كوفيد-19: مقاطعات الشرق الكندي وجهود التصدّي للفيروس

تؤكّد السلطات الكنديّة الفدراليّة والسلطات المحليّة في المقاطعات يوما بعد يوم على أهميّة الالتزام بالإرشادات والقواعد التي تهدف للحدّ من احتواء انتشار فيروس كورونا المستجدّ.

ولا يمرّ يوم دون أن تدعو كلّها بصورة أساسيّة إلى احترام قواعد التباعد الاجتماعي والعزل المنزلي وغسل اليدين بعناية.

ويأتي ذلك في وقت ارتفع فيه عدد الإصابات في كندا وبلغ حتّى كتابة هذه السطور 15500 حالة و 307 حالة وفاة،  موزّعة بصورة متفاوتة بين المقاطعات والأقاليم، وتماثل 3100 شخص للشفاء.

مقاطعات الشرق الكندي الأربع وهي نيوبرنزويك و جزيرة برنس إدوارد ونوفا سكوشا و نيوفاوندلاند ولابرادور تعمل على مواجهة الفيروس الذي انتشر بصورة متفاوتة من مقاطعة إلى أخرى.

وقد خضعت نيوبرنزويك للعزل الذاتي عن المقاطعات الأطلسيّة الأخرى ، وأعلنت الحكومة عن إنتهاء العام الدراسي، وتسهيل مهمّة الأهل لتعليم أولادهم في المنزل ساعتين في اليوم على الأقلّ كما قالت الصحفيّة الكنديّة اللبنانيّة دلال التقي التي تحدّثت للقسم العربي في راديو كندا الدولي عن التطورات في المقاطعة التي تقيم فيها.

بلين هيغز رئيس حكومة نيوبرنزويك دعا أبناء المقاطعة للالتزام بإرشادات السلطات الصحيّة/Stephen MacGillivray/CP

 

ولم يستبعد بيلن هيغز  رئيس حكومة نيوبرنزويك احتمال استخدام المدارس لاستقبال المرضى إن دعت الحاجة لذلك،.

وقال بلين إنّ حكومته لا تخطّط لذلك في الوقت الراهن، وغرّد وزير التعليم المحلّي في نيوبرنزويك على موقع تويتر قائلا "إنّ الحكومة تعدّ المدارس لاستخدامات أخرى".

"بالطبع إن كانت المدارس فارغة واحتجنا إلى مبان لكلّ أنواع المراكز، قد نلجأ لاستخدامها": رئيس حكومة نيوبرنزويك بلين هيغز.

وأقفلت كافّة المؤسّسات التجاريّة أبوابها، وتستمرّ في العمل فقط  تلك المعتبرة أساسيّة لتلبية الاحتياجات الضروريّة من المواد الغذائيّة والأدوية.

وتتحدّث الصحفيّة الكنديّة اللبنانيّة عن موجة تضامن بين أبناء المجتمع في نيوبرنزويك لمواجهة تداعيات الفيروس، وعن مبادرات فرديّة للمساعدة، من بينها مبادرة لأبناء الجاليات العربيّة في المقاطعة، تمثّلت في توفير الأخبار والتقارير الصحفيّة حول فيروس كورونا المستجدّ مترجمة إلى اللغة العربيّة عبر صفحة على الإنترنت تمّ إنشاؤها لهذه الغاية.

وظهر شعار  قوس القزح الذي يحيي الأمل على نوافذ المنازل بكثرة في المقاطعة، كما هي الحال في مختلف المقاطعات.

مقاطعة نوفا سكوشا كثّفت اختبارات الكشف عن الفيروس كما قال روبرت سترانغ رئيس الخدمات الطبيّة في المقاطعة/Nova Scotia communications

 

مقاطعة نوفا سكوشا هي الأخرى شدّدت إجراءاتها للحدّ من انتشار الفيروس، وقرّرت تكثيف عدد اختبارات الكشف عن فيروس كورونا المستجدّ في المناطق التي ارتفع فيها عدد الإصابات حسب روبرت سترانغ رئيس الخدمات الطبيّة في المقاطعة.

كما أنشأت مركزا متنقّلا لاختبارات الكشف عن الفيروس يعمل فيه المسعفون الطبيّون  الذين يتنقّلون من منطقة إلى أخرى.

وأوضح سترانغ أنّ تكثيف الاختبارات يتيح إمكانيّة التحرّك بسرعة في حال ظهرت أعداد من الإصابات في واحدة من مناطق المقاطعة.

كما تقوم وحدتان طبيّتان بإجراء اختبارات تقييم في المنزل، إحداهما في منطقة هاليفاكس الكبرى، والأخرى في كيب بروتون الكبرى.

كما أنّ مختبر الميكروبيولوجيا التابع لمركز علوم الصحّة في هاليفاكس سيعمل 24 على 24 ساعة لمعالجة ألف فحص للكشف عن الفيروس في اليوم.

دنيس كينغ رئيس حكومة جزيرة برنس إدوارد أكّد أنّ اختبارات الكشف عن الفيروس محدودة ولكنّ المقاطعة تسعى لتكثيفها/Rick Gibbs/CBC/هيئة الإذاعة الكنديّة

 

في جزيرة برنس إدوارد ارتفع بصورة ملحوظة الإقبال على خدمة توصيل المواد الغذائيّة.

وما زالت المدارس مغلقة، ويتابع التلاميذ دروسهم من خلال برامج عبر الإنترنت.

و تجري المقاطعة عددا محدودا من اختبارات الكشف عن الفيروس، وتأمل في مضاعفة قدراتها حسب قول السلطات الصحيّة المحليّة.

ولن يتمّ إرسال الفحوص المخبريّة إلى المختبر الوطني في مدينة وينبيغ إلّا في حال كانت نتائج الكشف إيجابيّة.

وأكّدت د. هيذر موريسون طبيبة الصحّة في المقاطعة أنّ الأولويّة في اختبارات التقييم هي للعاملين في المستشفيات وفي مراكز الرعاية للمسنّين.

دوايت بول رئيس حكومة نيوفاوند لاند ولابرادور أعرب عن غضبه حيال قرار الرئيس ترامب حظر تصدير المعدّات الطبيّة الرئيسيّة إلى كندا/Government of Newfoudland and Labrador

 

أخيرا في نيوفاوندلاند ولابرادور في أقصى الشرق الكندي، أعرب دوايت بول رئيس حكومة المقاطعة عن غضبه إزاء قرار الرئيس الأميركي دونالد ترامب بوقف تصدير الكمامات نحو كندا.

"لا يمكنني أن أصدّق لثانية واحدة، في زمن الأزمة، أنّ الرئيس ترامب يفكّر في حظر الإمدادات الطبيّة لكندا": دوايت بول رئيس حكومة نيوفاوندلاند ولابرادور.

وأعاد إلى الذاكرة تضامن أبناء مقاطعته مع الولايات المتّحدة خلال هجمات الحادي عشر من أيلول سبتمبر في نيويورك، وكيف فتحوا أبوابهم لاستقبال الركّاب الاميركيّين الذين حطّت طائراتهم في مطار غاندر.

وأضاف بأنّ المقاطعة لا تتخلّى أبدا عن الإنسانيّة، ولن تتردّ للحظة في تكرار ما قامت به في هجمات 11 أيلول سبتمبر .

وبلغ عدد الإصابات في المقاطعات الأطلسيّة حتّى كتابة هذه السطور 262 حالة في نوفا سكوشا و 22 حالة في جزيرة برنس إدوارد و 101 حالة في نيوبرنزويك و 217 حالة في نيوفاوندلاند ولابرادور.

(راديو كندا الدولي/ سي بي سي/ راديو كندا)