تشكيك في قضيّة انتقال عدوى كوفيد-19 من طبيب في نيوبرنزويك

كشف تحقيق أجرته سي بي سي وراديو كندا، القسمان الإنجليزي والفرنسي في هيئة الإذاعة الكنديّة معلومات جديدة في قضيّة الطبيب جان روبير نغولا في مقاطعة نيوبرنزويك الذي اتّهتمه السلطات بأنّه عرّض 150 شخصا في المقاطعة لفيروس كورونا بعد اختلاطهم به.

واتّهمته بموجب قانون إجراءات الطوارئ لأنّه لم يعزل نفسه بعد عودته من كيبيك كما قال في حينه رئيس حكومة المقاطعة بلين هيغز.

وأثار التحقيق الشكوك حول كون د. نغولا المريض صفر في تفشّي فيروس كورونا المستجدّ الذي أدّى إلى 40 حالة كوفيد-19 وحالتي وفاة.

وأشار التحقيق إلى عشرات الأشخاص الآخرين  الذين من الممكن أن يكونوا قد نقلوا الفيروس إلى مدينة رستيغوش الواقعة في شمال نيوبرنزويك في أيّار مايو الفائت.

و كان الطبيب الكونغولي المولد  قد توجّه إلى كيبيك في رحلة استغرقت استغرقت نحوا من 24 ساعة لاصطحاب طفلته الصغيرة بعد أن اضطرّت والدتها للسفر إلى إفريقيا بسبب وفاة والدها.

ولم يُطلع المستشفى على رحلته كما أنّه لم يعزل نفسه بعد عودته من كيبيك.

وأظهرت الوثائق التي حصلت عليها سي بي سي من فريق  المحامين المدافعين عن نغولا أنّ بعض الأشخاص الذين اختلط بهم الطبيب خلال رحلته إلى كيبيك لم يكونوا مصابين بالفيروس.

ودافع نغولا عن نفسه وطلب من حكومة المقاطعة الاعتذار منه، وأشار في حديثه لراديو كندا إلى أنّ المعلومات الجديدة تثير الشكوك حول التّهم الموجّهة له.

"ما زلت أعاني من تبعات هذا الوضع. وما يزال الحادث الذي تسبّب بأكثر صدمة لي في حياتي. عرفت الحرب في وطني والإبادة الجماعيّة. لكنّ ما يجري هو بمثابة هجوم عليّ، وأعيش ذلك بصعوبة": د. جان روبير نغولا الطبيب في مقاطعة نيو برنزويك.

وتعرّض نغولا لحملة لأقوال عنصريّة  وقاسية والكراهية حسب قول فريق المحامين المدافعين عنه، وتناقلت وسائل التواصل الاجتماعي أخبارا تحمّله مسؤوليّة انتشار العدوى.

وغادر جان روبير نغولا مدينة كامبلتون الصغيرة التي كان يسمّيها "منزله" بعد سبع سنوات من العمل في المستشفى كطبيب عائلة.

وكان لديه نحو من ألفي مريض يعالجهم في عيادته ، كما أنّه كان يغطّي نوبات عمل في قسم الطوارئ في المستشفى العام في  كامبلتون .

وخلال تفشّي الفيروس، كان نغولا يعاين مرضاه عن بعد ، ولكنّه كان يعالج المرضى في قسم الطوارئ .

"يمكنك أن تذهب إلى كامبلتون وتسأل أيّ نوع من الأطبّاء هو د. إغولا. أحبّ أبناء هذه المدينة، ولكنّ كلّ شيء تدمّر في يوم واحد": د. جان روبير نغولا الطبيب في مقاطعة نيوبرنزويك.

مصدر انتشار العدوى:

وقد تحدّث الطبيب وفريق محاميه إلى راديو كندا منتصف الشهر الماضي، وكشفوا نتائج تحقيق مستقلّ أجروه لإلقاء الضوء على مصدر انتشار الفيروس في كامبلتون.

وأعرب د. نغولا عن اعتقاده بأنّه أصيب بالفيروس خلال عمله في قسم الطوارئ، لا سيّما أ،ّه كان يعالج مرضاه في العيادة عن بعد كما قال.

وخلال وجوده في كيبيك، أجرى اتصالات بالسلطات الصحيّة للاطّلاع على التوجيهات الصحيّة الوقائيّة في المقاطعة كما قال.

وأكّد أنّه ليس لديه تسجيلات لهذه المكالمات، ولكنّ سجلّ اتّصالاته الهاتفيّة يُظهر أنّه اتّصل فعلا بأرقام السلطات الصحيّة في كيبيك.

وأطلعه مسؤولو الصحّة في نيوبرنزويك على أنّه ليس بحاجة لعزل نفسه  بعد عودته من مقاطعة كيبيك لأنّه عامل أساسي. 

ويقول نغولا إنّه توقّف خلال وجوده في كيبيك في مدينة تروا ريفيير حيث التقى طبيبين، وكانوا جميعا يضعون الكمامات وظلّوا على مسافة مترين من بعضهم البعض.

وأضاف بأنّ الطبيبين اللذين التقاهما غير مصابين بكوفيد-19، وشقيقه الذي كان يرعى طفلته خلال وجودها في مونتريال غير مصاب هو الآخر.

وفي الثلاثين من أيّار مايو، طلبت حكومة نيوبرنزويك وشبكة فيتاليتيه الصحيّة من الشرطة الملكيّة الكنديّة إجراء تحقيق في مخالفات جنائيّة محتملة من قبل إغولا.

وقرّرت الشرطة بعد ستّة أسابيع من التحقيقات، عدم توجيه تهمة جنائيّة للطبيب.

لكنّه من المحتمل أن يتعرّض لغرامة ماليّة كبيرة بسبب انتهاك قانون إجراءات الطوارئ في نيوبرنزويك.

ويعتزم د. جان روبير إغولا رفع شكوى ضدّ حكومة نيوبرنزويك وشبكة فيتاليتيه الصحيّة، ويقول أحد محاميه جويل إتيين إنّ موكّله كان كبش فداء، وتعرّض لعقاب تعسّفي عن ممارسة شائعة بين الجمهور وبين الجسم الطبّي.

ويضيف إتيين أنّ 10 موظّفين في مستشفى كامبلتون على الأقلّ أصيبوا بمرض كوفيد-19 خلال انتشار العدوى، بمن فيهم طبيب، ولم يتسرّب سوى اسم د. نغولا دون سواه.

ويؤكّد المحامي إتيين أنّ سمعة موكّله تضرّرت إلى حدّ بعيد، وعلم الجميع في إفريقيا وسواها بما جرى له من خلال الأخبار المتناقلة عبر الإنترنت.

ويعتزم جان روبير نغولا، بعد تعليقه عن العمل في مستشفى كامبلتون، لممارسة مهنته في مستشفى لويزفيل في مقاطعة كيبيك.

المصدر : راديو كندا/ سي بي سي/ راديو كندا الدولي

Image : Jean-François Benoît/CBC