وتظهر البقايا القديمة المدهشة للفيل، التي تم العثور عليها قرب بحيرة قديمة، أن هذا المخلوق الضخم قد تعرض للقتل ومن ثم الأكل على أيدي صيادي العصر الحجري، وفق ما ذكرت صحيفة "الصن" البريطانية، الخميس.

وكشفت حوالي 30 رقاقة صغيرة من الصوان وأدوات لشحذها إلى أن المكان كان مأدبة للصيادين الجائعين بعد قتل الفيل، الذي كان يطلق عليه اسم "الفيل الأوراسي" والذي انقرض منذ آلاف السنين.

وكان هذا النوع من الفيلة يتجول في جميع أنحاء أوروبا وغربي آسيا، خلال العصر البليستوسيني الأوسط والمتأخر، أي قبل 781 ألف إلى 30 ألف سنة من وقتنا الحاضر.

ويكاد الهيكل العظمي للفيل الذي تم العثور عليه في مدينة شونينغن الألمانية يكون سليما تماما، إذ أنه يمكن تمييز 3 أرجل وعظم الفك السفلي والأضلاع بسهولة.

وكشف علماء الآثار في السابق عن 3 هياكل عظمية تعود لقطط كبيرة ذات أسنان قوية، كما عثروا في المكان أيضا على رمح صيد عمره 300 ألف عام، مما يشير إلى اصطياد هذه الحيوانات من أجل الأكل.

وأكد العلماء أن الهيكل العظمي للفيل احتفظ بسلامته على مدار آلاف السنين، منذ العصر الحجري، بسبب الرواسب المشبعة بالماء التي كانت تغطيه طيلة هذه السنوات.

وكان "الفيل الأوراسي"، الذ تم العثور على عظامه، أضخم من الفيل الأفريقي المعروف هذه الأيام، إذ كان يزن 6.8 أطنان ويبلغ ارتفاعه 3 امتار.

ونقلت الصحيفة عن رئيس فريق التنقيب جوردي سيرانجيلي قوله: "ربما كان الصيادون في العصر الحجري يقومون بتقطيع اللحوم واستخراج الدهون من الذبيحة".

وأضاف: "نحن لا نسعى لاستبعاد حدوث عمليات صيد أفيال خطيرة للغاية، لكن الأدلة تجعلنا نشك في بعض الأحيان".

ويعتقد العلماء أن الأجداد البشرية التي أكلت من الذبيحة كانت على الأرجح إما "إنسان هايدلبيرغ" البدائي، الذي يرجح أنه الأصل المباشر لإنسان نياندرتال في أوروبا.

 

المصدر : ترجمات - أبوظبي