كوفيد 19: 862000 كندي لن يحصلوا على أيّة إعانة فدرالية والحكومة تعد بتصحيح الوضع

يفيد تقرير لـ"المركز الكندي للسياسات البديلة" (CCPA)، وهو مركز بحثي، أنّ نحواً من 862 ألف كندي باتوا بلا عمل، أي نحواً من ثلث العدد الإجمالي لمن هم في هذه الحالة، لن يحصلوا على أيّة إعانة مالية من الحكومة الفدرالية، وأنّ نحواً من 390 ألفاً آخرين ستلقون دعماً منها ولكن أقل من الـ500 دولار في الأسبوع التي تمنحها الحكومة بموجب المساعدة الكندية لحالات الطوارئ (PCU - CERB).

وهذه المساعدة المالية الأخيرة جديدة، تبلغ قيمتها 500 دولار في الأسبوع ولمدةٍ تصل إلى 16 أسبوعاً، وتندرج في إطار الخطة الفدرالية لمواجهة التحديات الاقتصادية والاجتماعية الناجمة عن جائحة "كوفيد 19" التي يتسبب بها فيروس كورونا المستجدّ.

ويقول كبير الخبراء الاقتصاديين في "المركز الكندي للسياسات البديلة" ديفيد ماكدونالد إنّ عدد العاطلين عن العمل في كندا ارتفع إلى 2,7 مليون شخص في نهاية آذار (مارس) الفائت، وإنّ 1,2 مليون شخص من بينهم كانوا بلا عمل قبل 15 آذار (مارس) ولا يستوفون بالتالي شروط الحصول على المساعدة الكندية لحالات الطوارئ.

عامل لحام في مصنع في مدينة شاوينيغان في مقاطعة كيبيك (أرشيف) / راديو كندا

ويلفت ماكدونالد إلى أنّه قد يتعيّن على المستفيدين من برامج الرفاه الاجتماعي وكانوا يعملون، ولكن فقدوا عملهم أو تراجعت مداخيلهم بسبب الأزمة الناجمة عن الجائحة، إعطاءُ حكومات المقاطعات والأقاليم المبالغ الفدرالية الذي سيحصلون

عليها بموجب المساعدة الجديدة لحالات الطوارئ، إلّا إذا اتخذت سلطات المقاطعات والأقاليم قراراً بإعفائهم من ذلك.

يُشار إلى أنّ برامج الرفاه الاجتماعي تُدار من قبل مقاطعات كندا العشر وأقاليمها الثلاثة ويستفيد منها المواطنون الذين لا مداخيل لهم أو من ذوي المداخيل المتدنية جداً.

كما أنّ هناك أشخاصاً يعملون لكنّ وظائفهم لا يسري عليها التأمين الخاص بالبطالة، فلا يساهمون في هذا البرنامج الفدرالي ولا يتلقون منه بالتالي إعانات بطالة إذا ما فقدوا وظائفهم.

من جهته يقول رئيس الحكومة الفدرالية جوستان ترودو إنه يدرك جيداً أنّ "العديد من الأشخاص المستضعفين" لن يتأهلوا لإعانات البطالة ولا للمساعدة الجديدة لحالات الطوارئ، ويقرّ بأنّه لا يزال هناك المزيد من العمل الذي يجب القيام به لضمان حصول جميع الكنديين الذين هم في حالة عوز على المساعدة.

"سنواصل العمل بشكل خاص من أجل مساعدة الأشخاص الأكثر ضعفاً المحتاجين للدعم خلال هذه الفترة الصعبة كي يتمكنوا من حماية أنفسهم ولحماية المجتمعات المحلية"، يؤكّد رئيس الحكومة الليبرالية.

رئيس الحكومة الكندية جوستان ترودو متحدثاً من أمام منزله في أوتاوا في واحدةٍ من إحاطاته الإعلامية اليومية (Justin Tang / CP)

ومن جهته يقرّ رئيس مجلس الخزينة في الحكومة الفدرالية جان إيف دوكلو بأنّ البرامج التي أعلنت عنها الحكومة مؤخراً لمواجهة الأزمة الراهنة "غيرُ كاملة" وإن كانت شديدة الأهمية و"ذات دلالة كبيرة".

ويرى دوكلو بالتالي أنه ينبغي إعطاء تفاصيل أكثر دقةً حول البرامج المعلَن عنها، مضيفاً أنّ الحكومة ستعلن قريباً عن مبادراتٍ جديدة "ليتمكن الجميع من اجتياز هذه الأزمة".

يُشار إلى أنّ خطة طوارئ التي وضعتها الحكومة الفدرالية لمواجهة الأزمة الاقتصادية والاجتماعية الحالية تتجاوز قيمتها 200 مليار دولار.

(وكالة الصحافة الكندية / راديو كندا الدولي)