https://www.traditionrolex.com/8


الاحتضان الدولي للبنان الجريح "انساني".. وليس لتعويم السلطة! المساعدات طبية ومادية ولن تتحول "مالية" اذا لم تغيّر الحكومة سلوكها


On 06 August, 2020
Published By Karim Haddad
الاحتضان الدولي للبنان الجريح "انساني".. وليس لتعويم السلطة! المساعدات طبية ومادية ولن تتحول "مالية" اذا لم تغيّر الحكومة سلوكها

صحيح ان العالم بأسره، من شرقه وغربه، هبّ لنجدة لبنان بعد الزلزال الكارثي الذي عصف به عصر الاثنين، الا ان فهم هذه النخوة الدولية، خطأ مِن قبل اهل الحكم والحكومة، وتفسيرها بالشكل الذي يناسبها، لا يجوز. فبعض السلطة والاعلام الذي يدور في فلكها، بدأ يسوّق لكون هذه الحركة السريعة العربية والغربية، أتت لتفكّ العزلة التي كانت مفروضة على الحكم في لبنان حتى الامس القريب، ولتفرض على المجتمع الدولي الاعتراف والتعاطي مع الحكومة التي حاذر التعاطي معها وتفاداه قدر الامكان، ليس فقط لاصطفافها الاستراتيجي "الممانع"، بل لعقمها اصلاحيا واقتصاديا وماليا.

لكن الايغال في هذا التحليل، سيخيّب أًصحابه قريبا جدا، بحسب ما تقول مصادر سياسية معارضة لـ"المركزية".  فما يفعله العالم اليوم تجاه بيروت، هو واجبه "الإنساني"، تجاه وطن وشعب منكوبين حلّت بهما كارثة اين منها الاعاصير والزلازل، لأن عدم تقديم العون الى انسان محتاج يعدّ جريمة، فكيف الحال مع وطن بأكمله وقع في لحظات تحت الانقاض والزجاج والركام؟ عند كل مصيبة او محنة صحية او طبيعية تحلّ ببلد ما، أيا كان، تسارع الدول الكبرى الى مساعدته طبيا وماليا واستشفائيا من منطلق "انساني" بحت، وهذا ما هو حاصل اليوم في بيروت.

فالمستشفيات الميدانية التي تصل تباعا والخبراء الذين يساعدون في التحقيقات والمسعفون الذين سيساعدون في رفع الاضرار والركام، واعادة بعض الحياة الى شوارع العاصمة التي استحالت دمارا، اضافة الى عرض البنك الدولي المساعدة، والاتصالات الكثيرة التي تلقاها الرؤساء الثلاثة، تؤكد في الواقع التضامن مع الشعب اللبناني واستعداد هذه الجهات كلّها للملمة جراحه، الا ان لا ابعاد سياسية لها، بحسب المصادر، خاصة وان النكبة التي حلت ببيروت واللبنانيين تسبب بها إهمال السلطة وفساد الحكّام المتعاقبين منذ سنوات.

زيارة الرئيس الفرنسي ايمانويل ماكرون اليوم الى بيروت، لا تخرج عن هذا السياق، تضيف المصادر. فهي ليست لتعويم الحكومة او عرابيها، ولولا "أخلاق" سيّد الاليزيه كان يمكنه الا يلتقي احدا من الرسميين وان يكتفي بتفقّد موقع الانفجار ومقابلة الناس في الشوارع الذين يصرخون منذ الامس ضد السلطة متهمين اياها بقتلهم ورافضين تحويل اي دعم دولي لها "لأنها ستسرقه" على حد تعبيرهم، في دليل واضح على فقدان الثقة بها.  

لكن بعد نداءات وزير الخارجية الفرنسية جان ايف لودريان من بيروت والتي لم تعجب الحكم، بحيث نصحها بالاصلاحات وبالنأي بالنفس وتعزيز سيادتها على اراضيها وقرارها، كي تفوز بدعم الاسرة الدولية كلّها، تقول المصادر ان من المتوقّع ان يكرّر ماكرون اليوم على مسامع مضيفيه اللبنانيين، الكلام نفسه، كشرط لمساعدة لبنان للخروج من محنته الاقتصادية المالية، وقد قال بالفم الملآن في اول تصريح من بيروت انه هنا لمساعدة الشعب اللبناني... أما في حال بقي الاداء الرسمي على حاله من المراوحة والمكابرة والفساد والانحياز، فإن الاحتضان الدولي غير المسبوق لبيروت الجريحة، سيبقى محصورا بالشق "الانساني" "الطبّي" الميداني، الآني، ولن يتوسّع ليصبح اموالا واستثمارات يحتاجها لبنان اليوم، أكثر من اي يوم. على اي حال هذا ما اكده من المطار بقوله "سأحمل خطابا صريحا وصارما تجاه السلطات لان لبنان في أزمة كبيرة اقتصادية ومالية تحتاج الى صراحة ويحتاج الى اصلاحات في الكهرباء وقطاعات كثيرة ان لم تحصل سيستمر غرق لبنان"، ولم يتردد في القول "التقي المسؤولين اللبنانيين من باب اللياقات" وان "ازمة لبنان سياسية - اخلاقية"!

فهل يلقى هذه المرة آذانا صاغية؟ أم يُقابَل بانتقادات فور مغادرته لبنان؟!

المصدر: "وكالة الأنباء المركزية - خاص"






إقرأ أيضاً

جورج جريج لنجاريان: أتتك الخيانة من دولة الكاريكاتور.... وعن التحقيق بالانفجار: الخوف من العبث بمسرح الجريمة
ماكرون في الجميزة: "الرئيس القوي"..."حبيب الشعب"

https://www.traditionrolex.com/8