القومي أحيا ذكرى 8 تموز.. حردان: مَن راهن على سقوط سوريا خسر الرهان


On 11 July, 2021
Published By COMPU VISION
القومي أحيا ذكرى 8 تموز.. حردان: مَن راهن على سقوط سوريا خسر الرهان

أحيا "الحزب السوري القومي الاجتماعي" ذكرى استشهاد انطون سعادة في الثامن من تموز، وافتتح "دار سعاده الثقافية والاجتماعية" وجناحا خاصا يحمل اسم الأمينة الأولى جولييت المير سعاده، في احتفال حاشد في ضهور الشوير، حضره رئيس الحزب وائل الحسنية ورئيس المجلس الأعلى النائب أسعد حردان وعدد كبير من أعضاء قيادة الحزب والمسؤولين.

وحضر أيضا الوزيران السابقان بشارة مرهج ونقولا تويني، رئيس المجلس الوطني للاعلام المرئي والمسموع عبد الهادي محفوظ، المدير العام لوزارة الصحة فادي سنان، رئيس بلدية الشوير عين السنديانة حبيب مجاعص، ومخاتير الشوير مخايل صوايا، أنطون ابو زيد وميشلين مجاعص، الأب جورج نجار، ممثلون عن الأحزاب والقوى والتيارات وفاعليات.

كما شاركت في الاحتفال فصائل رمزية من النسور والطلبة والدفاع المدني، وفصائل رمزية من الزهرات والأشبال وفرقة من كشافة الشوير وحشد من القوميين والمواطنين.

بداية استعرض رئيسا الحزب والمجلس الاعلى والمسؤولين الفصائل الرمزية حتى مدخل دار سعاده، حيث تم قص شريط الافتتاح، توجه بعدها المشاركون الى قاعة الدار حيث القيت كلمات بالذكرى.

بداية النشيد الوطني ونشيد الحزب، ثم دقيقة صمت تحية لسعاده وشهداء الحزب والأمة، فكلمة تعريف وتقديم القتها وكيل عميد الثقافة والفنون الجميلة حنان سلامة.

اتحاد الكتاب اللبنانيين

ثم ألقت هدى خوري كلمة اتحاد الكتاب اللبنانيين، فقالت: "يفتتح هذا الصرح في ذكرى استشهاد سعادة كأنما يراد من هذا الافتتاح أن يكون مؤشرا لانتصار إرادة الحياة في شعبنا، علما انه يجب أن يكون دور الثقافة الأول توجيه حيوية الشعب نحو قيم التعاون من أجل الخير العام".

أضافت: "ان الفقر بكافة أشكاله المادية إنما هو نتيجة للفقر الفكري. وإن الواقع الذي وصلنا اليه اليوم بحاجة ماسة لتفعيل الثقافة وتعميق التواصل الفكري والتعاون بين المؤسسات على أنواعها كي يستعيد الفكر فاعليته في المجتمع وكيما يتاح للإبداع فضاء إجتماعي يحتضنه ويعطيه فرصة ليفعل كخميرة في العجين الاجتماعي".

وتمنت خوري "النجاح للدار، بل التألق في تفعيل النشاط الثقافي"، وختمت: "نرجو للحالة الثقافية بشكل عام في بلادنا مزيدا من وعي دورها وتأصيل فاعليتها كي تقوم بواجبها في خدمة شعبنا ونهضته".

محفوظ

ثم ألقى محفوظ كلمة قال فيها: "ذكرى استشهاد المعلم انطون سعادة في الثامن من تموز من العام 1949 هي مؤشر على ان القائد الحقيقي يضحي بحياته وبكل غال وثمين من أجل مبادئه وأفكاره البناءة. وتكون الشهادة بهذا المعنى خارطة عمل لبناء المستقبل ونهضة الأمة. وفي هذا السياق فإن افتتاح دار سعادة الثقافية الإجتماعية دليل على أن فكر سعادة هو فكر حي ودعوة للبناء والتغيير وإسقاط الطوائفية التي لا تبني أمة ولا وطنا".

أضاف: "في خطاب عودته إلى لبنان في 2 آذار من العام 1947 قال المعلم أنطون سعادة إن إنقاذ فلسطين هو أمر لبناني في الصميم كما هو أمر فلسطيني في الصميم. إن الخطر اليهودي على فلسطين هو على سوريا كلها. هو خطر على جميع هذه الكيانات. كلامه هذا يحمل نوعا من الإستقراء للواقع الذي نحن فيه. ففي مقاربات المحافظين الجدد ندرك موقع سوريا الطبيعية وبلاد الشام والهلال الخصيب في حسابات الغرب الأميركي والأوروبي، وقد عبر عن هذه المقاربات بعد الاحتلال الأميركي للعراق منظر المحافظين الجدد ريتشارد بيرل في كتاب له عندما اعتبر أن من يضع يده على بغداد يضع يده على بلاد الهلال الخصيب. ولذلك يمكن إعادة بنائه في ضوء معطياته البدائية الأولى: العشيرة والعائلة والجهوية والإتنية. ويمكن تبعا لذلك تقسيم سوريا والعراق ولبنان واستثنى الأردن ودولة الإحتلال الإسرائيلي. هذا التوجه التقسيمي لبلاد الشام هدفه وفقا للمحافظين الجدد قيام دولة اسرائيل القوية التي حسب اعتقادهم هي المدخل لعودة المسيح. وما شهدناه حاليا من حرب كونية على سوريا كان هدفه ضرب موقع سوريا وموقفها اللذين يستندان إلى فلسفة أرساها الرئيس الراحل حافظ الأسد والتي تقوم على الربط بين ما هو وطني وما هو قومي وعلى اعتبار القضية الفلسطينية قضية محورية لبلاد الشام والعرب جميعا".

وتابع: "الحرب الكونية على سوريا هدفها تمزيق النسيج الإجتماعي للمنطقة وتهيئة الأجواء لصفقة القرن. والملاحظ أن دول الهلال الخصيب لم تشارك في مؤتمر البحرين. ولذا لن تمر صفقة القرن خصوصا وأن هذه الحرب الكونية فشلت ومعها حرب التكفيريين ومشاريعهم التفتيتية لوحدة الأمة. أنطون سعادة قرأ مبكرا ما يريده الغرب الأميركي والأوروبي لبلاد الشام، فكان هاجسه بناء المواطن القومي ووحدة سوريا الطبيعية ورفض وجود دولة الكيان الإسرائيلي ومواجهة الحالة الطوائفية والمذهبية التي غرضها تمزيق وحدة الأمة والإرتهان إلى الخارج. من المهم في وضعنا الحالي الإستفادة من البناء الفكري لأنطون سعادة. وهو بناء شدد على وحدة الأمة وعلى فصل الدين عن الدولة والمتحد الإجتماعي والإقتصاد التعاوني والعقلانية والحرية القومية والمناقبية والربط بين النظرية والممارسة وكذلك الربط بين العدو الداخلي المتمثل بالتناحر الطوائفي والتجزئة القومية وبين العدو الخارجي المتمثل بالاستعمار والصهيونية. إذ ربط بين القوة وعملية الصراع في القضية الفلسطينية وفي مواجهة دولة اسرائيل. لقد قرأ جيدا دور أصحاب رؤوس الأموال والمصارف فدعا إلى اشتراكية معتدلة واقتصاد تعاوني وإلى كون العلاقات الدولية ترسو على صراع قومي على المصالح والموارد والنفوذ والمواقع الإستراتيجية".

وأردف: "أنطون سعادة مفكر وفيلسوف إذ اعتبر أن امتلاك الفكر هو ذاته قوة. ومن هنا نوه بدور الإعلام والنخب في عملية التنوير الفكري. وللأمانة هنا أود أن أعترف أن الذي دفعني لقراءة كتب أنطون سعادة هو الإمام السيد موسى الصدر. وقد كنت مع مجموعة من اليسار في الجامعة اللبنانية قد استمالنا خطابه الذي حرك الفقراء والمحرومين في كل الطوائف بلغة بسيطة بعيدة عن تعقيدات برامج اليسار آنذاك. فلقد كلفني الإمام في العام 1974 أن أذهب إلى بعلبك وألتقي بزعيمي عشيرتي جعفر وشمص موفدا منه حاملا إليهما رسالتين على أن يعرفني الإثنان على أبناء العشيرة لبناء تنظيم حركة المحرومين. لمس مني الإمام ترددا فقال لي أود أن تقرأ عند أنطون سعادة نظرية المدرحية وفكرة المتحد الإجتماعي. وفسر لي الأمر بأن التغيير في لبنان غير ممكن خارج فكرة المتحد الإجتماعي. فأنا أريد أن تكون العشيرة والعائلة ومتوسطي الحال والفقراء والعمال والفلاحين والمغتربين متحدا اجتماعيا لأنهم جميعا متضررين من هذا النظام الطوائفي. وقال لي إني أستلهم أنطون سعادة في مقاربته للتغيير. وبالفعل قرأت أنطون سعادة وأسقط كل الأفكار الخاطئة التي كانت تروج عنه من اليسار واليمين على السواء. بل تأثرت به وباعتزازه. بأن سوريا الطبيعية أمة الشعب الذي أعطى الحضارة في التاريخ. وهي أمة أرادها سعادة تعاكس مصالح المستعمر منتسبة لذاتها لا للغرب الأميركي والأوروبي. ولأنه شاء أن تكون مبادئه ترتبط بالواقع والمتغيرات. فهي مرنة وتصلح تحديدا لمعالجة ما نحن فيه".

وقال: "الحقيقة أني أنتسب لللقاء التشاوري للنخب في المحافظات. وهو لقاء فكري عابر للطوائف والمناطق. واستفدنا كثيرا من هذه المبادئ كما من فكر الإمام موسى الصدر والمطران غريغوار حداد. فالبناء الفكري عند أنطون سعادة اعتمدنا أساسياته في بعده اللبناني. وهذه الأساسيات هي:

- تعزيز فكرة الدولة المدنية الجامعة والقادرة والعادلة.
- المواطنة على أساس أننا مواطنون في وطن لا مواطنين في طوائف.
- رفض الفتنة المذهبية وإدانتها واعتبارها حالة اسرائيلية.
- سحب سياسات التحدي في العلاقات بين الطوائف وحل أي خلاف بالحوار وبتغليب المشترك.
- مواجهة الانقسام السياسي والطوائفي الحالي بالتنازلات المتبادلة بين الفرقاء اللبنانيين.
- تفعيل مؤسسات الدولة وتحريرها من الوصايات السياسية والطوائفية.
- اسرائيل عدو مشترك لكل اللبنانيين. وتغليب التعارضات المحلية يصرف الصراع معها عن مساره الصحيح. أما الجيش فهو ضمانة وحدة البلد والسيادة. كما المقاومة ضرورة لتحرير الأرض والحؤول دون الإعتداءات والأطماع الإسرائيلية.
- تمثيل المرأة على مستوى القرار في السلطات الثلاث التشريعية والتنفيذية والقضائية.
- ضرورة اعتماد الدولة رؤية لدور الشباب ومستقبلهم وتوفير فرص العمل لهم ومشاركتهم في القرار. وهذه الناحية احتلت حيزا مهما عند أنطون سعادة. فالشباب هم أداة التغيير وهم الأقرب إلى معرفة الواقع ومعرفة الفعل فيه. ذلك أن المعرفة قوة تولد وعي الجماعة. وعيا حقيقيا. ولذلك بدأ سعادة نشاطه التنظيمي الأول في الجامعة الأميركية وبين طلابها وأساتذتها.
- بناء العلاقات اللبنانية السورية على قاعدة مراجعة الأخطاء السابقة من اللبنانيين والسوريين على السواء وفتح القنوات الفعلية بين الشعبين اللبناني والسوري على المصالح المشتركة والإنتماء الواحد وتبني فكرة الحوار لمعالجة أي تعارضات والتمهيد لسوق مشتركة بين بلدان الهلال الخصيب.

وختم محفوظ: "المعلم أنطون سعادة منارة فكرية وفكره ملك الأمة التي آمن بوحدتها. ولا يسعنا إلا أن نرى في فكره عملا نهضويا بناء واستقراء لواقع المنطقة ومستقبلها. إذ ليس من قبيل الصدفة أنه ركز في كتاباته ومحاضراته على مخاطر الصهيونية على الأمة وعلى كون تركيا هي أقرب وأقوى وأخطر الدول التي تنظر إلينا بعين جشعة وهي ترتقب الفرص الدولية لتتمكن من عمل شيء من هذا القبيل. إنه نوع من الإستشراف لما نحن فيه. البحث عن الحقيقة، كان أحد الاهتمامات الأساسية للمفكر السياسي والفيلسوف وعالم الاجتماع أنطون سعادة الذي اختار ما سماه طريق الوعي القومي للخروج من التخبط في ماهية حقيقتنا. في من نحن وما هو وجودنا وما نبغي في الحياة، الحياة التي كانت بالنسبة إليه وقفة عز فقط. وفي المناسبة إذا كان أنطون سعادة يشدد على المتحد الإجتماعي، فإن هناك حاجة فعلية لتغليب فكرة هذا المتحد داخل الحزب السوري القومي الاجتماعي وفي النسيج الوطني اللبناني وفي بلاد الهلال الخصيب. فكل المؤشرات توحي بضرورات أن يكون هذا الحزب طليعيا في مجتمعاتنا، ولذلك فإن وحدته هي من الضرورات القومية كما أنه من الضروري حل التباينات في وجهات النظر بالحوار والحكمة. تحية سورية منا جميعا للشهيد أنطون سعادة الذي تعلمنا منه الكثير ما يوجب علينا الإضاءة على بنائه الفكري الذي هو ليس ملك الحزب السوري القومي الإجتماعي وإنما ملك الأمة. كما ينبغي تعزيز التلاقي بين التيارات المدنية والعلمانية والقومية والوطنية وتوحيد الرؤية السياسية. لتكن دار سعادة مكانا للحوار والتلاقي والرؤية الثاقبة".

خداج

وألقى الشاعر عادل خداج قصيدة من وحي الفداء والوفاء.

حردان

وألقى حردان كلمة قال فيها: "في حضرة شهيد الثامن من تموز، نعتصم بالوفاء إجلالا للفداء، وأعظم الوفاء تجديد عهد الوفاء بالإرادة والهتاف لتحيا سورية ويحيا سعاده. اثنان وسبعون عاما، ودم الفادي يخط تاريخنا الجديد بأحرف من نور ونار. نور للقلوب المؤمنة المؤيدة بصحة العقيدة، ونار بوجه العدو وبوجه القوى الاستعمارية التي وضعت بلادنا رهن خرائط ترسم لإقامة الكيان العنصري الاستيطاني على أرض فلسطين. تلك القوى التي اكتشفت أن أنطون سعاده، فكرا وعقيدة، وحزبا صراعيا مقاوما، يشكل تهديدا لخرائطها، فقررت تصفيته وحزبه باغتيال غير مسبوق، غير أن ذلك الاغتيال إرتد عليها، فكرس الصراع المستدام بين الحق والباطل، بين الكرامة والخيانة، وبين العز والذل".

وتابع: "ارادوا الثامن من تموز، تاريخا للقضاء على النهضة القومية، فاستحال هذا التاريخ، يوما للفداء، بشهادة الدم التي هي أزكى الشهادات، ويوما للوفاء، لكل شهداء الحزب والامة، وهم منارات أضاءت الطريق، صراعا ومقاومة في سبيل الحق والحرية.ارادوا باغتياله تثبيت خرائطهم، وضبط التاريخ على ساعة جريمتهم، بأدوات صغيرة تنفذ مشيئة المشغل، صهيونيا كان أم استعماريا، لكن نقاوة الدم التموزي وحرارته ضبطت التاريخ على ساعة وقفة العز تحديا وعنفوانا".

أضاف: "نقف هنا لنفتتح دار سعاده الثقافية والاجتماعية، صرحا بني بتعب الرفقاء والأصدقاء، فتعالى حجرا حجرا وأصبح يحمل اسم المعلم، الذي عين هويتنا وأسس قضيتنا وقدمته الحياة لأمته وشعبه منقذا وهاديا. نلتقي هنا في ضهور الشوير، على بعد عشرات الأمتار من العرزال، حيث بنى سعاده منزلا دمره الهمجيون الانعزاليون، فاستحالت حجارته أساسات صلبة لهذه الدار الشامخة، معلما ثقافيا لنشر فكره وتعاليمه، نبراسا لأجيال لم تولد بعد. نلتقي اليوم، لنفتتح في رحاب هذه الدار، جناحا خاصا، يحمل إسم أيقونة الأمة، أمثولة التضحية والتفاني والإخلاص، إشراقة الضوء في ظلام المؤامرة، الأمينة الصابرة الصامدة التي اعتلت عرش المجد، عنيت بها جولييت المير سعاده، التي تحملت مشاق النضال بكل آلامه، اعتقالا وسجنا لنحو عقد من الزمن، آلاما اختصرتها في مذكراتها بقول سعاده "إن آلاما عظيمة، آلاما لم يسبق لها مثيل، تنتظر كل ذي نفس كبيرة منا. أردناه جناحا على إسمها لنؤكد عظيم مكانتها في نفوس القوميين حبا واحتراما، لما تحملته من أعباء ومسؤوليات، وهي التي وقفت صلبة قوية، فاهتمت بشؤون الحزب والقوميين من دون ضوضاء، وكانت مرجعا للقوميين، المسؤولين والقيادات، توجه لكي يبقى الحزب مشعال الرسالة والمبادئ".

وأكد حردان "الثبات على النهج الذي رسمه شهيد الثامن من تموز، والاقتداء به، وبنضال الأمينة الأولى، وتضحيات كواكب الشهداء والاستشهاديين. ونخص بالذكر خالد أزرق وابتسام حرب حيث تصادف اليوم ذكرى عمليتهما البطولية. فاليوم، يوم قومي اجتماعي عظيم، يضاف إلى سجل أيامنا التاريخية التي تشكل منارات سيرتنا ومسيرتنا، يوم موسوم بعهد الوفاء لسعاده والشهداء".


ودعا "القوميين وكل أبناء شعبنا"، الى "أن يجعلوا من هذا الصرح الثقافي، محجة تشع بأنوار الحق والخير والجمال، وموئلا لثقافة الانفتاح والوحدة والتآخي ونبذ الطائفية وكل الآفات المجتمعية، فهذه الدار ليست مجرد عمارة تتظلل صنوبر الشوير، بل دوحة للثقافة والإبداع، وواحة للأدب والفن وملتقى للصراع الفكري".

وقال: "انطون سعاده أرادنا أحرارا من أمة حرة، وأراد لبنان نطاق ضمان للفكر الحر، لكن الاستعمار بكل مسمياته وأدواته جلب الويل على شعبنا، لذلك نحن معنيون بأن ندفع هذا الويل عن شعبنا في لبنان وكل الأمة. نعم، نحن نريد لبنان نطاق ضمان للفكر الحر، ونريده واحدا موحدا بكل أبنائه، لا طوائف ومذاهب ومللا متنابذة ومتناحرة. نريده بلدا قويا قادرا وعادلا، لديه جيش قوي يمتلك السلاح والعتاد لمواجهة ما يتهدده من مخاطر صهيونية وإرهابية. نريده بلدا حصينا منيعا بأمنه واستقراره وسيادته وسلمه الأهلي وبوحدة أبنائه، محصنا بوجه طروحات الفدرلة والتقسيم، عصيا على العدو وغطرسته، لذا نؤكد أن المقاومة حاجة وطنية ضرورية بتكاملها مع الجيش والشعب دفاعا عن سيادة لبنان وتحصينا لوحدته. نريده دولة متماسكة ومؤسسات فاعلة، تتحمل مسؤولياتها تجاه المواطن، لا دولة مستقيلة من مهامها، كما هو حاصل اليوم، حيث المؤسسات يتآكلها الفساد، وتتخلى عن أدوارها لمصلحة الشركات الاحتكارية التي تزيد من معاناة الناس وقهرها".

أضاف: "بين لبنان المواطنة والعدالة الاجتماعية الذي نريد، وبين لبنان رعايا الطوائف والقهر الاجتماعي الذي يريدون، معادلة حياة أو موت. ولأننا نريد حياة العز، نرى أن طريق الخروج من المآزق والأزمات لا يكون بالكلام، وأن محاربة الفساد لا تكون بالشعارات، بل بإعلان حالة طوارئ اقتصادية وخطة متكاملة، تشترك فيها كل وزارات الدولة ومؤسساتها، كي لا تبقى هذه الوزارات والمؤسسات مستقيلة من مهامها، تاركة المواطنين فريسة لأصحاب الشركات الاحتكارية المتوحشة الذين يتسببون بالأزمات، وبإذلال الناس في طوابير البنزين والمازوت والخبز والدواء وحليب الأطفال وغيره. ان هؤلاء المحتكرين، هم جزء من منظومة مشبوهة هدفها حرف بوصلة الناس عن واجباتها الوطنية، وإشغالها بحاجاتها الغذائية والدوائية، ودفعها إلى اليأس والهجرة، على نسق وظائف الثورات الملونة التي تنشر ثقافة التوهين والتفكيك وتدعو إلى الإنفكاك عن القيم المجتمعية المثلى".


وشدد على ان "الأمن الاجتماعي والأمن الغذائي من أمن الوطن، والذين يهددون أمن الوطن مكانهم السجن، ولذلك، على وزارة الاقتصاد وحماية المستهلك أن تنفذ عمليات دهم بمؤازرة القوى الأمنية، لوضع حد للاحتكار".

ودعا "السلطة الرسمية في لبنان إلى تحمل مسؤولياتها، وأن لا تبرر تقصيرها بما يدور من كلام عن حكومة اختصاصيين تارة وحكومة مستقلين تارة أخرى. السلطة السياسية هي المسؤولة وهي صاحبة الاختصاص الأول والأخير في معالجة شؤون المواطنين وتلبية حاجاتهم، وإننا نطالبها بأن تذهب إلى أي مكان، شرقا وغربا، ما عدا كيان الاحتلال الصهيوني، المهم أن تأتي بما يحتاجه المواطن للعيش الكريم".

وقال: "ان التمترس خلف حكومة اختصاصيين أو مستقلين فقط، هو خروج على الدستور، فالحكومة بموجب اتفاق الطائف هي حكومة سياسية بامتياز، تطبق الدستور كاملا، فلماذا الإفتئات على الدستور وخرقه؟ إن اتفاق الطائف أخرج البلد من أتون الحرب وأقام استقرارا وسلما أهليا، فلنطبقه كاملا، بكل مندرجاته الإصلاحية صونا لاستقرار البلد وتحصينا لأمنه ووحدته".

ودعا حردان إلى "تشكيل حكومة تحت سقف الدستور، ونرى في مبادرة الرئيس نبيه بري مرتكزا لحوار بناء يفضي إلى تشكيل الحكومة بعيدا عن أية حسابات طائفية وجهوية، وبما يجنب لبنان تدخلات خارجية لا تنظر إليه إلا بعين مصالحها. لذلك نشدد على ضرورة أن يتفق المسؤولون على تشكيل حكومة جديدة، بما يضع حدا للتدخلات الخارجية النافرة".

وقال: "ما نسمعه هذه الأيام، من دعوات إلى الفدرلة وخطابات تغذي النعرات الطائفية والمذهبية، هو بمثابة قرع أجراس العودة إلى الحرب الأهلية التي دمرت البلد وهجرت أهله وأرهقت ماليته واقتصاده، لذلك نقول، فليسقط كل دعاة الحرب والمنادين بها، ونؤكد أننا لن نتزحزح عن قناعاتنا وخياراتنا بالدفاع عن وحدة لبنان وسلمه الأهلي بمواجهة كل محاولات الشرذمة".

وأشار الى ان "التقسيم مشروع اسرائيلي يستهدف لبنان والمنطقة، ونحن كنا ولا نزال في مواجهة هذا المشروع، قتالا ضد الاحتلال وعملائه، فقدمنا الشهيد تلو الشهيد، نحن مع الإصلاح، بل نحن دعاته، وألف باء الإصلاح، قانون انتخابي يوحد اللبنانيين على قاعدة المساواة، ويخرجهم من حظائر الطوائف والقبائل والملل، ونقول عيب على الذين رفضوا البحث في قانون انتخابي جديد، هؤلاء سيحملهم التاريخ مسؤولية الانخراط في مشروع الفدرلة والتقسيم.نحن لنا رؤية واضحة لمواجهة ما يتهدد لبنان، وقد دعونا النخب إلى الإشتراك في إقامة تيار وطني لا طائفي، يطلق صرخة قوية مؤثرة من أجل الإصلاح السياسي في لبنان، ونحن نجدد هذه الدعوة لكي نضغط معا من أجل الاصلاح".

أضاف: "اما في المجال الاقتصادي، فلا يمكن لأي دولة، مهما كبر شأنها، ومهما كانت مواردها، أن تعيش في عزلة، فكيف بلبنان الذي يفتقر لأدنى المقومات الاقتصادية بفعل السياسات المتبعة. لذلك أطلقنا مبادرة لقيام مجلس تعاون مشرقي لتحقيق التكامل الاقتصادي، وليكون لبنان أول المستفيدين من محيطه القومي. وعليه، فإننا نطالب المؤسسات الرسمية في لبنان، أن تتخذ قرارا حاسما وسريعا بإعادة العلاقات الطبيعية مع سورية والتنسيق مع الحكومة السورية لفتح الحدود وتعبيد خط الترانزيت، الذي هو ممر إجباري لتصدير المنتوجات اللبنانية إلى الكيانات والدول العربية وهو يشكل شريانا حيويا لاقتصاد لبنان. ان القيام بهذه الخطوة واجب الوجوب، وهناك ضرورة للتعاون مع سورية لحل العديد من المشاكل التي ترهق لبنان. ونحن على ثقة بأن سورية منفتحة ومستعدة لتقديم المساعدة، فهي وقفت الى جانب لبنان في أصعب الظروف، ومنعت تقسيمه، وساهمت في بناء مؤسسات دولته. وللتذكير فقط أنه وفي تاريخ لم يمر عليه الزمن، استجابت لنداء الاستغاثة ومدت لبنان بكميات من الأوكسجين، رغم مواقف بعض القوى التي اشتركت في الحرب الكونية الإرهابية على سورية".

وتابع: "بعض القوى السياسية المرتبطة بأجندات ومشاريع خارجية، لديها مواقف عدائية تجاه سورية، هذه المواقف لا تعنينا، المهم بالنسبة لنا أن لا يحاصر لبنان نفسه بنفسه، والمهم هو موقف الدولة الرسمي الذي يجب أن يقيم أفضل العلاقات مع سورية، تعاونا وانفتاحا، والاستفادة باستجرار فائض الكهرباء لدى سورية واستيراد الدواء من المعامل السورية والإسمنت وغيرها من المواد والسلع التي يحتاجها لبنان".

وقال: "نحن واثقون أن سورية بقيادة الرئيس بشار الأسد، لن تتأخر عن دعم لبنان، فهي آزرت جيش لبنان ومقاومته بمواجهة الاحتلال الصهيوني، ودفعت أثمانا باهظة، وليست الحرب الإرهابية الكونية التي تشن عليها منذ العام 2011، إلا بسبب وقوفها إلى جانب لبنان وفلسطين والعراق، لذلك من هنا، من ضهور الشوير، جارة صنين، نشكر سورية على كل ما قدمته من أجل لبنان وفلسطين وكل أمتنا، ونحيي صمودها وانتصارها في مواجهة أعتى حرب إرهابية، ونؤكد بأن الذين راهنوا على سقوطها، قد خسروا الرهان، وهم اليوم خائبون، ويموتون في غيظهم".

واعتبر ان "انتصار سورية هو انتصار للبنان وفلسطين والعراق وكل كيانات الأمة، وهو انتصار للعالم العربي برمته، ولا ينكر هذا الانتصار إلا الذين لا يعرفون معنى السيادة والكرامة ولان سورية بإنتصارها وضعت العالم العربي كله في مربع المعادلتين الإقليمية والدولية، فإننا نقول لبعض الأنظمة العربية كفى مكابرة، واطرقوا البوابة الدمشقية تعاونا وتعاضدا وتآزرا، بدل أن تسيروا في التطبيع تآمرا على فلسطين وإرادة شعوبكم".

وختم حردان: "نعاهد أبناء شعبنا في فلسطين أن نبقى على عهد المقاومة، موجهين دعوة صادقة الى كل القوى الفلسطينية بأن توحدوا على برنامج نضالي لدحر الاحتلال وتحرير فلسطين. وفي يوم الفداء والوفاء، نعلن أننا نحن على ما نحن عليه، حزب صراع ومقاومة، ندافع عن حقنا وحقيقتنا، عن وجودنا وهويتنا، عن أرضنا وشعبنا، ولن نحيد قيد أنملة عن النهج الذي رسمه المعلم، وتوجه بدمه".

بعد الكلمات توجه الحضور الى الطابق الثاني من الدار، حيث تم افتتاح جناح خاص بالأمنية الأولى جولييت المير سعاده.

المصدر: "وكالة الأنباء المركزية"


إقرأ أيضاً

ميريام سكاف: صرخات أهالي ضحايا المرفأ رفع حصانة ويمكن أكثر
المرعبي: هم الحريري الاول والاخير إنقاذ الوطن