https://www.traditionrolex.com/8


المطران عودة: وباء الجهل أخطر من كورونا والتربية ليست في سلم أولويات حكامنا


On 25 October, 2020
Published By Karim Haddad
المطران عودة: وباء الجهل أخطر من كورونا والتربية ليست في سلم أولويات حكامنا

ترأس متروبوليت بيروت وتوابعها للروم الأرثوذكس المطران الياس عودة، قداس الأحد في كاتدرائية القديس جاورجيوس وسط بيروت.

وقال: “إن الدول تبنى بالأخلاق، بالثقافة، بالتربية الصالحة والتعليم الجاد، وإلا حصل ما ذكرناه في القول المعلق على باب الجامعة.

ولفت إلى ان الجميع يعرف أن للتربية دورا مهما في حياة الشعوب والمجتمعات لأنها عماد البنيان والتطور، وهي وسيلة أساسية من وسائل البقاء والاستمرار، تكون شخصية الإنسان وتصقل قدراته وتعمق ثقافته ليتفاعل مع محيطه ويسهم في نموه بفعالية.

وأكد أن التربية تبني خلق المتعلم وتنمي فيه الفضائل التي تصونه، والمواهب التي منحه إياها الله، ليصبح عضوا فاعلا في مجتمعه ومواطنا صالحا صحيح التفكير، يعي مسؤولياته، ويدرك واجباته، ويحب وطنه ويخدمه بأمانة وإخلاص.

وأسف أنه في لبنان التربية ليست في سلم أولويات الحكام، ووزارة التربية من الوزارات الثانوية التي لا يتسابقون من أجل الحصول عليها وإدارتها بأفضل الطرق، لكونها العمود الفقري للدولة وصانعة الأجيال”.

ورأى أن “قطاع التربية يتراجع سنة فسنة، والأسباب عديدة، لكن أهمها إهمال الدولة المزمن للقطاع التربوي، والتخبط في القرار، والخطط الارتجالية أو غير القابلة للتنفيذ، وضرورة التعليم عن بعد، وتعطيل دور المركز التربوي، بالإضافة إلى الانهيار الاقتصادي والتفلت الأخلاقي وعدم التنسيق بين الوزارات (التربية والصحة). وقد زادت الأزمة الصحية الأمور تعقيدا، بالإضافة إلى انفجار المرفأ، ما سبب غموضا في مصير العام الدراسي”.

واعتبر أن “الاستثمار في التربية استثمار في الإنسان وتنمية للموارد البشرية التي تؤدي إلى نمو الاقتصاد وازدهار البلد. لكن التحديات التي تواجه الأسرة التربوية من مؤسسات تعليمية ومعلمين وذوي طلاب تهدد مصير التعليم في لبنان. إن ازدياد الأعباء على المدارس الخاصة بشكل هائل، وتراجع أحوال ذوي الطلاب، وعدم قدرة المدارس الرسمية على الاستيعاب، أمور تجعلنا في مأزق كبير”.

وشدد على أن “التعليم الإلزامي ضروري وحق لكل طفل، ومن واجب الدولة تأمين هذا الحق في مدارسها الرسمية التي يجب أن تكون مفخرة لها ومقصدا لجميع أبنائها. أما من شاء أن يتلقى أولاده العلم في المدرسة الخاصة فعليه أن يتحمل مسؤولية قراره ويقوم بواجبه تجاه المدرسة التي اختارها، لتتمكن من الاستمرار في رسالتها. والمفارقة في لبنان أن الدولة تعطي أساتذة التعليم الرسمي منحا لتعليم أولادهم في المدارس الخاصة”.

وقال: “التعليم ليس سلعة بل رسالة ومسؤولية. وتخلي الدولة عن واجباتها بالإضافة إلى تجني لجان الأهل على المدرسة الخاصة وحملات التضليل التي تقودها ضدها، سوف تؤدي إلى انهيار المؤسسات التربوية الخاصة، مع ما يستتبعه ذلك من نتائج كارثية على الصعد التربوية والاجتماعية والاقتصادية، سوف تنعكس على المتعلمين وأفراد الهيئة التعليمية وجميع العاملين في هذه المؤسسات”.

أضاف: “وباء الجهل أخطر من وباء كورونا، والخطران على الباب، وعلى الدولة تحمل مسؤوليتها قبل فوات الأوان. نحن في حاجة إلى قيادة تربوية مسؤولة تعي أن التكامل بين التعليم الرسمي والخاص ضروري من أجل القيام بالرسالة التعليمية والتربوية، وأن عليها حماية التعليم من أجل حماية الوطن وإنقاذ أجياله الطالعة. عسى أن يتم اختيار وزير للتربية من ذوي الاختصاص والخبرة، يعي المسؤولية الكبيرة الملقاة على عاتقه ويتصرف بحكمة ودراية، دون كيدية أو انحياز”.

المصدر: "وكالة الأنباء المركزية"






إقرأ أيضاً

البابا فرنسيس: إنَّ العذراء مريم قد جعلت الله أخًا لنا، وبصفتها أما يمكنها أن تجعل الكنيسة والعالم أكثر أخوّة
البطريرك الرّاعي للحريري في عظة الأحد: لا تضع المسيحيين وراء ظهرك واحذر الإتفاقيات الثنائيّة السريّة والوعود

https://www.traditionrolex.com/8