خيبة أمل كبيرة لدى طالبي اللجوء من رفضهم في الدورة التأهيلية لمراكز الرعاية


On 04 June, 2020
خيبة أمل كبيرة لدى طالبي اللجوء من رفضهم في الدورة التأهيلية لمراكز الرعاية

تسود أوساط طالبي اللجوء في مقاطعة كيبيك خيبة أمل كبيرة بعد أن قال رئيس حكومة المقاطعة فرانسوا لوغو أمس إنّه لا يحق لهم الاستفادة من الدورة التأهيلية الهادفة لتوظيف 10.000 مساعد للمرضى (préposés aux bénéficiaires) في مراكز الرعاية الطويلة الأمد (CHSLD) في المقاطعة، حسب تقرير لراديو كندا.

وتلعب هذه الدورة دوراً رئيسياً في تأهيل مساعدي المرضى الذين سيعملون في هذه المراكز التي هي بأمسّ الحاجة إليهم. وتأوي هذه المراكز أشخاصاً مسنين غير قادرين على تدبّر شؤونهم بأنفسهم ويحتاجون بسبب أوضاعهم الصحية لرعاية ورقابة متواصلتيْن، وسُجَّلت فيها لغاية الآن الغالبية الساحقة من الوفيات بوباء "كوفيد - 19" في مقاطعة كيبيك.

وانطلقت أمس مسيرة التسجيل لمتابعة الدورة التأهيلية، وعند الخامسة من بعد الظهر كان 35.000 شخص قد ملأوا طلبات لمتابعتها. وصباح اليوم أطلق لوغو تغريدة على موقع "تويتر" للتواصل قال فيها إنّ عدد الراغبين بمتابعة الدورة بلغ 55.000 شخص. "شكراً من صميم القلب"، قال لهم لوغو.

 

رئيس حكومة حزب التحالف من أجل مستقبل كيبيك فرانسوا لوغو (Mathieu Potvin / Radio-Canada)

 

ووظيفة مساعدٍ للمرضى في مركزِ رعايةٍ طويلة الأمد مُضنية، وقد لا يكون معدّل البطالة الذي ارتفع بسبب الجائحة هو السبب الوحيد وراء هذا العدد الكبير من الراغبين بمتابعة الدورة التأهيلية لها.

فأحد الأسباب الرئيسية وراء هذا الإقبال برأي متابعي هذا الملف هو الراتب المرتفع نسبياً لهذه الوظيفة، أو الذي أصبح كذلك بعد أن رفعه لوغو مؤخراً إلى 49.000 دولار سنوياً "مع كلّ المنافع الاجتماعية" كما قال.

كما أنّ الدورة التأهيلية مدفوعة، تبلغ مدتها 375 ساعة موزعة على ثلاثة أشهر ويتقاضى من يتابعها 760 دولاراً في الأسبوع. أي أنّ من يتابعها يتقاضى أثناء الدراسة راتباً أعلى بكثير من الحدّ الأدنى للأجور في كيبيك البالغ 13,10 دولاراً في الساعة.

لكن من غير الوارد بالنسبة لحكومة كيبيك السماح لطالبي اللجوء بمتابعة هذه الدورة التأهيلية، لأنّ السماح لهم بذلك سيكون بمثابة اختصار لمسيرة دراسة طلبات لجوئهم من وجهة نظرها.

أما طالبو اللجوء الذين بدأوا العمل في مراكز الرعاية الطويلة الأمد فستدرس سلطات كيبيك طلبات لجوئهم على أساس فردي، كلّ طلب على حدة، من أجل تحديد ما إذا كانوا يستوفون شروط الحصول على الإقامة الدائمة.

وتمكن هؤلاء من العمل في مراكز الرعاية الطويلة الأمد بتلبيتهم النداء الذي كان لوغو نفسه قد وجّهه في عزّ الجائحة مناشداً الناس للانضمام إلى "الملائكة الحارسة"، وهو التعبير الذي أطلقه رئيس حكومة كيبيك على العاملين في هذه المراكز.

 

المحامي المتخصص في شؤون الهجرة واللجوء ستيفان هاندفيلد متحدثاً أمام لجنة برلمانية في كيبيك العام الماضي (Radio-Canada)

 

ويُسمح لطالبي اللجوء في كيبيك بمتابعة الدراسة، لكنّ البالغين منهم، الذين بلغوا سن الـ18 فما فوق، يُعامَلون في هذه الحال كطلاب أجانب ويتوجّب عليهم تسديد رسوم الدراسة التي قد تكون مرتفعة وتتخطى إمكانياتهم، خلافاً لأولادهم الذين يستطيعون متابعة الدراسة مجاناً في المرحلتيْن الابتدائية والثانوية، كما يفيد دليل الخدمات المتوفرة لطالبي اللجوء في كيبيك.

كما أنه يتوجّب على طالبي اللجوء البالغين الراغبين بمتابعة الدراسة الحصولُ على شهادة القبول الكيبيكية (CAQ) من وزارة الهجرة في كيبيك وعلى رخصة دراسة من وزارة الهجرة واللجوء والمواطَنة الفدرالية. وحصول طالب اللجوء على هاتيْن الوثيقتيْن يتيح له أيضاً متابعة دورة تدريبية عامة.

هل يمكن لحكومة كيبيك إعادة النظر في قواعد حصول طالبي اللجوء البالغين على الدراسة؟ "ينبغي حصول تعاون مع الحكومة الفدرالية" لتحقيق ذلك، يجيب المحامي المتخصص في شؤون الهجرة واللجوء ستيفان هاندفيلد في مقابلة مع راديو كندا.

"لكنْ في النهاية، المستثنون من إمكانية متابعة هذا البرنامج (التأهيلي لوظيفة مساعد للمرضى) ليسوا فقط طالبي اللجوء، إنما كلّ الأشخاص الذين ليسوا مواطنين ولا مقيمين دائمين"، يضيف هاندفيلد.

 

مواطنون نيجيريون قادمون من الولايات المتحدة يعبرون الحدود الكندية بصورة غير نظامية عند طريق روكسام في مقاطعة كيبيك بهدف طلب اللجوء لدى السلطات الكندية (أرشيف) (René Saint-Louis / Radio-Canada)

 

وقرار حكومة كيبيك بمنع طالبي اللجوء من التقدّم للوظيفة المذكورة في مراكز الرعاية الطويلة الأمد خيّب آمال "بيت هاتي" (Maison d'Haïti) وهو منظمة توفر الدعم للقادمين الجدد، الهايتيين منهم بشكل خاص.

وتؤكّد رئيسة "بيت هايتي" مارجوري فيلفرانش أنّ "الكثيرين من طالبي اللجوء مهتمون بمتابعة هذه الدورة التأهيلية"، وأنّ قرار حكومة لوغو سيدفع طالبي اللجوء إلى مواصلة العمل مع وكالات التوظيف الخاصة التي ترسل الكثيرين من بينهم للعمل في مراكز الرعاية الطويلة الأمد فيما هم أحياناً غير مؤهّلين بشكل جيد للعمل فيها.

ويمضي رئيس "لجنة العمل من أجل الأشخاص دون وضع قانوني" (Comité d'action des personnes sans statut) فرانتز أندريه في الاتجاه نفسه، فيؤكّد أنّ مئات الأشخاص اتصلوا به منذ إعلان فرانسوا لوغو الأسبوع الماضي عن خطة توظيف 10.000 شخص للعمل كمساعدين للمرضى في مراكز الرعاية.

لكنّ قرار الحكومة استثناء طالبي اللجوء من هذه الوظائف شكّل "خيبة أمل كبيرة" يقول أندريه.

 

(راديو كندا / راديو كندا الدولي)


إقرأ أيضاً

انسحاب مرشّح لزعامة الحزب الأخضر في كندا
مشروع وطني انقاذي يُقدّم إلى الرئيس عون