المجذوب في ورشة حول التعلم عن بعد: تقوية الصناعة التربوية الرقمية


On 30 October, 2020
Published By Karim Haddad
المجذوب في ورشة حول التعلم عن بعد: تقوية الصناعة التربوية الرقمية

 نظم "مركز تموز للدراسات والتكوين على المواطنية"، بالتعاون مع نقابة تكنولوجيا التربية (قيد التأسيس) برعاية وزير التربية والتعليم العالي في حكومة تصريف الاعمال طارق المجذوب ممثلا برئيس المركز التربوي للبحوث والانماء جورج نهرا، ورشة تفكير ونقاش حول التجربة الوطنية لمقاربة التعلم عن بعد في قاعة فندق VICTORY HOTEL -BYBLOS، مستيتا- جبيل، بمشاركة عدد من مدراء المدارس والاهالي، رئيس المركز ادونيس العكرة والاعضاء، ومهتمين وباحثين. 

وألقى الباحث والمحاضر في الجامعة اللبنانية ومستشار في المركز التربوي للبحوث هشام الخوري كلمة أشار فيها الى أن "جائحة كورونا كشفت عن نقاط الضعف بعيدة المدى على مستقبل التعلم، ما يوجب علينا البحث في إستراتيجيات ومنظومة تعليمية مرنة تستند إلى رؤية إنسانية للتعلم"، مضيئا على بعض النقاط العامة قائلا: "أولاً، على المستوى الوطني، فضحت كورونا منظومتنا التعليمية وعرتها، بدءا بالبنى التحتية - كهرباء وإنترنيت - مرورا بفقدان العدالة حيث أن الطلاب لا يمتلكون ألواحا ذكية، كحد أدنى، ليتمكنوا من الوصول إلى دروسهم - وصولا إلى عدم تمكن أساتذتنا لأسباب عديدة. وثانيا: فهم التعلم من بعد على أنه التعلم المتزامن هو فهم ضيق. لأن التعلم من بعد يقتضي جهدا كبيرا وتطورا في عملية إعادة تصميم الحصص وهيكلتها. اضافة الى اهمية وجود مكتبة رقمية غنية بالموارد التعلمية الرقمية الموائمة للمناهج، الى جانب القيام بالتشريع والقوننة اللازمة. 

ولفت العكره في كلمته الى أن "هناك ثلاث هجرات حصلت وغيرت وجه التاريخ، الاولى هجرة السيد المسيح الى مصر انتقاء من شر هيرودوس، والثانية هجرة رسول الله النبي محمد من مكة الى المدينة المنورة انتقاء لشر ما كان يحضر ضده، وبفضل هجرته انتشرت الرسالة المحمدية في العالم، والهجرة الثالثة هي اليوم الى عالم التكنولوجيا، انتقاء للانحباس والانغلاق في التراث الماضي دون الانفتاح على المستقبل والحضارة المنظورة وانتقاء من تكبيد المستقبل بقيود مضت". 

كلمة المجذوب: وأخيرا تحدث رئيس المركز التربوي للبحوث والانماء، فقال: "إن ما يجمعنا اليوم، كمعنيين في حقل التربية والتعليم، في هذه الورشة، كلمتان جوهريتان هما الهم والاهتمام. همنا في أن نيسر لأولادنا سبل التعليم في ظل المستجدات، والاهتمام في أن يراعي هذا التعليم معايير الجودة، وأن يؤتي ثماره، تحت سقف الامكانات المتوافرة لدى أولياء القرار". 

وبعد عرض انجازات المركز التربوي في مجال التعلم عن بعد، ألقى نهرا كلمة الوزير المجذوب، فقال "إن مقاربة التعلم من بعد ليست فقط حديث المواطنين والأهل والمتعلمين والمعلمين، بل أضحت حديث كل بيت في لبنان والعالم. وقد ثبت لأرقى الدول، ولأكثرها عصرنة ودخولا في العالم الرقمي، أن التعلم من بعد هو الوسيلة الأسلم التي تشكل بديلا عن التعليم الحضوري في أزمنة الأزمات، وخصوصا في ظل تفشي وباء كورونا". 

وأشار الى ان "السؤال المطروح في كل دولة هو كيفية ملاءمة الإمكانات الوطنية مع متطلبات التعلم من بعد، وجعل المنظومة التربوية في حال من الجهوزية لتوفير التعليم الجيد القابل للتقييم باستخدام هذه الوسيلة". 

واعتبر ان "هذا المؤتمر الذي يضم هذه الباقة الغنية من الخبراء والمتمكنين في هذا المجال، يشكل منصة لمقاربة التجارب والإمكانات وللنقاش الموصل إلى خارطة طريق تستفيد من كل الإمكانات لتحقيق خطوة فعلية في هذا المجال"، لافتا الى "أن مبادرة مركز تموز للدراسات والتكوين على المواطنية برئاسة الدكتور أدونيس العكرة منصة جامعة للنقاش في مسألة ملحة نظرا لأهمية الموضوع لدى الوزارة ولدى كل المؤسسات المعنية بالتربية وبتكنولوجيا التعليم". 

وقال: "قد يكون أي قرار نتخذه في هذا السياق مرضيا لجهة معينة ومرفوضا من جهة أخرى، وهذا أمر طبيعي، إلا أن موقع المسؤولية يلزمنا بالحفاظ على صحة المجتمع بالدرجة الأولى، وبالعمل بكل الأساليب الممكنة لتوفير التعليم". 

وشدد على "المسلمات التي نص عليها البروتوكول الصحي، لجهة تدابير النظافة والتعقيم والتزام التباعد ومراقبة الحرارة وتطبيق الحجر على الحالات المصابة والمخالطين وعلى التزام المنازل في المناطق المقفلة، وبالتالي اعتماد التعلم عن بعد بالإمكانات المتوافرة، لكن الحاجات والمتطلبات كثيرة خصوصا في التعليم الرسمي وجزء كبير من التعليم الخاص"، مؤكدا أن "هناك نقص كبير في أجهزة الكمبيوتر المحمول واللوحي وفي الإنترنت والكهرباء. ولكن الحاجة ملحة أيضا إلى تدريب المعلمين وتوفير المنصات الملائمة وإلى الموارد الرقمية المستدامة". 

وإذ أعلن أنه "توافرت للوزارة منصة وموارد مجانية لفترة محددة"، قال: "نحتاج إلى تقوية الصناعة التربوية الرقمية التي تحول مناهجنا إلى دروس تفاعلية. ان التحدي الماثل أمامنا يحتاج إلى التمويل وإلى الوقت وإلى الانخراط الفعلي من الجميع ومن دون استثناء في هذه الورشة الوطنية الكبيرة، فهناك حاجة أيضا إلى مواكبة هذه الخطوات مع تطوير التشريعات، وإلى إرساء نظام للتقييم يكون فاعلا ومعبرا عن السعي الدائم لجودة التعليم". 

أضاف: "إن الحجر المنزلي والهلع من الوباء تسبب بضغوط نفسية على المواطنين والمعلمين وخصوصا على المتعلمين، في ظل انسداد الأفق وغياب اللقاحات والأدوية حتى يومنا هذا، وبات لزاما علينا العودة إلى التعليم المدمج والتزام المعايير بكل دقة"، معلنا "الانفتاح على كل المساهمات الرائدة التي ترفع مستوى الجهوزية في المدارس ولدى الأهل". 

وحيا "الجهود التي يبذلها فريق العمل في المركز التربوي للبحوث والإنماء وفي مديرية الإرشاد والتوجيه، لجهة الإرشادات والموارد الرقمية وتدريب المعلمين والقيام بالأبحاث والدراسات لتعزيز الخيارات الرقمية"، وقال: "نحن في حاجة إلى توفير بيئة رقمية آمنة، وتصميم الدروس التفاعلية بالتعاون بين المؤسسات الوطنية والخبرات الخارجية. ونتطلع إلى التعاون الصادق مع الجميع حرصا على مصالح شبابنا، شاكرا الجميع على تعاونهم". 

وبعد استراحة قصيرة، بدأت جلسات الحوار والنقاش، وتستمر أعمال المؤتمر ليومين على ان تصدر التوصيات في نهاية أعماله. 

المصدر: "وكالة الأنباء المركزية"


إقرأ أيضاً

اجتماع تنسيقي مع الوزارات والادارات على منصة التفتيش المركزي IMPACT
بهاء الحريري: سياسيو لبنان غير الشرفاء فشلوا مرة أخرى في تحمّل مسؤولياتهم