الأمن الفرنسي يبحث عن دوافع لاجئ سوداني قتل شخصين وجرح سبعة الأمين العام للشرطة: كافة مكونات العمل الإرهابي متوافرة


On 04 April, 2020
Published By Karim Haddad
الأمن الفرنسي يبحث عن دوافع لاجئ سوداني قتل شخصين وجرح سبعة الأمين العام للشرطة: كافة مكونات العمل الإرهابي متوافرة

ضباط أمن يجمعون الأدلة الجنائية عقب وقوع حادث الطعن في رومان سور إيزير بجنوب شرقي فرنسا أمس (إ.ب.أ)

لم يكن أحد في فرنسا، التي تتزايد فيها أعداد ضحايا وباء فيروس كورونا، يتوقع حصول عملية قتل جماعية في مدينة وادعة تسمى رومان سور إيزير، تقع جنوب مدينة فالنس جنوب شرقي البلاد. وما يزيد الأمور غرابة أنها حصلت فيما حظر الخروج مفروض على كافة الأراضي الفرنسية، وقد مدد العمل به حتى منتصف الشهر الحالي. ورغم ذلك، فإن رجلاً يدعي أنه لاجئ سوداني، ويبلغ من العمر 33 عاماً، هاجم بسكين أشخاصاً داخل متاجر وفي الشارع الرئيسي للمدينة، فقتل اثنين، وجرح سبعة، بينهم أربعة في حال الخطر الشديد، وضحية تصارع الموت.
العملية التي حصلت حوالي الساعة الـ11 قبل ظهر أمس، لم تدم طويلاً، إذ إن الشرطة وصلت سريعاً إلى مكان الحادث، وألقت القبض على الجاني الذي لم يبد مقاومة تذكر، وفق ما أفاد به شهود.

وحتى عصر أمس، لم تتوافر معلومات إضافية عن الجاني، الذي لم يكن يحمل أوراقاً ثبوتية، فلا الشرطة أفصحت عن اسمه، وعن تاريخ وصوله إلى فرنسا، ولا علمت الدوافع التي جعلته يرتكب جريمة أعادت إلى الأذهان ظل العمليات الإرهابية، التي عرفتها فرنسا في السنوات الأخيرة، منها عمليات استخدم مرتكبوها السلاح الأبيض. ونقل عن شهود سماعهم الجاني يصرخ «الله أكبر». إلا أن مصادر الشرطة أو الادعاء العام لم تؤكد هذه المعلومة، التي في حال ثبتت صحتها، ستدفع باتجاه اعتبار ما حصل عملية إرهابية. إلا أنه حتى عصر أمس لم تكن النيابة العامة المتخصصة بشؤون الإرهاب قد تسلمت الملف الذي عهد التحقيق به إلى الشرطة الجنائية في مدينة ليون. ولا شك أنه سينقل إلى النيابة المتخصصة التي «تقيم الوضع»، في حال توافرت معلومات، أو حتى شبهات، تدفع إلى اعتباره عملاً إرهابياً. ويعتمد ذلك على التحقيق الجاري مع الجاني الموقوف، على ذمة التحقيق الخارجي، أي مع محيطه المباشر، والاتصالات التي كان يقيمها، إضافة إلى فحص هاتفه الخاص، وكل الوسائل التي يمكن أن توفر معلومات من شأنها مساعدة التحقيق، ومعرفة ما إذا كان على تواصل مع جهات داخل فرنسا أو خارجها. وأفادت معلومات بأن الجاني لم يكن معروفاً من قبل الأجهزة الأمنية. ونقل عن رئيس بلدية رومان سور إيزير، قوله، إنه «يجهل حتى الساعة دوافع» الجاني. إلا أن الأمين العام لنقابة الشرطة «أليانس» دافيد أوليفيه ريفردي، اعتبر في حديث للقناة الإخبارية «بي إف إم تي في»، أن «كافة مكونات العمل الإرهابي متوافرة».
وكان من الطبيعي أن تثير العملية ردود أفعال رسمية وسياسية. فقد غرد الرئيس إيمانويل ماكرون، مندداً ومؤكداً أنه «سوف يتم جلاء كافة جوانب هذا العمل الكريه الذي أغرق بلدنا في حالة من الحزن، وهو يعاني الكثير في الأسابيع الماضية». وبدوره، غرد وزير الداخلية كريستوف كاستانير، مستخدماً العبارات نفسها التي استخدمها الرئيس ماكرون، مضيفاً أن الشرطة العدلية في مدينة ليون «معبأة تحت إشراف القضاء من أجل كشف طبيعة وظروف حصول هذا العمل البغيض». إلا أن ردة فعل مارين لوبن، رئيسة حزب «التجمع الوطني» اليميني المتطرف، جاءت سياسية بالمقام الأول، إذ غردت قائلة إن «لاجئاً سودانياً طعن أشخاصاً مارين وقتل اثنين منهم، صارخاً (الله أكبر)، إنها (جريمة) فظيعة، ويتعين على قادتنا أن يحاسبوا أمام الفرنسيين بسبب سياسة الهجرة (التي يتبعونها)، التي هي بلا رقابة ومن غير حدود». ومن جانبه، كتب لوران فوكييه، رئيس المجلس الإقليمي لمنطقة أوفرني - رون - آلب، حيث تقع مدينة رومان سور إيزير، أن «البربرية والتوحش ذهبا إلى أقصى الحدود فيما نعاني من أزمة صحية»، في إشارة إلى فيروس كورونا.
وروى شهود، أمس، لقنوات التلفزيون الإخبارية، وللصحف المحلية، تفاصيل العمل الإجرامي. وبدأ سيناريو القتل بدخول الجاني إلى محل لبيع التبغ، حيث هاجم صاحبه بسكين فأصابه، كما أصاب زوجته، ومن هناك انتقل إلى ملحمة قريبة من المكان الأول، حيث سطا على سكين إضافية، وطعن زبوناً صادف وجوده في المكان، فقتله، وخرج منه راكضاً إلى الشارع العام، حيث استمر في مهاجمة المارة، لتكون المحصلة قتيلين وسبعة جرحى. وسريعاً ما وصل أفراد الشرطة، وألقوا القبض على الجاني.
تأتي هذه العملية لتعيد التصويب، حتى قبل جلاء كافة الظروف وتوافر كامل المعطيات، على الإرهاب «الإسلاموي»، فيما الهم الأول للفرنسيين هو الخروج سالمين من امتحان فيروس كورونا. ومنذ عام 2015 تعرضت فرنسا لمجموعة واسعة من الأعمال الإرهابية، أهمها ما حصل في عامي 2015 و2016. وفي العام الحالي حصلت في يناير (كانون الثاني) الماضي عملية مماثلة وضعت النيابة المتخصصة بشؤون الإرهاب اليد عليها. إلا أن أخطر ما عرفته في الأشهر الأخيرة كانت عملية مقر مديرية شرطة باريس، حيث قتل موظف أربعة من رفاقه بالسلاح الأبيض. ومنذ 2015 سقط في فرنسا 256 قتيلاً في عمليات إرهابية وعدة مئات من الجرحى.

 

 

المصدر: "باريس: ميشال أبو نجم _ «الشرق الأوسط»"


إقرأ أيضاً

ترمب: سيكون هناك الكثير من الموتى خلال الأسابيع المقبلة
كيف تحولت مواقف بعض الدول من ارتداء الكمامة؟