فشل كندا بالفوز بمقعد في مجلس الأمن لم يحُل دون تمديد مهمة نقل جوي لقوات السلام


On 03 August, 2020
Published By Karim Haddad
فشل كندا بالفوز بمقعد في مجلس الأمن لم يحُل دون تمديد مهمة نقل جوي لقوات السلام

طائرة نقل عسكري من طراز "سي سي - 130 هركوليز" تابعة للقوات المسلحة الكندية عقب هبوطها في قاعدة ترينتون الجوية في مقاطعة أونتاريو (أرشيف) (Adrien Veczan / CP)

أكّد مكتب وزير الدفاع الكندي هارجيت سجّان أمس أنّ كندا ستواصل نشر طائرة نقل عسكري من طراز "سي سي - 130 هركوليز" (CC-130 Hercules) في القارة الإفريقية سنةً إضافية من أجل دعم مهمات حفظ السلام التابعة للأمم المتحدة هناك.

ويأتي هذا القرار بعد شهر ونصف على فشل كندا بالفوز بمقعد عضو غير دائم في مجلس الأمن الدولي ويضع حداً لتكهنات دامت عدة أشهر حول مستقبل المهمة الكندية.

"تقوم القوات المسلحة الكندية بدور هام في نقل إمدادات وموظفين أساسيين لدعم الأمم المتحدة في المنطقة"، قال الوزير سجّان في بيان أرسله لوكالة الصحافة الكندية.

"نحن مدركون لأهمية عمل كندا مع حلفائنا وشركائنا الدوليين كالأمم المتحدة، ولهذا قمنا بتجديد مهمة دعم القوات المسلحة الكندية سنةً إضافية"، أضاف سجّان.

مصوّر حربي يوثّق وصول الجنود الكنديين إلى قاعدة قوات حفظ السلام الدولية في مدينة غاو في مالي في 25 حزيران (يونيو) 2018 (Sean Kilpatrick / CP)

وطائرة الـ"سي سي - 130 هركوليز" التي تعمل انطلاقاً من أوغندا خمسة أيام في الشهر منذ آب (أغسطس) 2019 كانت من ضمن ثلاثة وعود قطعها رئيس الحكومة الكندية جوستان ترودو للأمم المتحدة في تشرين الثاني (نوفمبر) 2017 عندما استضافت كندا مؤتمراً لوزراء دفاع الدول المشاركة في مهمات السلام الدولية.

ووعد ترودو آنذاك الأمم المتحدة بكتيبة طائرات مروحية، وقد أرسلتها بالفعل كندا إلى مالي حيث شاركت في "بعثة الأمم المتحدة المتكاملة المتعددة الأبعاد لتحقيق الاستقرار في مالي" ("مينوسما" MINUSMA) خلال الفترة الممتدة بين حزيران (يونيو) 2018 وأيلول (سبتمبر) 2019.

كما وعد ترودو المنظمة الأممية بإرسال قوة تدخل سريع مكونة من 200 جندي، لكنّ هذا الوعد لا يزال ينتظر التنفيذ.

وقال ترودو في ذاك المؤتمر الذي انعقد في فانكوفر قبل نحو ثلاث سنوات إن "عمليات حفظ السلام مهمة بالنسبة لنا، ليس فقط لأنها تتيح لنا مساعدة ملايين البشر الضعفاء الذين تطالهم النزاعات، بل لأنّ عالماً ينعم بالسلام هو عالم أكثر أماناً للكنديين".

رئيس الحكومة الكندية جوستان ترودو مجيباً على الأسئلة في مؤتمر وزراء دفاع الدول المشاركة في مهمات السلام الدولية في 15 تشرين الثاني (نوفمبر) 2017 في فانكوفر، ويبدو إلى يمينه وزير الدفاع هارجيت سجّان ووزيرة التنمية الدولية ماري كلود بيبو، وإلى يساره وزيرة الخارجية كريستيا فريلاند ورئيس هيئة أركان الدفاع الجنرال جوناثان فانس / Darryl Dick / CP

ورأى كثيرون في تلك الوعود محاولة من حكومة ترودو الليبرالية لتعزيز حظوظ كندا بالفوز بأحد المقعديْن المخصصيْن لمجموعة "دول أوروبا الغربية ودول أُخرى" في مجلس الأمن الدولي لولاية مدتها سنتان، وتساءل البعض عن مصير مهمة طائرة الـ"سي سي - 130 هركوليز" الكندية بعد أن فازت كلٌّ من النرويج وإيرلندا في 17 حزيران (يونيو) الفائت بمقعد مخصص للمجموعة ولم تنل كندا ما كانت تطمح إليه إذ حلّت في المرتبة الثالثة خلفهما.

وأوضح وزير الدفاع الكندي أمس أنّ طائرة الـ"سي سي - 130 هركوليز" استأنفت مؤخراً رحلاتها من أوغندا وإليها بعد أن عُلِّقت مهمتُها مدة أربعة أشهر بسبب جائحة "كوفيد - 19".

"بعد توقف مؤقت للعمليات بسبب ’’كوفيد - 19‘‘ أنهت مؤخراً الكتيبة التكتيكية في أوغندا مهمة مدتها 10 أيام إنطلاقاً من عنتيبي"، قال سجّان.

ونقلت الطائرة في هذه المهمة حمولة 42 طناً من الشحن إضافة إلى 400 راكب، أضاف وزير الدفاع الكندي.

اللفتنانت كولونيل جيم ديفيس متوجهاً إلى جنود كنديين بُعيْد وصولهم إلى مطار العاصمة الهايتية بور أو برانس في 22 آذار (مارس) 2004 للمشاركة في بعثة الأمم المتحدة لتحقيق الاستقرار في هايتي / Ryan Remiorz / CP

ومن جهته رحّب البروفيسور وُولتر دُورن من معهد القوات الكندية (CFC) في تورونتو بقرار كندا تمديد مهمة الطائرة، واصفاً إياها بأنها "رائدة" لأنّ الطائرة ليست مكلّفَة بمهمة واحدة محددة للأمم المتحدة بل تقوم بتلبية عدة مهمات للمنظمة في إفريقيا.

"إنها خدمة رائدة"، قال البروفيسور دُورن الذي يُعتبر من أهمّ الخبراء الكنديين في شؤون حفظ السلام، مضيفاً أنّ ما تقوم به الطائرة يشكّل "أوّل مساهمة وطنية للخدمة الجوية المتعددة الوظائف في تاريخ الأمم المتحدة".

فالطائرة تساهم في عمليات في جمهورية الكونغو الديمقراطية ودولة جنوب السودان وهناك مهمات أُخرى تنتظرها.

لكنّ دُورن أعرب عن أسفه لكون الطائرة غير متوفرة سوى خمسة أيام في الشهر، مع إشارته إلى أنّ مساهمة كندا الإجمالية في مهمات حفظ السلام هي في أدنى مستوى تاريخي لها، إذ تتكون حالياً من 34 جندياً وشرطياً فقط حول العالم.

المصدر: "(وكالة الصحافة الكندية / راديو كندا الدولي)"


إقرأ أيضاً

أوتاوا بدأت اختبارات على تطبيق “إنذار الكوفيد”على الهواتف الذكية
كوفيد-19: إغلاق الحدود الكنديّة الأميركيّة قد يستمر حتّى العام المقبل