عضو المكتب السياسي الكتائب سيرج داغر: نؤيد حكومة مستقلة بالكامل... وهل نحن متأمرون على الوطن لأننا إستمعنا إلى مطالب الشعب

قدّم عضو المكتب السياسي الكتائب سيرج داغر تعازيه لأهالي الضحايا الذين سقطوا في انفجار مرفأ بيروت، مشدداً على ان العزاء الوحيد هو يوم محاسبة كل المجرمين والوحوش.

داغر وفي حديث لبرنامج "الحدث" عبر الجديد، رأى ان حزب الله كشف عن وجهه الحقيقي منذ 17 تشرين الى اليوم، ففي الفترة الاولى كان يرسل "زعران" غير منظّمين للتعرّض للثوار، حتى بات الثوار لا يستثنون أحدا ويرفعون شعار "كلن يعني كلن"، لكن أمس اكد نصرالله انه العدو الاول لانتفاضة الشعب اللبناني، وعليه ان يتوقّف عن أخذ القرار نيابة عن اللبنانيين.

وإستغرب داغر كيف أن السلطة لا تستاء من سقوط 200 قتيل والاف الجرحى وتشريد اكثر من 300 الف شخص، لكنها  تستاء في المقابل عندما يتوجّه لها الشعب بالشتائم؟ وقال "دعوا الناس تدفن شهداءها".

وسأل "هل المطالبة بتغيير الطبقة السياسية والمطالبة بإنتخابات نيابية مبكرة هو مؤامرة؟ دفن اولادنا اليس مؤامرة، الهجرة اليست مؤامرة؟ انتم المؤامرة".

وتابع "تهديد نصرالله أمس باستخدام الغضب ضد من؟ الام الذي دفنت اولادها او الرجل الذي يأكل من النفايات، التهديد الذي صدر امس موجّه ضد من نريد أن نعرف".

وأردف "الاستقالة من مجلس النواب لان هناك ثورة في البلد هو مؤامرة؟ الشعب طالب بالتغيير فهل نحن متأمرون على الوطن لاننا استمعنا لمطالبه، نحن قدّمنا استقالتنا احتراماً لارادة الشعب اللبناني".

وسأل داغر "الى متى سيتحمّل الشعب الحزن والدموع وكم مرة يجب ان يودّع الأهل اولادهم ويدفنونهم، وهل يوجد في البلد من يتمتع بالكرامة ويستمع لوجع الناس؟".

ولفت الى ان كل الرؤساء والموفدين الذين وصلوا الى بيروت بعد الإنفجار يؤكدون ان المساعدات ستُرسل الى الشعب لأنهم لا يثقون بالسلطة لتسليمها كيس أرز حتى، متوجهاً الى المسؤولين اللبنانيين بالقول "اليس لديهم ذرة كرامة؟ هل من مسؤول يتجرأ للنزول الى شارع الجميزة كما فعل الرئيس الفرنسي؟"

وفرّق داغر بين نوعين من الخارج، مرحباً بكل مطلب يلتقي مع مطالب الناس، وقال "الناس تطالب بحكومة مستقلة عن الطبقة السياسية وكل من يطالب من الخارج بهذا المطلب اهلا وسهلا به، أما من يتحدّث عن حكومة وحدة وطنية فهو يتحدث عن الأشخاص نفسهم الموجودون اليوم".

وأوضح ان الرئيس الفرنسي تحدث عن حكومة وطنية تمثّل الشعب اللبناني ولم يقصد حكومة وحدة وطنية مؤلفة من الطبقة الموجودة حاليا، كما وبّخ المسؤولين وقال لهم انهم هم من اوصل الشعب الى هذه المرحلة، وعندما قال احدهم لماذا تشملنا ونحن لسنا في الحكومة اجاب ماكرون انتم مسؤولون كما غيركم.

وأكد داغر ان حزب الكتائب يؤيد حكومة مستقلة بالكامل.

واضاف: "رسالة الخارج كانت واضحة انهم يفهموننا، والثورة امام مسؤولية خلق بديل وتشكيل جبهة جدية وامام مسؤولية وطنية تتخطى المشاكل التاريخية والملاحظات التي يملكها البعض عن الاخر، والاهم ان تضع كل قوى التغيير في البلد يدها بيد بعض للمواجهة".

وكشف ان هناك اجتماعات متواصلة بين كل افرقاء الثورة وهناك برنامج مشترك وقراءة مشتركة، مشيراً الى ان الطبقة السياسية باتت تشكل أقلية وكل اللبنانيين باتوا حياديين بمعنى انهم يرفضون كل هذه السلطة.

ودعا داغر إلى اجراء الانتخابات اليوم وعندها سنرى من سيعيد إنتخاب الأشخاص نفسهم، مشدداً على ان الثورة ستخوض معركة وستفوز على هذه السلطة، وقال "التغيير لن يحصل بين ليلة وضحاها لكنه آتٍ".

وأكد ان لا ماكرون ولا ديفيد هيل سيُحدثان التغيير في لبنان، بل الشعب اللبناني، ولا نقبل بالقول ان الانتخابات النيابية سترد الاشخاص نفسهم، مضيفاً "نصرالله قال ان حكومة الحريري لن تسقط الا ان الشعب اسقطها، وقالوا ان حكومة دياب ستبقى حتى نهاية العهد وسقطت ايضا".

وعن استقالة نواب الكتائب، قال داغر: "قدمنا استقالتنا اولاً احتراما للشعب اللبناني، وثانيا لاننا شعرنا ان لا شيء اسمه تغيير من الداخل فقد حاولنا الحصول على توقيع 10 نواب لعقد جلسة مساءلة لحكومة الدمى ولم ننجح"، مجدداً التأكيد ان التغيير من الداخل لا جدوى منه اما التغيير الوحيد فسيكون من الخارج.

ودعا الحريري وجعجع وجنبلاط الى الاستقالة لتنحصر السلطة بعون وحزب الله وبري لكي نرى عندها اي دولة ستتحدث معهم.

وتوجّه داغر الى الجيش اللبناني قائلاً "الجيش وُجد ليدافع عن الوطن والوطنيين ولكن في الفترة الاخيرة يدافع الجيش عن الطبقة السياسية"، معتبراً ان مما لا شك فيه ان هناك ضغطاً عليه من القوى السياسية لكن لا تسمحوا لهم بأن يضعوكم في هذا الموقع.

وتابع "سنبقى نحبكم وندافع عنكم وعندما تضربوننا سنقول "امرك وطن" لكن من في الساحات يدافعون عن معاشاتكم ومعاشات اللبنانيين وهؤلاء لا يجب ان يتعرّضوا للضرب ونحن لا نقبل الا ان تكونوا في صفوفنا."

وعن حركة الموفدين الى لبنان قال داغر "ما حدا يعيّش ميت لانه سيسقط على ايدي اهالي الشهداء واللبنانيين". وتعليقاً على اللقاء المرتقب بين رئيس الكتائب وديفيد هيل قال "سنستمع لما سيقولونه وسنعرب عن موقفنا الواضح والذي لا يتبدل".

ورداً على سؤال حول من سيسمي حزب الكتائب لرئاسة الحكومة، قال داغر: "في المرة السابقة خيار الكتائب كان السفير نواف سلام لكن اليوم اصبحنا جزءا من مجموعة ولا نسمي لوحدنا، وهناك مشاورات تحصل ويتم طرح اسماء".

وأكد داغر ان حزب الله موجود في المرفأ والمطار وكل الناس تعرف ذلك.

وتابع: "امونيوم الغميضة" ليس ملك احد ولا احد طالب به، والخبراء يؤكدون ان ما انفجر هو 300 كلغ فقط فاين الكمية الباقية لا احد يعلم"، مشيراً الى ان رئيس الحكومة كان على علم بوجوده، ورئيس جمهورية العهد القوي عرف بوجود الامونيوم والتبرير كان ان صلاحياته الدستورية لا تسمح له الطلب بنقلها من المرفأ."

وسأل "من حقق في الساعات الاولى في موقع الانفجار، فقد تم اقفال المنطقة، وعندما اتى خبراء فرنسيون للمساعدة لم يسمحوا لهم بالدخول الا في اليوم التالي بعد خروج عدد من سيارات الاسعاف كما ورد في بعض وسائل الاعلام".

وأكد داغر عدم ثقته بالتحقيق المحلي ولا بالدولة، وقال "من حقق ومن عبث بساحة الجريمة؟ ولماذا لم يقفلوا الطريق عند اندلاع الحريق من بيروت الى فردان والطلب من السكان اخلاء المنطقة فبين اندلاع الحريق وحصول الانفجار مرّ قرابة 45 دقيقة".

وتابع "كنا نفضل اجراء تحقيق دولي لاننا لا نثق بالسلطة ولا بالمحققين اللبنانيين، ففي داخل كل جهاز امني هناك عناصر تابعة لاشخاص، وعند حصول تشكيلات قضائية تتم التسميات على اساس الاحزاب، واذا كان هناك بين القضاة من لديه كرامة يطير من موقعه".