وبدا الثقب الأسود، الذي يبعد نحو 10 آلاف سنة ضوئية عن الأرض، كأنه بندقية "كونية" تنفث ضوءا عبر الفضاء، وغيوما إشعاعية عرضها حوالى تريليون ميل.

وتم التقاط الفيديو عن طريق رصد النجم المضطرب الذي يطلق عليه اسم MAXI J182+070، الموجود في كوكبة "أوفيوسوس"، من قبل مجموعة من الباحثين بقيادة ماتيلد إسبيناسي من جامعة باريس عن طريق موجات الراديو والأشعة السينية.

ونشر الباحثون تقريرا عن سلوك هذا الثقب الأسود في 29 مايو الماضي في دورية "رسائل الفيزياء الفلكية"، وفقا لصحيفة نيويورك تايمز الأميركية.

وترسم الملاحظات التي تم رصدها صورة مألوفة لقوة الثقب الأسود العاتية والتي ستساعد علماء الفلك على فهم أفضل لسلوك الثقوب السوداء ونفثها للطاقة إلى الخارج، بحسب المؤلفين.

وفي الواقع فإن النجم الذي تم رصده عبارة عن نجمين: ثقب أسود أو حفرة جاذبية يبلغ حجمها حوالي 8 أضعاف حجم الشمس؛ ونجمة أصغر حجمها بنصف حجم كتلة الشمس، والتي يتغذى عليها الثقب الأسود.

وتم رصد الثقب الأسود MAXI J182+070 لأول مرة في مارس 2018، من خلال المسح الآلي لشبكة تتكون من 24 تلسكوبا روبوتيا، وتقع في جميع أنحاء العالم تديرها جامعة ولاية أوهايو.

والثقوب السوداء هي في كثير من الأحيان جثث لنجوم ماتت وانهارت. فهي كثيفة لدرجة أنه لا يمكن حتى للضوء الهروب منها، وفقا لنظرية ألبرت أينشتاين العامة للنسبية، ونتيجة لذلك، تعتبر الثقوب السوداء ممرات في اتجاه واحد لأي شيء يمر من خلالها.

إلا أنه حال دخول أي مادة إلى الثقب الأسود فإنها تتحرك بشكل لولبي حول حافته، وبسبب الضغط الهائل التي تتعرض له المادة بالإضافة إلى تأثير المجالات المغناطيسية داخل الثقب فإن من الممكن خروج بعض منه هذه المادة إلى خارج الثقب على شكل طاقة هائلة. وذلك يعني أنه من الممكن لبعض الأشياء الإفلات من قبضة الثقوب السوداء.

ففي حال أُجبر الثقب الأسود على التهام كميات كبيرة من الغازات كالتهام نجم على سبيل المثال، فإن بعض أجزاء النجم ستتمكن من الخروج من حافة الثقب الأسود الذي يسمى "أفق الحدث" أي قبل التهام الثقب الأسود للنجم بأكمله.

وتم رصد مثل هذه الظاهرة في يوليو من عام 2018، حينما قام الثقب الأسود بنفث سحب من الطاقة الهائلة في اتجاهين معاكسين خارج نظامه.

وفي رسالة عبر البريد الإلكتروني، شبهت عضو فريق علماء الفلك، الدكتورة ماتيلد إسبيناسي، المادة التي تم لفظها خارج الثقب الأسود بفقاعات الصابون، والتي يبلغ قطر كل منها نحو عشري السنة الضوئية، إلا أنها قالت إنها ليست كروية ومليئة بالبلازما، التي هي عبارة عن غاز مكهرب شديد النشاط الإشعاعي.

وكل فقاعة، وفقا لتقديرات الفريق العلمي، تحتوي على حوالي 400 مليون رطل إنجليزي من المادة، حوالي 181 مليون كيلوغرام، أي حوالي 1000 ضعف حجم مذنب هالي.

وأشارت ماتيلد إلى أن ربما كانت الزيادة الهائلة في الأشعة الكونية مسؤولة بشكل غير مباشر عن انقراض بعض الحيوانات على الأرض - ليس بسبب الإشعاعات مباشرة ولكن بسبب الأضرار التي لحقت بطبقة الأوزون.

 

المصدر : ترجمات - أبوظبي