"تعاون روسي – تركي واضح في شمال سوريا" نادر: لا بد من موافقة الطرفين في أي اتفاق

 يبدو واضحاً دخول روسيا على خط المعالجة بين الجانبين التركي والسوري، منعاً لانفجار الوضع في ادلب وابقاء ما يجري تحت السيطرة في ظلّ التصعيد الميداني في الشمال السوري. وكان وزير الخارجية التركي مولود جاويش أوغلو أعلن أن وفدًا روسيًا سيزور تركيا السبت الفائت لمناقشة ملف إدلب، غير أنه تبين أن الطرفين لم يتوصلا إلى تفاهمات جديدة لوقف إطلاق النار، وتقرر عقد مباحثات أخرى خلال الأسابيع المقبلة.

وكانت قوات النظام السوري قصفت أمس موقعا عسكريا تركيا في مطار تفتناز العسكري ومحيطه، ما أدى إلى مقتل 5 جنود أتراك وجرح 5 آخرين، حسب ما أكدت وزارة الدفاع التركية. أما المرصد السوري لحقوق الإنسان فكشف عن "مقتل 6 جنود أتراك وإصابة 7 بجروح متفاوتة"، مؤكداً مقتل أربعة من الفصائل الموالية لتركيا.

بعد هجوم النظام، ردت القوات التركية وفق مسؤولين أتراك، وأكدت وزارة الدفاع أنه تم "استهداف 115 موقعاً للنظام السوري.. وتحييد أكثر من 100 من قواته"، ولفتت إلى أن "القوات التركية دمرت ثلاث دبابات ومدفعين لقوات الأسد، وأصيبت طائرة مروحية للنظام جراء القصف الذي نفذته". من جهته، نفى المرصد السوري أن تكون الضربات التركية أدت إلى مقتل 100 من قوات الأسد.

مدير مركز المشرق للشؤون الاستراتيجية الدكتور سامي نادر رأى عبر "المركزية" أن "روسيا والنظام يحاولان من دون شك تحرير طريق "إم. 5" التي تصل مدينة حلب بالعاصمة دمشق، وتعبر مدناً رئيسية عدة من حماة وحمص وصولاً إلى الحدود الجنوبية مع الأردن باعتبارها شريانا استراتيجيا أساسيا. وإذا تم ذلك، فلا بد من توافق تركي - روسي على الأقل لحماية هذه العملية أو ما بعدها. واللافت أيضاً ما يحصل في شرق الفرات والمنطقة القريبة من المنطقة الأمنية التركية حيث نلاحظ حركة من حولها حالياً".

واعتبر أن "التفاوض في الكواليس ممكن، لكن الواضح وجود تعاون روسي – تركي في سوريا وسنراه أكثر بعد في ليبيا خلال الفترة المقبلة". واشار إلى "أن الحضور الإيراني أضعف في اجتماعات سوتشي أو استانة الجديدة، بالتالي أي اتفاق مستدام في إدلب لا بد أن يحصل بموافقة الطرفين كي يصمد، لكن الأمور خاضعة لموازين القوى على الأرض ولعملية تفاوض".

وفي ظلّ المعلومات عن عزم النظام على وضع شمال سوريا والمناطق الحدودية مع تركيا تحت سيطرته المباشرة، على أن ينقل الاتراك المتطرفين والمسلحين من ادلب الى داخل تركيا او الى ليبيا، يعلق نادر قائلاً أن "هدف تحرير كامل إدلب ليس بسهل، ولا اعتقد أن للنظام القدرات العسكرية لتحقيقه، إضافةً إلى عدم وجود الضوء الأخضر الدولي لأن سيطرة النظام على الشمال تعني عزل المعارضة كلياً عن طاولة المفاوضات".

المصدر: "وكالة الأنباء المركزية"