https://www.traditionrolex.com/8


....خالتي عيشة….


On 05 June, 2021
Published By Kathy Ghantous
....خالتي عيشة….

-الكاتبة عتيقة بريغت-

 

عندما انظر إليها أتساءل إلى عدد السنين التي قضتها مع زوج طرق عالم الجنون.

 المرأة التي لم تيأس يوما لجنون زوجها رغم المعاناة , كانت تقول أحمد الله على كل شيء, خصوصا و أنها عندما كانت تطرق بيت أهلها و ترى الكنات في البيت تقول :لي بيت يسترني مع بناتي أشقى لأقتات خبز يومي و سأناضل بالرغم من الألم و الأوجاع.

كانت دائما المرأة الصبورة ,التي تنتظر قدوم زوجها للبيت و هو في صورة مجنون يجوب الطرقات و المقابر بأرجل حافية بثياب بالية, كانت تنتظره لتحممه بالماء الدافئ, و لكن أرجله المتشققة بالكدمات و الجروح عندما تلامس الماء  يزداد الجرح ألما, فيجدبها من شعرها بقوة و بالرغم من كل هذا  كانت تضع في جيبه القليل من المال, ليقدمه لبناته لشراء اللمجة.

 وهو في عالم الجنون يدرك انه لابد أن يقدم القليل من المال لبناته , هذا هو حال من كان سيدا فصار مجنون بين عشية و ضحاها .

سألت خالتي عيشة :كيف تصبرين على رجل طرق عالم الجنون ؟

قالت إنه أبو بناتي, عشت أجمل أيام حياتي معه, دورت العالم كله  معه كان ضابطا في الشرطة آنذاك, و لكنه اختارني أن أكون زوجته دون جميع البنات كنت أيامها بلغت السن الحرجة للزواج , و لكنه اختارني من دون كل البنات .

كان نعم الزوج و لكن العشرية السوداء جعلته يطرق عالم الجنون, مهنته كانت صعبة , و قدر له ذلك و لكن بالرغم من جنونه و فقدان عقله,  كنت له أوفى امرأة.

تقول لم أكره يوما بالرغم من الأوجاع ,ركضت لأجل أن يستعيد عافيته عملت دائما لأجل أن أحافظ على العش الذي يجمعنا، بناتي كانت دائما الأولى في المدارس, عملت منظفة و طباخة دون ملل  المهم أنني أطعمهم من لقمة الحلال.

اليوم يستعيد زوجي عافيته يستعيد وعيه، سنين مضت و المعجزة طرقت الباب فبعد الصبر يأتي الفرج .

أشكر الله لهذه المعجزة التي منحني إياها , المهم أنني كنت دائما وفية صبورة و كانت ثمار الصبر و الوفاء هي عافية زوجي أبو بناتي, تعود الابتسامة و الطمأنينة لبيتي.

 المهم هو أنني لم أنسحب, ولم أيئس, و لكن الخالق أعاد إلينا الحياة ,و أنعمني و عائلتي من صبر الانتظار عودة زوجي .






إقرأ أيضاً

استمتع مجانًا في هذه الشواطئ اللبنانية
10 معالم سياحية عليك بزيارتها في كابادوكيا

https://www.traditionrolex.com/8