تسوية سياسية "نيو لوك" تفتح طريق التشكيل وتهدم جبل العراقيل عون- الحريري- بري في الواجهة وخلفهم تياراتهم...تعويم مواقع ومظلات جديدة


On 28 October, 2020
Published By Karim Haddad
تسوية سياسية "نيو لوك" تفتح طريق التشكيل وتهدم جبل العراقيل عون- الحريري- بري في الواجهة وخلفهم تياراتهم...تعويم مواقع ومظلات جديدة

كل المعطيات الميدانية والمُسَرَب من معلومات والندر اليسير من المواقف، يؤشر الى ان حكومة الرئيس سعد الحريري باتت قاب قوسين من الولادة والارجح نهاية الاسبوع، اذا لم يطرأ ما يضرب بنيان التقدم المحرز ، بحسب ما يؤكد المطلعون على مسار التأليف. فكيف انقلبت الامور رأسا على عقب وتحول الاسود ابيض وبات الممنوع مسموحا؟

تؤكد اوساط قريبة من العاملين على جبهة التشكيل السرية لـ"المركزية" ان ما يدور على هذه الحلبة هي تسوية سياسية شبيهة بالتي قامت سابقا بين تياري المستقبل والوطني الحر، قبل ان تنفجر بينهما الحرب الشعواء التي لم تبقِ ستراً مغطى.  تسوية "نيو لوك" تجمع في العلن الرئيسين ميشال عون وسعد الحريري وطبعا الرئيس نبيه بري على خطها، ومن خلف الستار بطبيعة الحال رئيس التيار الوطني الحر النائب جبران باسيل وحزب الله. الحريري عوّم نفسه بالعودة الى السراي من خلال أعادة احياء التسوية بنسختها الجديدة وفق المتاح والمقتضيات التي تفرضها ظروف البلاد واوضاعها المتدهورة وصوّب في الوقت نفسه ابرة بورصة التشكيل في الاتجاه الدستوري الصحيح. فالرئيس المكلف يشكل الحكومة  بالتنسيق مع رئيس الجمهورية، هكذا ينص الدستور.

لن تكون الحكومة التي سيرأسها الحريري، ان كتب لها ان تبصر النور وفق التوقعات نهاية الاسبوع ، حكومة الاحلام ولن تنتشل "الزير من البير" ، مهمتها محددة بالانقاذ كما عمرها المتوقع لخمسة او ستة اشهر لتنفيذ ما تبقى من برنامج الاصلاحات في المبادرة الفرنسية. حكومة الحد الادنى التي ارتضى الحريري ومن خلفه فرنسا ورئيسها ايمانويل ماكرون تقديم الكثير من التنازلات لاخراجها الى النور بعملية قيصرية لا يُبتغى منها الا الشروع في بعض الاصلاحات، ان تمكنت التسوية  بحلتها الجديدة من الاتفاق والقفز فوق المطبات الكثيرة التي تعترض سبيلها.آنذاك سيتحرك رئيس فرنسا في اتجاه الدول الصديقة طلبا للمساعدات، فيعقد مؤتمر الدعم الدولي لمساعدة لبنان منتصف الشهر المقبل ويبدأ المسار الانقاذي الذي يشكل مصلحة لجميع القوى المنخرطة في التسوية من الرئيس عون المضطر الى انقاذ ما تبقى من عهده ورصيده السياسي وهو يطبق عامه الرابع السبت المقبل ، الى الرئيس الحريري المستعيد موقعه في رئاسة الحكومة بعد عام على الاستقالة وتداعياتها والرئيس بري حكما، وقد حصل الثنائي الشيعي على ما صبا اليه فتمكن من تكريس حقيبة المال للطائفة، على الاقل في هذه الحكومة، انطلاقا من تنازل الحريري "استثنائيا ولمرة واحدة"، والاستثناء قد يصبح قاعدة استنادا الى السيناريوهات اللبنانية والتجارب الكثيرة في هذا المضمار.

وفي حين شكل ملف سلاح حزب الله قاعدة الارتكاز في التسوية لجهة عدم وضعه على طاولة البحث او تناوله في المرحلة الراهنة، تلفت الاوساط الى خطوة متقدمة خطاها الحريري بالخروج نسبيا من العباءة السعودية التي لطالما شكلت الرداء الواقي لآل الحريري، الى المظلة الفرنسية المدعومة اميركيا، بحيث  تصبح بعد اليوم المرجع والمنقذ.

وتشير الى ان الرئيس بري يكاد يكون اول من تلقف المبادرة لاعادة تعويم السلطة الحاكمة ، بعدما اصابتها في العمق شظايا ثورة 17 تشرين قبل ان تتمكن القوى السياسية من الالتفاف حولها وافشال هدفها باقتلاع المنظومة السياسية من جذورها، اذ دعا الى عدم تفويت الفرصة بالتلهي بالصغائر والتفاصيل والانكباب على تطبيق المبادرة- مبادرة تعويم السياسيين.

المصدر: "وكالة الأنباء المركزية"


إقرأ أيضاً

وسام الأرز الوطني للبروفسور ناجي الصغير
التشيك تُصنّف حزب الله منظمة إرهابية