https://www.traditionrolex.com/8


التاريخ يعيد نفسه...شيراك "يتقمص" في ماكرون! الاول فرض المحكمة الخاصة بلبنان فهل ينجح الثاني مع "نكبة لبنان؟


On 09 August, 2020
Published By Karim Haddad
التاريخ يعيد نفسه...شيراك "يتقمص" في ماكرون! الاول فرض المحكمة الخاصة بلبنان فهل ينجح الثاني مع "نكبة لبنان؟

تترقب الاوساط السياسية والدبلوماسية ما يمكن ان تؤدي اليه التحقيقات الجارية في جريمة المرفأ والنكبة التي حلت بلبنان وعاصمته ومناطق واسعة من محيطها لمعرفة مدى جدية السلطة التي شكلت لجنة تحقيق عليها ان تقدم تقريرها يوم الإثنين المقبل في نهاية مهلة الأيام الخمسة التي حددها مجلس الوزراء الاربعاء الماضي.

لا تقف الأمور عند صدق النيات لدى اعضائها ، لكن المطروح يتصل بالقدرة على تحديد الأسباب التي دفعت الى "التفجير – النكبة" او قدرتها في الوصول الى تحديد الأسباب التي ادت الى الكارثة التي لم يشهد لها اي بلد في العالم منذ ان حلت مثيلتها قبل 75 عاما بمدينتي هيروشيما وناكازاكياليابانيتين جراء استخدام اول قنبلة ذرية أميركية عدا عن بعض الانفجارات التي توزعت بين بعض المرافىء والمواقع في دول متعددة والتي لم تنته بنتائجها الى ما شهده لبنان.

وعليه، تقول مصادر سياسية ودبلوماسية تراقب الأحداث عن قرب وبأدق تفاصيلها ان ما جرى حتى اليوم من توقيفات شملت مدير المرفأ ومدير عام الجمارك الحالي والسابق لا تكفي للتعبير عما هو مطلوب من لجنة التحقيق. فتوقيفهم مرتبط بجانب مما شهده لبنان وان التهمة الموجهة اليهم تتصل بكيفة الاحتفاظ بكمية من المواد الخطيرة لسنوات عدة في مرفا بيروت وعدم حمايتها او ابعادها عن اي مصدر من مصادر الخطر. وبالتالي، فانها توقيفات ادارية روتينية لا تمت بصلة  الى ما هو مطلوب من لجنة التحقيق لجهة تحديد الأسباب التي ادت الى انفجار كمية من المواد المتفجرة والظروف التي ادت الى تفجيرها دفعة واحدة لتتسبب بما تسببت به.

وفي اعتقاد المراجع المعنية ان مهمة التحقيق التثبت من الاسباب التقنية والفنية التي ادت الى التفجير الرهيب وتحديد الظروف التي اوقعت الكارثة وهي الاساس في عمل لجنة التحقيق. هي مهمة صعبة للغاية وتحتاج الى قدرات تقنية وفنية مهمة ليس من الثابت انها في حوزة لجنة التحقيق اللبنانية المكلفة بمعاينة منطقة التفجير قبل البحث لاحقا عما يؤكد ذلك من خلال جمع الترسبات التي تسبب بها الانفجار في المرفأ ومحيطه. وعلى النتائج التي يمكن التوصل اليها يصار الى تحديد المرحلة المقبلة بحثا عن اسباب الكارثة بمعزل عن التدابير القضائية بحق الاداريين والذي ان توسع التحقيق يمكن ان يكون الى جانب الموقوفين اليوم عدد من الوزراء والقضاة قياسا الى حجم ما ترتب على الاهمال الواقع على مسؤولية من كان في مواقع مقررة من المسؤولين  الامنيين والقضائيين والفنيين كما الإداريين.

على هذه القاعدة ، تترقب الاوساط السياسية والدبلوماسية ما ستكون عليه المواقف  من امكان استقدام الخبرات الاجنبية وسط معلومات قليلة تقول ان الفريق الفني الفرنسي الذي سبق وصول الرئيس ايمانويل ماكرون تمكن من الحصول على عينات من موقع الانفجار والمنطقة المحيطة به وهي ستخضع للتحقيق بكل وجوهه التقنية والفنية والكيميائية لعلها تؤدي الى التثبت من الروايات المتعددة التي تحدثت عن احتمال وجود اسلحة وذخائر الى جانب المواد الملتهبة عدا عن البت نهائيا بامكان حصول عمد عدائي او عسكري مقصود في التوقيت والشكل كما بالنسبة الى النتائج التي ادى اليها.

وبناء على ما تقدم، يبقى الرهان على المبادرة الفرنسية في مكانه باعتباره المبادرة الدولية الوحيدة التي سمح بها لبنان حتى اللحظة، على امل ان تكون البعثة التي تفقدت المنطقة المنكوبة قد جمعت ما يؤدي الى تحديد سبب الانفجار ولمعرفة ما يمكن ان تقود اليه في اعقاب منع مجموعات اخرى من الفرق الاجنبية من الوصول الى منطقة التفجير والتي جاءت الى بيروت من دول عدة للمساعدة في عمليات البحث عن المفقودين والذين ما زال عددهم يقارب الـ 60 شخصا على الاقل كما قالت معلومات شبه رسمية قياسا على حجم المراجعات التي تسأل عن اشخاص ما زالوا مفقودين حتى اللحظة، وهو ما يعني انهم ما زالوا تحت الركام وليس حصرا في منطقة المرفأ ففي الاحياء السكنية القريبة التي نكبت ما زالت هناك مبان مدمرة على رؤوس اصحابها وقاطنيها ولم يتم رفعها بعد.

تستذكر المراجع السياسية والدبلوماسية في هذا المجال المبادرة التي قادها الرئيس الفرنسي الراحل جاك شيراك الذي تولى نقل التحقيق الدولي الذي اجري في جريمة 14 شباط 2005 والتي ادت الى استشهاد الرئيس رفيق الحريري الى مرحلة تشكيل المحكمة الدولية. ولذلك لا تستبعد المراجع ان تؤدي مبادرة الرئيس ماكرون الى خطوات مماثلة قد تفضي الى تشكيل لجنة تحقيق دولية ما لم تنجح اللجنة اللبنانية في تأدية المهمة المطلوبة منها على مختلف الصعد الامنية والتقنية. فحراك الرئيس الفرنسي بدءا بزيارة بيروت وتفقده منطقة الانفجار والاحياء المدمرة ليست مهمة فرنسية فحسب بل دولية وهو الذي استبقها بحملة دبلوماسية طالت نظراءه من دول اخرى  عدا عما يمكن ان تكلف به العاصمة الفرنسية في اعقاب المؤتمر الافتراضي الذي دعا اليه ماكرون غدا الاحد  بالوسائل الالكترونية  بمشاركة عدد كبير من رؤساء الدول ومن بينهم الرئيس الاميركي دونالد ترامب الذي اكد لرئيس الجمهورية ميشال عون امس انه سيشارك فيه لتوفير دعم طارىء يحاكي حجم الكارثة وما تركته على حياة مئات الآلاف من اللبنانين.

المصدر: "وكالة الأنباء المركزية - خاص"






إقرأ أيضاً

نضال طعمة: نطالب بتحقيق عادل وشفاف
يعقوبيان تناشد الجيش: بكفّي تنفذوا أوامر هذه المافيا وتقمعوا الناس بهذه الطريقة

https://www.traditionrolex.com/8