https://www.traditionrolex.com/8


اكتشف أسرار الصابون التقليدي اللبناني في هذه الأماكن


On 04 January, 2021
Published By Kathy Ghantous
اكتشف أسرار الصابون التقليدي اللبناني في هذه الأماكن

يعتبر الصابون البلدي من الحرف اللبنانية القديمة التي لا تزال حيَة حتى اليوم. توارث العديد من الحرفيين اللبنانيين هذه الصناعة وحافظوا على استمراريتها. توجد في لبنان أماكن عدة توفّر لكم فرصة التعرف على هذه الحرفة واكتشاف تاريخها، مع إمكان شراء مجموعة مختلفة من منتوجات الصابون الطبيعية والخالية من المواد الكيميائية، والتي ندعوكم لاكتشافها!

 

 

الصابون عبر التاريخ

ظهر تاريخ الصابون للمرة الأولى في المنطقة منذ 4500 عام. صنعه السومريون كعجينة صابون مصنوعة من الدهون وكربونات البوتاسيوم، وهي مادة منظفة مماثلة لتلك التي كان يستخدمها المصريون لغسل ملابسهم. ولكن لم يكن الصابون يستخدم حينها في الغسيل اليومي، بل اختصر استخدامه بتبييض الشعر أوعلاج الأمراض الجلدية.

 

لم يتعرَف الرومان الى طرق صناعة الصابون إلا في القرن الثاني الميلادي. ولقد قام العرب بتحسين هذه الصناعة وتطويرها بإضافة مادة قلوية (الصودا كوستيك)، فحوّلوه إلى منتج قوي التركيب وسهل الاستخدام.

في القرن الثالث عشر، استُبدلت الدهون الحيوانية بزيت الزيتون. تطوَرت صناعة الصابون في حلب (سوريا) وأصبح الصابون التقليدي يسمَى بصابون حلب. انتقلت صناعة الصابون إلى أوروبا مع الصليبيين، وبدأت صناعة الصابون في إيطاليا وإسبانيا وبخاصة مرسيليا، التي بدورها تبنت هذه الصناعة واتقنتها وصدّرت الصابون الذي حمل اسمها (صابون مرسيليا).

 

في لبنان، تعتبر صناعة الصابون من الصناعات التقليدية، وقد كان هذا النشاط مزدهراً للغاية على مر القرون، وبخاصة في مدينة طرابلس. في نهاية القرن السادس عشر، حوّل والي طرابلس يوسف بك سيفا ثكنته إلى "خان الصابون" الواقع اليوم في أسواق المدينة. هذا النشاط الصناعي جعل من طرابلس مركزاً تجارياً رئيسياً لإنتاج الصابون في المنطقة والذي كان يُصدّر حينها إلى أوروبا والدول العربية المجاورة. ولقد كانت كل عائلة لبنانية تقريباً، تنتج صابونها الخاص. وكانت تستخدم في ذلك المواد الطبيعية المتوافرة، خصوصاً زيت الزيتون. وكان يتم تعطيرها بإضافة العسل والزيوت العطرية والنباتات كالأزهار والأعشاب المحلية.

 

 

قرية بدر حسَون التراثية

تقع قرية بدر حسون في منطقة الكورة، وهي تشتهر في كونها من المواقع الصديقة للبيئة والتي تجمع بين صناعة الصابون والنشاطات البيئية المختلفة. تتميّز هذه القرية بصناعة الصابون ومستحضرات العناية بالبشرة الطبيعية والتي لا تدخل في صناعتها أي مواد كيميائية.

عرفت عائلة حسَون حرفة صناعة الصابون من العام 1480، وقد توارثتها العائلة عبرالأجيال. ولقد أصبحت اليوم منتجات بدر حسَون من المنتجات اللبنانية التي لاقت رواجًا وانتشارًا عالميًا.

عند زيارة القرية، يمكن التعرف الى أصناف الصابون المختلفة والمصنوعة يدوياً من الزيوت الطبيعيَّة العضوية المستخرجة من الأعشاب، كالخزامى وإكليل الجبل والسمسم والأرغان. وكذلك يمكن الاستمتاع بتجربة الحمَّام اللبناني التقليدي الذي يهدف إلى العناية بالجسم والبشرة، وجلسات التدليك بواسطة الزيوت والمستحضرات الطبيعية. يمكنكم التنقل أيضاً بين الحدائق والمختبرات ووحدات التصنيع والإنتاج، والمستودعات وتناول الغداء في مطعم القرية حيث تحضَر المأكولات اللبنانية التقليدية. لا تغادروا المكان دون الإفادة من شراء مجموعة من المنتجات المحلية.

 

 

 

 

صابون شركس

يعتبر أيضاً صابون شركس من المنتجات المحلية التقليدية. بدأت عائلة شركس بإنتاج الصابون منذ العام 1803، ولقد تناقلت العائلة هذه الصناعة من جيل إلى جيل. ولا زالت حتى اليوم، تعمل بتصنيع الصابون البلدي التقليدي في محترفها الواقع في مدينة طرابلس تحديداً، داخل غرف خان المصريين الواقع في قلب الأسواق القديمة.

 

يتميز هذا المعمل بحفاظه على تقنيات إنتاج الصابون التقليدية، مع إضافة بعض التحسينات من خلال إدخال الألوان والأشكال الجديدة، حيث أن الصابون التقليدي كان محصوراً باللونين الأبيض والأخضر وبشكله المستطيل. عند زيارة المكان يمكنكم التعرَف الى تقنيات الصناعة القديمة والتعرّف على الأنواع المختلفة من الصابون، خصوصاً تلك المخصصة بالعناية بالبشرة، وبعلاج الأمراض الجلدية المختلفة.

 

 

 

متحف عودة للصابون

يقع هذا المتحف داخل أسواق صيدا القديمة. ولقد تم ترميمه في العام 2000، ليصبح من أكثر المعالم الجاذبة للسياح في المدينة.  كان هذا المكان عبارة عن مصنع للصابون، يعمل باستمرار من القرن السابع عشر حتى العام 1975. علماً أنّ المبنى يعود تاريخه إلى القرن الثالث عشر، وما زال حتى اليوم يحتفظ بعناصره البنائية وهندسته المميزة.

 

تبدأ زيارة المتحف من القسم المخصص بتعليم تقنيات صناعة الصابون التقليدية، ومن ثم ينتقل الزائر لمشاهدة فيلم وثائقي يؤرخ لمراحل ترميم المصنع ويعرض تقنيات صنع الصابون ومراحله. يمكن الزائر التجوّل في أرجاء المتحف للتعرف الى أنواع الصابون المختلفة وعلى الأدوات المستخدمة في الحمَام اللبناني التقليدي. إضافة إلى استكشاف مجموعة كبيرة من الغلايين التي تم العثورعليها في الموقع خلال أعمال الترميم. عند انتهاء الزيارة يمكنكم التوجه الى المعرض المخصص ببيع المنتجات المحلية الصنع، إضافة الى التذكارات والهدايا المصنوعة يدوياً من الزجاج والكروشيه.

 

 

المصدر: "النهار"






إقرأ أيضاً

تكريم تشارلي تشابلن في شوارع القاهرة
قلعة شمع... اكتشِف التاريخ خلف أسوارها

https://www.traditionrolex.com/8