كتب غاصب المختار في "اللواء":
قالت مصادر نيابية متابعة للاتصالات وشاركت في المشاورات ان الشغب الاميركي على المبادرة الفرنسية هو الذي عرقل تنفيذها، وذلك من خلال توقيت فرض عقوبات على شخصيات ومؤسسات وشركات لبنانية بحجة ارتباطها بحزب الله او دعمها له والتلويح اليومي بفرض مزيد من العقوبات على مقربين او حلفاء للحزب، وذلك عند كل اسبوع تنتهي فيه المشاورات ويقوم الرئيس المكلف مصطفى اديب بزيارة الى الرئيس ميشال عون لإبلاغه حصيلة المشاورات ومحاولة التوصل الى توافق على التركيبة الحكومية. مشيرة الى أن توقيت العقوبات مع مشاورات التشكيل يدفع الثنائي الشيعي الى التشدد مقابل تشدد الآخرين.
وتقول المصادر: ان الرئيس ميشال عون والرئيس نبيه بري وحزب الله وقوى سياسية اخرى نصحت الرئيس مصطفى اديب بعدم الاستماع الى شغب الخارج وتوسيع مشاوراته مع القوى والكتل السياسية والنيابية التي سمّته لرئاسة الحكومة، من اجل التفاهم معها على التشكيلة الحكومية.
وقالت مصادر مطلعة على موقف الرئيس عون في هذا المجال: انه اعطى فرصة اضافية للرئيس اديب لإجراء مزيد من الاتصالات مع القوى السياسية، علّه يخرج معها الى توافق ما يفتح الطريق امام التشكيل، لكن المصادر اوضحت ان هذه المهلة ليست مفتوحة الى ما شاء الله، بل مقتصرة على ايام قليلة اضافية لمنع انهيار المبادرة الفرنسية.
إضافة الى ذلك، تقول مصادر نيابية مستقلة، ان بعض الكتل النيابية لاحظت ان الاميركي مع بعض حلفائه الخارجيين فرض على لبنان معادلات تعجيزية عبر تخييره بين أحد امرين: اما القبول بشروط الخارج لتشكيل الحكومة من خارج القوى السياسية تحت عنوان حكومة الاختصاصيين، مع ما يعنيه ذلك من توتر سياسي وطائفي كبير، وإما قطع المساعدات الدولية وفرض مزيد من العقوبات، مع ما يعني ذلك من إنهيار كامل في لبنان وفتح الباب امام الفوضى السياسية والاقتصادية وبالتالي الامنية. وقد جرى نقاش هذا الموضوع بين الرئيس عون وبعض الكتل النيابية من باب توصيف الوضع القائم وتحديد الخيارات الممكنة لتجاوز الازمة.
المصدر: "غاصب المختار - اللواء 21 أيلول 2020 06:56"