حرب خفية مع زوكربيرغ... أسباب دعوة إيلون ماسك متابعيه لاستخدام "سيغنال" بدلاً من "واتساب"

لأكثر من أربع سنوات، والخلاف بين إيلون ماسك الرئيس التنفيذي لشركة "تيسلا" عملاق صناعة السيارات الكهربائية وشركة "سبيس إكس" لصناعات الفضاء، و#مارك زوكربيرغ الرئيس التنفيذي لشركة "فايسبوك"، ما زال مشتعلاً على مختلف الصعد من الذكاء الاصطناعي وصولاً إلى الصواريخ.

الخلاف الذي كان مطوياً وغير ظاهر للعلن، خرقه زوكربيرغ عندما دمر انفجار صاروخ "سبيس إكس" قمراً صناعياً تمتلكه شركة "فايسبوك" في أيلول عام 2016، حيث أصدر زوكربيرغ حينها بياناً قوياً قال فيه إنه يشعر "بخيبة أمل شديدة" بشأن فشل "سبيس إكس".

وكانت "سبيس إكس" حينها، تختبر صاروخها "فالكون 9" في موقع الإطلاق في ”"كيب كانافيرال" فلوريدا. وبعد الساعة التاسعة صباحاً بقليل، انفجر الصاروخ، ودمر القمر الصناعي AMOS-6 التابع لفايسبوك، والذي كان من المفترض أن يقود الصاروخ إلى الفضاء.

وبحسب ما ذكره موقع "بيزنيس إنسايدر" فقد كان القمر الصناعي جزءاً من مشروع Internet.org الخاص بفايسبوك لتوصيل الاتصال بالإنترنت إلى العالم النامي وكان من الممكن أن يكون أول قمر صناعي للشركة في المدار.

وبدا زوكربيرغ حينها محبطاً بشكل علني لفشل الإطلاق، إذ كتب في موقعه أنه "يشعر بخيبة أمل شديدة لسماع أن فشل إطلاق (سبيس إكس) قد دمر قمرنا الصناعي الذي كان سيوفر الاتصال للعديد من رواد الأعمال وأي شخص آخر في جميع أنحاء القارة".

وعلًق إيلون ماسك على تلك التصريحات قائلاً: "نعم، خطأي لكوني أحمق، لقد منحناهم إطلاقاً مجانياً للتعويض عن ذلك وأعتقد أن لديهم بعض التأمين".

وأثناء بث مباشر على "فايسبوك"، سأل أحد المشاهدين زوكربيرغ عن أفكاره بشأن مخاوف ماسك بشأن الذكاء الاصطناعي، فأجاب: "لدي آراء قوية بشأن هذا.. مع الذكاء الاصطناعي على وجه الخصوص، أنا متفائل حقاً وأعتقد أن الأشخاص الرافضين يحاولون استخلاص سيناريوات يوم القيامة هذه … لا أفهم ذلك. إنه أمر سلبي حقاً، وفي بعض النواحي، أعتقد أنه غير مسؤول إلى حد ما".

وسارع ماسك بالرد على تويتر، علماً بأنه لطالما دعا مراراً وتكراراً للتنظيم والحذر عندما يتعلق الأمر بتقنية الذكاء الاصطناعي الجديدة، وقال: "لقد تحدثت إلى مارك بشأن هذا... فهمه للموضوع محدود".

وعلى الرغم من حقيقة أن ماسك وزوكربيرغ يشتركان في مشاريع الذكاء الاصطناعي وأن شركتيهما قد دخلتا في شراكة سابقاً، إلا أنه لا يوجد الكثير من الحب بين الرجلين.

وبعد فضيحة فايسبوك مع شركة "كامبريدج أناليتيكا"، حذف ماسك صفحات شركة "سبيس إكس" عن الموقع الأزرق وذلك بعدما غرد مؤسس "واتساب" بريان أكتون قائلاً إنه "حان الوقت" مع وسم حذف فايسبوك deletefacebook رد ماسك متسائلا بتهكم: "ما هو فايسبوك"؟.

ورد أحد المتابعين على تغريدة ماسك متسائلاً عن ما إذا كان سيحذف الأخير صفحة "سبيس إكس" في "فايسبوك"، ليرد ماسك: "لم أكن أدرك وجود واحدة. سأفعل".

وبعد أن أشار متابع آخر إلى أن شركة "تيسلا" لديها صفحة في "فايسبوك" أيضاً، غرّد ماسك قائلاً إنها "تبدو ضعيفة على أي حال".

وبعد فترة وجيزة، اختفت صفحتا "سبيس إكس" و"تيسلا" من "فايسبوك"، لكن ماسك قال إن تلك الخطوة ليست "بياناً سياسياً"، لكنه وجد فايسبوك "مزعجاً"، بحسب تعبيره.

ورداً على تغريدة من الممثل ساشا بارون كوهين، دعا فيها إلى مزيد من التنظيم في "فايسبوك"، حض ماسك الناس مرة أخرى على حذف التطبيق.

وبعد أعمال الشغب الأخيرة في مبنى "الكابيتول" الأميركي، عاد الخلاف ليظهر بين الرجلين اذ انتقل ماسك إلى "تويتر" لمشاركة صورة تربط أعمال الشغب بموقع "فايسبوك".

وعشية إقتحام المبنى  في واشنطن، غرد ماسك قائلاً: "هذا يسمى تأثير الدومينو" مع صورة الدومينو.

وتضمنت الصورة كذلك تعليقاً جاء فيه: "موقع ويب لتقييم النساء في الحرم الجامعي"، في إشارة إلى بداية "فايسبوك" في جامعة "هارفرد".

بعدها، انتقد ماسك ممارسات مشاركة البيانات على فايسبوك، وغرد صورة أخرى عن فايسبوك تذكر أن الشركة تتجسس على المستخدمين بعد إعلان واتساب المملوك لفايسبوك أنه سيبدأ في إجبار المستخدمين على مشاركة بياناتهم الشخصية مع فايسبوك.

وفي الصورة يتحدث فتى مع زوكربيرغ قائلاً: "أبي يقول، إنك تتجسس علينا" ليرد زوكربيرغ: "إنه ليس والدك".

وما تغريدة ماسك الأخيرة "Use Signal" للتحول نحو إستخدام تطبيق "سيغنال" بدلاً من تطبيق "واتساب" المملوك لفايسبوك، الا دليل قاطع على مدى حجم النزاع بين الرجلين.

المصدر: "النهار"