https://www.traditionrolex.com/8


"علّي الموسيقى"... "علّي الأمل"


On 06 July, 2020
Published By Karim Haddad
"علّي الموسيقى"... "علّي الأمل"

كتب كبريال مراد في موقع mtv:

قرابة العاشرة من مساء امس، وبعد لحظات على انتهاء الشاشات من نقل وقائع الاحتفال الموسيقي في بعلبك، اتصل بي صديق مهاجر، وقبل أيّ سلام سارع الى القول "ليك، لبنان ما بموت!". قبل ان يكمل مزهواً فرحاً بما شعر وشاهد وسمع ويقول "لو ان كل بشاعة فينا تصمت ساعة او دهرا... وينخفض صوت الاحقاد والخلافات والسمسرات والعجز... ويرتفع صوت لبنان الذي نريد، صورة عن عظمة حدث بعلبك... فشولي خلقي يا صاحبي". 

في الحقيقة، كل لبنان" فش خلقه" عندما تسمّر امس امام حدث بعلبك، مستمعا ومشاهدا ومتفاعلا. كيف لا والفرح عاد من على أدراج مدينة الشمس. وهناك، مع اللحن والآداء والكلمات، كانت لحظات هروب الى السكينة والهدوء والسلام، الى جمال الموسيقى... بعد اشهر من البشاعة التي كادت تقتل كل ما فينا من حياة، بعدما قتلت ابتسامتنا، فغدونا شعباً عابساً.

اننا نستحق الحياة، و"بيلبقلنا الفرح". وخلال ساعة من الوقت، سحرتنا هذه الخلطة الثقافية، الموسيقية، الابداعية لمهرجانات بعلبك. رفعتنا من الاسفل الى فوق، سرقتنا، فكانت "السرقة حلال"، فقلنا معها "الله يا لبنان".

غريب هذا الانفصام الذي نحن فيه. فما زلنا نعيش في وطن واحد هو "بيت بمنازل كثيرة" كما وصفه كمال الصليبي في كتابه. اننا نعيش بتناقض. فكيف لمن ينتج ابداعا وعظمة، ان تكون حاله كحالنا؟

حبذا لو ان "تعلاية الموسيقى" تتحول الى صرخة يقظة، الى جرس انذار "لأنه حلنا بقى نوعى".  فاللبناني لا يريد ان يترحّم على الماضي، او ان يحزن على حاضره بالقول "رزق الله ع هيديك الايام". يريد لبنان الآتي لا لبنان الراحل، يرغب ببكرا الأحلى، ولسان حاله على غرار صديقي المهاجر "اوقفوا الدجل... ودعونا نعيش الأمل"، لا بأغنية او امسية، بل بوطن يتمتع بمقومات دولة اضاعت الكثير من الفرص، فباتت تلعب في الوقت بدل الضائع ما بين الانهيار التام، والتمسك بحبال الأمل للنهوض من جديد.

في الختام، خطأ وحيد وقع فيه المنظمون امس. ففي اعلاناتهم الترويجية قالوا ان مهرجانات بعلبك تعود هذا العام "بلا جمهور". الصحيح ان لبنان كلّه جلس في الصفوف الأمامية لمعبد باخوس. كلّنا كنا الجمهور... جميعنا انحنينا للعظمة وصفقنا للابداع... إنه لبنان... وسيعود.

 

 

المصدر: "MTV - كبريال مراد"






إقرأ أيضاً

بعلبك تصدح فنّاً وأملاً وجمالاً رغم كل شيء... "سنعيش"
ريما الرحباني بأعنف هجوم على مهرجانات بعلبك: “زورتوا التاريخ.. زورتوا البلد”

https://www.traditionrolex.com/8