتَطمُسها عن الأَجِدَّان،
حيثُ تَركُضُ إليكَ قَصَائِدي غارِقةً
مُستنجدة تأبَى أن تكونَ مُحايِدة!
وتشتعلُ الأشواقُ كالغَضَا في لَغز نَظراتك
كُلّما وجَدَت الرُمُوز أحداقي.