كندا: جولة في تطوّرات الكوفيد-19 وجهود الحكومة لاحتوائه

أعلن رئيس الحكومة الكنديّة جوستان ترودو عن المزيد من الإجراءات لدعم أوساط الأعمال في مواجهة تداعيات فيروس كورونا المستجدّ.

وأعلن ترودو في مؤتمره الصحفي اليومي الذي يقدّمه من أمام مقرّه في العاصمة الفدراليّة أوتاوا  منذ انتشار وباء فيروس كورونا، عن مساعدة بنسبة 75 بالمئة لأجور العاملين في الشركات الصغيرة والمتوسّطة الحجم، فضلا عن قروض  مضمونة دون فوائد.

وتندرج المساعدة في إطار خطّة الطوارئ الفدراليّة التي تتضمّن 107 مليارات دولار لمساعدة الكنديّين في التصدّي لوباء الكوفيد-19.

ووصف رئيس الحكومة هذه الشركات بأنّها العمود الفقري للإقتصاد، مشيرا إلى أنّ الإجراءات الجديدة تهدف لمساعدتها على تجنّب تسريح الموظّفين أو الإغلاق بسبب حالة عدم الاستقرار التي أدّى إليها فيروس كورونا المستجدّ.

وتقدّم الحكومة الدعم للأجور مع مفعول رجعي حتّى منتصف آذار مارس الجاري، وهي بصدد بلورة تفاصيل خطّة الدعم والمعايير المطلوبة للتأهّل للحصول عليها.

وتتضمّن الخطّة 40 مليار دولار على شكل  قروض مضمونة دون فائدة على مدى سنة للشركات الصغيرة في وقت تسجّل فيه العديد من الشركات خسائر ماليّة بسبب الوباء.

"تساعد الإجراءات التي نتّخذها في حماية الكنديّين واقتصادنا من تداعيات وباء الكوفيد-19 التي تذكّرنا بأنّ الظروف الاستثنائيّة تتطلّب إجراءات استثنائيّة": رئيس الحكومة جوستان ترودو.

دزتيريزا تام مديرة وكالة الصحّة العامّة دعت الكنديّين إلى الالتزام بتوصيات السلطات الصحيّة حرصا على سلامتهم/Blair Gable/Reuters

 

وجاء إعلان رئيس الحكومة في وقت دعت د. تيريزا تام مديرة وكالة الصحّة العامّة الكنديّين من كلّ الأعمار إلى أخّذ الفيروس على محمل الجدّ .

وغرّدت تام على موقع تويتر قائلة إنّ 6،1 بالمئة من الإصابات بالكوفيد-19 تطلّبت دخول المصابين المستشفى، وتطلّب 2،6 بالمئة  منها دخول المصابين العناية الفائقة، وتسبّب واحد بالمئة من الحالات في وفاة المصاب.

وأضافت بأنّ المسنّين ليسوا وحدهم في خطر وأنّ الشباب غير محصّنين ضدّ الفيروس.

وأفادت السلطات الصحيّة عن 4050 حالة غير مؤكّدة في كندا و39 حالة وفاة حتّى كتابة هذه السطور.

وتتشدّد السلطات في كافّة أنحاء كندا في تطبيق إجراءاتها لمنع انتشار الفيروس.

وقد فرضت حكومة بريتيش كولومبيا في الغرب الكندي المطلّ على الهادي غرامة تصل إلى 25 ألف دولار في حدّها الأقصى لمن يخالف أوامر السلطات الصحيّة المتعلّقة بالكوفيد-19.

وتستعدّ المقاطعة لأسوأ السيناريوهات حسب وزير المال المحلّي أدريان ديكس، وتعتزم وكالة النقل في منطقة فانكوفر الكبرى خفض عدد الركاب في حافلات النقل العام اعتبارا من الأسبوع المقبل.

كما وضعت المقاطعة خطّة لتأمين سلامة الأدوية للمدمنين على المخدّرات لتجنّب المخدّرات غير القانونيّة التي أصبحت سامّة بصورة متزايدة.

د. جنيفر راسل رئيسة الخدمات الطبيّة في نيوبرنزويك دعت أبناء المقاطعة إلى ملازمة المنزل قدر المستطاع/CBC/هيئة الإذاعة الكنديّة

و نواصل جولتنا على المقاطعات الكنديّة لنشير إلى أنّ حكومة ألبرتا قرّرت تحرير المزيد من أسرّة المستشفيات لمواجهة ارتفاع محتمل في عدد الإصابات.

وتعكف السلطات الصحيّة في المقاطعة منذ أسابيع على خطّة لتعزيز قدرات المستشفيات على توفير مساحات إضافيّة تحسّبا لكلّ الاحتمالات.

وأعلنت حكومة سسكتشوان أنّ ثلاثة مصابين تعافوا في المقاطعة، من بين 95 مصابا جرى إحصاؤهم فيها حتّى كتابة هذه السطور.

ويمكن تأكيد شفاء المصاب بالكوفيد-19 كما أوضحت السلطات الصحيّة في المقاطعة عندما تأتي نتائج الفحص الثاني  للكشف عن المرض سلبيّة.

وفي مانيتوبا، وسّعت الحكومة نطاق اختبارات الكشف عن المرض في أوساط العاملين في القطاع الصحّي و في مراكز الرعاية الصحيّة الطويلة الأمد وفي أوساط السكّان الأصليّين الذين يشعرون بأعراض تنفسيّة.

بالانتقال إلى أونتاريو، ، توقّع د. أندرو موريس أخصّائي الأمراض المعدية أن يرتفع عدد الإصابات بالكوفيد- 19 في كبرى المقاطعات الكنديّة من حيث عدد السكّان والحجم الاقتصادي.

شركة إير نورث الجويّة أعلنت تسريح نصف موظّفيها بصورة مؤقّتة في إقليم يوكن ومدينة فانكوفر /Air North

 

ومن غير الواضح متى يبدأ العدد بالارتفاع كما قال، ولكنّه سيستمرّ في الارتفاع على مدى أسابيع لا بل أشهر كما قال.

وأعلنت الحكومة المحليّة برئاسة دوغ فورد أنّها سترسل إنذارات إلى السكّان عبر الهواتف الخليويّة لإطلاعهم على كلّ التطورات المتعلّقة بفيروس كورونا المستجدّ في المقاطعة.

ودعا فرانسوا لوغو رئيس حكومة كيبيك أبناء المقاطعة للتطوّع والمساعدة على مواجهة فيروس كورونا المستجدّ.

ودعا من هم دون السبعين من العمر وبصحّة جيّدة للتطوّع في وقت ارتفع عدد الإصابات في المقاطعة إلى 2021 حالة حتّى كتابة هذه السطور، ليصبح أكبر عدد من الإصابات من بين المقاطعات الكنديّة كلّها.

وفي جزيرة برنس إدوارد، المقاطعة الصغيرة الواقعة في الشرق الكندي المطلّ على الأطلسي، قرّرت الحكومة تمديد إغلاق المدارس ودور الحضانة حتّى الحادي عشر من أيّار مايو المقبل و إغلاق الخدمات غير الاساسيّة حتّى إشعار آخر.

ودعت السلطات الصحيّة في نيوبرنزيك أبناء المقاطعة للبقاء في المنزل قدر الإمكان ووسّعت نطاق فحص الكشف عن الكوفيد-19 إلى العاملين في قطاع الصحّة جميعا بمن فيهم الذين لم يعودوا مؤخّرا من السفر.

وتوقّع رئيس حكومة نيوفاوندلاند ولابرادور أن تستمرّ حالة الطوارئ الصحيّة أشهرا عديدة.

وفي إقليم يوكن في الشمال الكندي الكبير، توقّعت شركة الخطوط الجويّة "إير نورث" تسريح 50 بالمئة من موظّفيها البالغ عددهم 400 موظّف في الإقليم وفي مدينة فانكوفر بصورة مؤقّتة بسبب الكوفيد-19.

هيئة الإذاعة الكنديّة كشفت عن حالتي إصابة في مقرّها في مونتريال/Simon Marc Charron/Radio-Canada

 

نشير أخيرا إلى ما أعلنته هيئة الإذاعة الكنديّة عن حالتي إصابة بالفيروس بين موظّفيها في مدينة مونتريال.

 وأشارت لوسي جوليان المديرة العامّة للإعلام للخدمات باللغة الفرنسيّة ، في رسالة موجّهة إلى وسائل الإعلام، أنّ الإذاعة  اتّخذت كافّة الإجراءات لضمان سلامة العاملين لديها، ودخل الموظّفان اللذان لم يتمّ الكشف عن هويّتهما وكلّ الذين اختلطوا بهما في العزل المنزلي.

وتواجد الموظّفان آخر مرّة في مقرّ الإذاعة في الثامن عشر من آذار مارس الفائت.

(راديو كندا الدولي/ سي بي سي/ راديو كندا)