https://www.traditionrolex.com/8


آلة لجمع القمامة وتبريد مركزي... سنغافورة تبني مدينة "ذكية" صديقة للبيئة


On 08 February, 2021
Published By Kathy Ghantous
آلة لجمع القمامة وتبريد مركزي... سنغافورة تبني مدينة "ذكية" صديقة للبيئة

يعيش أكثر من 80 في المئة من سكان سنغافورة في مساكن عامة، ويمكن أن يكون لالتزام الحكومة بالتصميم الحضري المستدام آثار هائلة. وعندما تكون الدولة استوائية حيث الراحة وتكييف الهواء أسلوب حياة، فقد يكون التأثير أكبر.

وستكون مدينة تنغاه البيئية، التي تعني كلمة "الوسط" بلغة الملايو، رغم أنها تقع في المنطقة الغربية للجزيرة، المستوطنة الجديدة رقم 24 التي تبنيها حكومة سنغافورة منذ الحرب العالمية الثانية، وستضم 42 ألف منزل جديد في خمس مناطق سكنية.

وفي التفاصيل التي أفصح عنها موقع الـ"سي أن أن" الأميركي، تعتبر هذه المدينة الأولى من نوعها مع التبريد المركزي، وجمع القمامة الآلي، ومركز المدينة الخالي من السيارات، الذي يأمل دعاة الحفاظ على البيئة أن يقدّم خارطة طريق لخفض انبعاثات الكربون في جنوب شرقي آسيا.

ويطلق المسؤولون على هذا المشروع اسم "مدينة الغابة" بسبب وفرة المساحات الخضراء والحدائق العامة فيه. وكان الموقع الذي تبلغ مساحته 7 كيلومترات مربعة في السابق موطناً لمصانع الطوب، واستخدم لاحقاً للتدريب العسكري، وقد استصلح في السنوات الأخيرة.

 



وسيُحفظ على ممر بيئي يبلغ عرضه مئة متر من خلال مركز المدينة، ما يوفر ممراً آمناً للحياة البرية ويربط منطقة مستجمعات المياه على جانب واحد بمحمية طبيعية من جهة أخرى.

وأثبت المشروع أنه علامة مميزة للمخططين الحضريين الذين يدافعون عن مبادئ التصميم الأخضر والتكنولوجيا "الذكية"، وفق ما ذكره مدير مجموعة البحث والتخطيط في مجلس الإسكان والتنمية في سنغافورة تشونغ فوك لونغ، وهي الوكالة التي تشرف على المساكن العامة في البلاد.

وقال في مقابلة بالفيديو: "تنغاه هي صفحة نظيفة"، موضحاً أنّ الطرق ومواقف السيارات والمرافق تُدفع إلى أسفل وسط المدينة.

وعلى الرغم من صغر حجم سنغافورة نسبياً، حيث يبلغ عدد سكانها أقل من 6 ملايين نسمة، إلا أن انبعاثات الفرد في سنغافورة أعلى من تلك الموجودة في المملكة المتحدة والصين وماليزيا المجاورة، وفق الأمانة الوطنية لتغير المناخ في البلاد.

 



ويعود السبب جزئياً إلى تكييف الهواء، الذي يمثل أكثر من ثلث استهلاك الطاقة المنزلي المعتاد. ولن يؤدي الاحترار العالمي إلّا إلى تفاقم هذا الاعتماد. وتوقعت خدمة الأرصاد الجوية في سنغافورة (MSS) أنه بحلول نهاية هذا القرن قد يصل متوسط درجات الحرارة اليومية في الدولة المدينة إلى 34.1 درجة مئوية على الأقل "كل يوم تقريباً" خلال الأشهر الثمانية الأكثر دفئاُ في عام.

وعلى هذا النحو، فإنّ الحفاظ على البرودة سيكون، بشكل متزايد، ضرورة للسكان. بدلاً من زيادة تكييف الهواء، سعى مخططو تنغاه إلى إعادة تصميمه، فستُنقل المياه المبردة باستخدام الطاقة الشمسية، عبر أنابيب من منازل المنطقة، ما يعني أن السكان لا يحتاجون إلى تركيب مكثفات تكييف خارجية غير فعالة.

واستخدم المخططون النمذجة الحاسوبية لمحاكاة تدفق الرياح واكتساب الحرارة في جميع أنحاء المدينة، ما يساعد على تقليل ما يسمى بتأثير جزيرة الحرارة الحضرية، حيث تجعل الأنشطة البشرية والهياكل المناطق الحضرية أكثر دفئاُ من الطبيعة المحيطة.

وفي مكان آخر، ستُطفئ الأنوار "الذكية" عندما تكون الأماكن العامة غير مشغولة، وستخزن القمامة مركزياً مع رصد الشاشات عندما تحتاج القمامة إلى جمع.

 



وبين المنازل التي تُبنى في تنغاه، سيتم توفير أكثر من 70 في المئة منها من خلال مجلس الإسكان والتنمية في سنغافورة عبر عقود الإيجار طويلة الأجل. وتبدأ أسعار الشقق المكونة من غرفتي نوم حالياً من 108 آلاف دولار سنغافوري فقط (82 ألف دولار أميركي)، ومن المقرر أن تكتمل الشقق الأولى في عام 2023.

وسيتمكن جميع السكان من الوصول إلى تطبيق يسمح لهم بمراقبة استخدامهم للطاقة والمياه. وستعمل الشاشات الرقمية في كلّ كتلة في الوقت نفسه على إبلاغ السكان بتأثيرهم البيئي الجماعي، الذي قد يشجّع حتّى المنافسة بين الكتل السكنية.

وبغض النظر عمّا إذا كان استخدام التكنولوجيا الذكية يمكن أن يحد بشكل كبير من انبعاثات غازات الاحتباس الحراري أم لا، فإنّ إشراك السكان باستهلاكهم الخاص يمكن أن يحفّز التغيير السلوكي، وفق الأستاذة المساعدة في المدرسة الآسيوية للبيئة بجامعة نانيانغ التكنولوجية بيرين هامل.

 

بالنسبة إلى هامل، فإنّ التكامل بين الطبيعة والمناطق السكنية الذي يخلق "المزيد من الفرص للناس للتفاعل مع الطبيعة" هو المكان الذي تتفوق فيه خطّة تنغاه. بالإضافة إلى ممرّ الغابة المذكور أعلاه، سيتمكّن سكان البلدة من الوصول إلى الزراعة المجتمعية في ما يسمى منطقة بلانتيشن.

 



وقالت هامل إنه إلى جانب تعزيز التنوع البيولوجي وحمايته، يمكن أن يؤدّي الحفاظ على الطبيعة في الموقع إلى مزيد من التغيير السلوكي.

ومع ذلك، فقد انتقدت جمعية الطبيعة في سنغافورة (NSS) خطّة الحفاظ على القليل جداً، أقل من 10 في المئة من الغابة الموجودة في الموقع. واقترحت المجموعة البيئية منطقتين إضافيتين "مناطق الغابات الأساسية" على طرفي الممر الأخضر لتعزيز التنوع البيولوجي وحماية الأنواع المهاجرة.

وقالت الحكومة إنها تعمل على "تحسين" خطتها بناءً على تقرير NSS، على الرغم من أن هيئة النقل البري في سنغافورة كشفت منذ ذلك الحين أنه سيُقطع المزيد من الغابات المتبقية نحو 3 في المئة من الممر المقترح لإفساح المجال أمام الجسور التّي تربط البلدة إلى طريق سريع قريب.

ومع ذلك، فقد رحّب نقاد تنغاه على نطاق واسع بالمدينة البيئية، حيث أنهت NSS نقدها البيئي بالقول إنّها لا تزال "مشجّعة بهذه الخطّة الجريئة".

 



عندما كُشف عن تنغاه للمرّة الأولى في العام 2016، كانت أوّل مدينة جديدة أعلنت عنها حكومة سنغافورة منذ عقدين، ما يعني أن كلّ حي آخر قد صُمّم قبل فترة طويلة من عصر السيارات المستقلة ووسائل الراحة التي تدعم الإنترنت.

واعترف تشونغ أنه "ليس من السهل" تعديل شبكات الطرق تحت الأرض ومزالق القمامة الهوائية في البلدات القائمة.

ومع ذلك، فقد سجّل ملاحظة إيجابية عندما سئل عن نموذج تنغاه الذي يقدم مشاريع سكنية مستقبلية.

وقال: "نحاول تقديم كل الدروس كلما أمكننا ذلك وبأقصى ما في وسعنا. تنظر إلى تينغاه، وباختصار، ترى مستقبل ما تحاول الحكومة بناءه وهو مستقبل المدن".

 

المصدر: "النهار"






إقرأ أيضاً

من أجل عودة السفر... الدنمارك تخطط لإطلاق جواز سفر كورونا الرقمي
فلاتر هواء وإضاءة تطهّر الأسطح... ابتكار منزل متنقل مضاد لكورونا

https://www.traditionrolex.com/8