كوفيد-19 ودخان الحرائق: هل تتشابه الأعراض؟

توقّعت وكالة الأرصاد الجويّة التابعة لوزارة البيئة الكنديّة أن تبقى مستويات الدخان مرتفعة في فانكوفر الكبرى أمس الأحد، بسبب  حرائق الغابات المندلعة في ولايتي واشنطن و أوريغون في الولايات المتّحدة، على أن تتراجع كثافتها اليوم الإثنين.

ودفع دخان الحرائق بالوكالة إلى إصدار بيان حول نوعيّة الهواء في فانكوفر الكبرى.

ودعت أبناء المنطقة إلى الحدّ من الأنشطة البدنيّة، ولا سيّما منهم الذين يعانون من أمراض  الجهاز التنفسيّ والربو والسكّري.

وتفيد  أنشطة تتبّع نوعيّة الهواء إلى أنّ في منطقة فانكوفر الكبرى، وفي مدينتي بورتلاند وسياتل في الولايات المتّحدة أسوأ نوعيّة هواء في العالم.

وأعادت الحرائق المندلعة في هاتين الولايتين الأميركيّتين إلى الأذهان حرائق الغابات التي اجتاحت بعض مناطق بريتيش كولومبيا التي غلّف سماءها الدخان.

و انتاب القلق البعض منهم  الذين يتساءلون إن كانت الأعراض التي يشعرون بها مرتبطة بدخان حرائق الغابات أم بمرض كوفيد-19.

والجواب ليس في غاية الوضوح حسب سارة هندرسون عالمة صحّة البيئة في مركز السيطرة على الأمراض في بريتش كولومبيا.

وقد يكون من الصعب التميي زبين الإثنين كما قالت،لأنّ أعراض كوفيد-19 قد تكون شبيهة بأعراض  تهيّج  الحلق الذي يسبّبه الدخان.

ولكنّ ثمّة مؤشّرات ينبغي أخذها بعين الاعتبار كا تشرح عالمة صحّة البيئة سارة هندرسون.

وتشير إلى بعض أعراض كوفيد- 19 التي لا نتوقّع أن تكون مرتبطة بالدخان، مثل آلام الجسم و نوبة البرد، وهي أعراض لا يمكن أن تنجم عن الدخان.

لكنّ ثمّة عوارض متشابهة للغاية بين الاثنين، ومنها السعال الجاف والتهاب الحلق وسيلان الأنف والصداع كما قالت.

"إن كنت تواجه صعوبة في التنفّس، فهذه حالة طبيّة طارئة، أيّا كان السبب، الدخان أو كوفيد-19، وينبغي الاتّصال برقم الطوارئ 911": سارة هندرسون عالمة صحّة البيئة في مركز السيطرة على الأمراض في بريتيش كولومبيا.

ودعت الذين عانوا في السابق من أعراض بسبب نوعيّة الهواء السيّئة، إلى مقارنة أعراضهم الحاليّة بتلك التي شعروا بها سابقا.

"لقد تعرّضنا لكميّات كبيرة من الدخان في بريتيش كولومبيا قبل اليوم، فهل منتم حسّاسين للدخان في ذلك الوقت؟ إن كان الجواب بالإيجاب، ربّما أنّ هذا ما يحدث مرّة أخرى": سارة هندرسون عالمة صحّة البيئة في مركز السيطرة على الأمراض في بريتيش كولومبيا.

ونصحت هندرسون كلّ الذين ينتابهم الشكّ باستخدام وسيلة التقييم الشخصي لمرض كوفيد-19 المعتمدة في بريتيش كولومبيا، أو بالاتّصال برقم الإرشادات الطبيّة  811 للحصول على المعلومات المطلوبة.

وبإمكان الكمامة أو قناع الوجه أن يقي من الدخان إلى درجة معيّنة في حال ارتدائه بالشكل الملائم.

وتشير هندرسون إلى أنّ جائحة كوفيد-19 أدّت إلى تعلّم الكثير وبسرعة حول الكمامات .

وأهمّ ما في الأمر حسب قولها، أن تكون الكمامة ملائمة للوجه، وألّا تكون هناك فجوات كي لا يمرّ الدخان من خلالها.

وأفضل كمامة واقية من الدخان حسب قولها هي تلك المصنوعة من القطن المنسوج بإحكام مع طبقة من الحرير، لكنّ بإمكان أيّ كمامة بِطاقَين أن توفّر الحماية.

وكمامات إن-95 توفّر أفضل حماية، لكنّه غير منصوح بها للجمهورلأنّ جائحة كوفيد-19 تسبّبت في  نقص الكميّات المتوفّرة منها.

ومن الممكن تخفيف المخاطر من خلال تجنّب الأنشطة البدنيّة المرهقة واقتناء منظّف هواء نقّال، خصوصا بالنسبة لمن يعاني من أمراض الجهاز التنفسي والربو والسكري كما تقول سارة هندرسون عالمة صحّة البيئة.

وتضيف أّنّ المسنّين والنساء الحوامل والأطفال معرّضون أيضا للخطر، ولا يُعرف إلّا القليل عن تأثير الدخان على رئتي الرضيع البالغة الحساسية.

المصدر : وكالة الصحافة الكنديّة/راديو كندا/ سي بي سي/ راديو كندا الدولي
Image : Ben Nelms/CBC