الكاتبة مي الحلاّني .
قَلَمي لا يَتعَب، وحُروفي لَنْ تَنضُبْ يَحِنُّ لِعِطرِ الورَق، ويَسْلُبُ مِنِّي الأَرَقْ يُسامِرُني، يُداعِبُ فِكري! ويُغازِل قَمَري ويَنتَشِل الغَرَق مِن أعمَاقي إلى آخرِ الأُفُق ويَكتُبُني قِصَّةً شَرقِيَّة، وَيُتوِّجُني مَلِكةً صَوْلجانِيَّة، ويَمسَحُ بِحِبرِ أطرافِهِ قلبي، ويَترَنَّمُ باللّغاتِ بينَ سُطُور دَربي قَلَمي لايَتعَب، يُضيءُ نَجْمةَ روحي، ويُبَلسِم جُرحَ قروحي، يَفرحُ وَيَبكي معي، لَو غَرِقَت الشَّواطيء في أنهارِ مَدمَعي، لا يَشفَع لَو أهمَلتُه! في كلِّ الأَحَاييِنِ، لَو مَلَلْتُه ! قَلَمي لا يَتْعَب، يَتَحَمّلُ صُراخِي وانفِعالاتي، ولا يَهرُبُ! هوَ لَوْذَعِيُّ الحَدَس! يَخُطُّ، يَغُبُّ النَّهلَ ويَسقي الزَّهرَ، لَو يَبِس قَلَمي، حُرٌّ، لا يَتعَب، لا يَخذُل، لا يَمضي، لا يَجزَع وَلا يَكذُب والأبهى، إنَّهُ يَشرَبُ معي القهوة، ويَسمع فيروزتي، وكُلثومتي، وكُلَّ ما أهوى قَلَمي لا يَتعَب، وَلنْ يَتعَب، هوَ الأَغْلى، هوَ الأقرب.