كوفيد-19: عمليّات اندماج واستحواذ متوقّعة في قطاع النفط الكندي

يتوقّع الخبراء أن يساهم الضغط المالي الناجم عن تراجع أسعار النفط وتراجع الطلب على الوقود إلى موجة من عمليّات الاندماج والاستحواذ في مجال الطاقة ولكن ليس قبل أن يبدأ العالم بالعودة إلى طبيعته.

وتراوحت أسعار النفط الأميركي ما بين 61 دولارا للبرميل مطلع كانون الثاني يناير إلى ما دون الصفر في العشرين من نيسان أبريل الفائت.

وأدّت حالة عدم اليقين إلى سوق هادئة حسب قول توم بافيتش رئيس شركة ساير إنيرجي الاستشاريّة  للاندماج والاستحواذ في كالغاري Sayer Energy Advisors.

“نظرا لوجود الكثير من التقلّبات، من الصعب جدّا الجمع بين المشترين والبائعين. والأوقات كهذه حيث أسعار السلع متقلّبة هي أسوأ الأوقات لإنجاز الصفقات بالنسبة لنا": توم بافيتش رئيس شركة ساير إنيرجي الاستشاريّة  للاندماج والاستحواذ في كالغاري.

 

وأعرب عن اعتقاده بأنّ رؤية بعض الاستقرار في أسعار السلع ومعرفة ما هو الوضع الطبيعي الجديد من شأنها أن تعيد بعض النشاط في مجال الاندماج والاستحواذ.

صناعة النفط في كندا بعد جائحة كوفيد-19 قد تختلف عمّا قبلها / (Kyle Bakx/CBC/هيئة الإذاعة الكنديّة

ومن المرجّح أن تُترجم البداية الهادئة للعام 2020 انخفاضا في النشاط إلى ما دون  8 مليار دولار التي شكّلت قيمة معاملات النفط والغاز الكنديّ في العام 2019.

هذا مع العلم أنّ معاملات 2019 جاءت أدنى بنسبة 34 بالمئة عن الـ12،1 مليار دولار المسجّلة عام 2018..

و لن يحقّق بعض منتجي النفط على الأرجح  تدفّق سيولة إيجابيا في العقود المستقبليّة  في ظلّ أسعار النفط الحاليّة، ما يجعل من الصعب تقييم قيمتها السوقيّة الفعليّة كما قال توم بافيتش رئيس شركة ساير إنيرجي الاستشاريّة  للاندماج والاستحواذ في كالغاري.

وشكّل استحواذ شركة ناتشورال ريسورزس Natural Resources Ltd على  أصول شركة ديفن كندا Devon Canada Corp للرمال الزفتيّة والنفط الخام أكبر صفقة نفط كنديّة عام 2019 بلغت قيمتها 3،8 مليار دولار.

لكنّ رئيس الشركة تيم ماكي يقول إنّ ظروف السوق ليست مثاليّة لعقد الصفقات.

ويتحدّث ماكي عن  تباعد العرض والطلب في الوقت الراهن ويعرب عن ارتياحه للأصول للتي تمتلكها الشركة مشيرا إلى عدم وجود فجوات لديها.

و يشاطره الرأي براد كورسن المدير التنفيذي لشركة إمبريال لإنتاج النفط وتسويق الوقود، الذي يشير إلى وجود الكثير من الأصول المتعثّرة في ظلّ الظروف الاقتصاديّة الراهنة.

" تجربتي في الاندماج والاستحواذ هي أنّه من الصعب خلال هذه النقاط القصوى من الدورة عقد الصفقات لأنّ توقّعات المشترين والبائعين تكون مختلفة": براد كورسن رئيس شركة إمبريال للرمال للنفطيّة وتسويق الوقود.

 

مقاطعة ألبرتا في الغرب الكندي غنيّة برمالها النفطيّة/CBC/هيئة الإذاعة الكنديّة

ولنظرة لما سيكون عليه التعافي الاقتصادي مختلفة بين الطرفين كما قال كارسن.

وشكّل وضع شركة دلفي إنيرجي  Delphi Energy النفطيّة،  أفضل دليل على خطر تراكم الديون عندما تنهار الأسعار، إذ أنّ الشركة  طلبت الحماية القضائيّة بموجب قانون  التوافق مع دائني الشركات في نيسان أبريل الفائت.

فبعد أشهر من المحاولات التي بذلتها لإعادة الهيكلة الماليّة، لجأت إلى القانون المذكور عندما تراجعت نسبة الأرباح إلى الديون إلى ما دون المطلوب من قبل الدائنين المضمونين.

ولم تسفر المفاوضات التي أجرتها شركة دلفي مع الدائنين عن تعديلات على تعهّداتها الماليّة  و استمرارها في استخدام التسهيلات الإتمانيّة.

ومن المتوقّع أن تكون صناعة النفط مختلفة في كندا بعد جائحة كوفيد-19، وأن تمتصّ الشركات الكبرى الشركات الصغيرة كما قال غرانت فاغرهايم المدير التنفيذي لشركة وايت كاب النفطيّة الكنديّة.

(وكالة الصحافة الكنديّة/ راديو كندا الدولي)