https://www.traditionrolex.com/8


ابو كسم من المجلس الشيعي: لترسيخ مفهوم التضحية بين جميع اللبنانيين ونأمل خيرا بأن ينجح المسؤولون في وضع الخطة الإقتصادية للخروج من الازمة


On 03 September, 2019
ابو كسم من المجلس الشيعي: لترسيخ مفهوم التضحية بين جميع اللبنانيين ونأمل خيرا بأن ينجح المسؤولون في وضع الخطة الإقتصادية للخروج من الازمة

أحيا المجلس الإسلامي الشيعي الأعلى الليلة الثالثة من محرم في قاعة الوحدة الوطنية في مقر المجلس، برعاية رئيس المجلس الشيخ عبد الأمير قبلان وحضوره، وفي حضور حشد من علماء الدين وشخصيات سياسية وقضائية وعسكرية وتربوية وثقافية واجتماعية ومواطنين غصت بهم قاعات وباحات المجلس ليفترشوا الطرق المجاورة للمجلس. عرف بالمناسبة الشيخ علي الغول وتلا المقرئ أنور مهدي آيات من الذكر الحكيم. أبو كسم والقى ممثل البطريرك الماروني الكاردينال مار بشارة بطرس الراعي مدير المركز الكاثوليكي للإعلام الخوري عبده أبو كسم كلمة، قال فيها: "شرفني صاحب الغبطة والنيافة البطريرك الكاردينال مار بشارة بطرس الراعي الكلي الطوبى، وكلفني أن أشارك معكم باسمه في هذه الليلة العاشورائية، وأن أنقل إليكم تحياته ودعاءه لكم في هذه الذكرى، لنستذكر واقعة الغدر بأبي عبد الله، يوم قرر مناصرة الخير على الشر، فهذه الذكرى الحزينة تمتد في التاريخ لتصل إلى الصراع الكوني بين الحق والباطل والخير والشر وبين العدل والظلم. أجل إن هذه المسلمات الكونية تحكم مصير الإنسان، فإما أن يتغلب على الشر ويخلص، ويخلص من معه، وإما ان يغرق في رمال الخطيئة والجهل ويهلك نفسه وأمته". اضاف: "كم يجدر بنا في هذه الذكرى التي تحيونها بكل ما في القلوب من عاطفة، وبكل ما في العقول من سعي إلى كنه الحقائق السميا للوجود، أن نتطلع معكم إلى إشراقة وجه الحسين بن علي، رضي الله عنهما، وهو الذي بلغ في شهادته وفي استشهاده قمة من أرفع قمم التاريخ البشري، نبلا وشجاعة ومحبة وفداء. إنه في الحقيقة أكثر من رجل، بل هو أمة في رجل وهو راية مرفوعة للحق المطلق في وجه الزيف والمساومات ونسبيات المواقف ومحدودياتها. إنه المؤمن بربه إيمانا وثيقا والملتزم بإسلامه خادما له بالأمانة التي ما بعدها أمانة، وقد رأى في ما يجري حوله من تحولات وتبدلات خطرا داهما على الإسلام في صفائه لا بل خروجا عليه بانتهاك قاعدة المساواة بين المؤمنين وهم سواسية، وبالتباس في تصور قيادة الأمة ووضعها في الموضع السليم. فرفض الأمر الواقع الذي كان من شأنه أن يؤدي إلى الوقيعة وانتفض للحق ولسلامة القصد بفعل ثورة بيضاء لونت بالأحمر على غير يد منه، بل كان ذلك إكراها له وغصبا. كان مع صحبه قلة وكانوا في وجهه كثرة، فلم يأبه بموازين القوى بل اعتنق الحق ولو عاريا من أي سند. وجبه الظلم والظلامة ومشى إلى استشهاده مشية الأصفياء، إيمانا منه بأن الحق لا بد منتصر، وبأن جولته إلى قيام الساعة وبأن الباطل سيزهق لأن "الباطل كان زهوقا". وتابع : " نحن معشر المسيحيين نتطلع بالقلب والعين إلى استشهاد الحسين ونرى فيه ملامح تشير إلى موت المسيح على يد الصالبين ومن وراءهم. وقد خافوا من قدسيته وقرروا حذفه من الوجود. كان السيد المسيح قد نشر تعاليم المحبة والأخوة والسلام. وهم واجهوه بالحقد والظلم الأعمى. فما تراجع عن رسالته بتغيير وجه الأرض عبر الأخوة الشاملة، بل قبل الموت حبا بالإنسانية كلها ومن أجل أن تقوم بقوة قيامته إلى حياة أفضل وإلى عهد لها جديد". وقال: "إن ثورة الحسين هي ثورة جامعة بمعنى أنها ضمت من النصارى والعجم والشيوخ والنساء والأطفال ما يمثل شرائح المجتمع العربي. من ينسى تلك الليلة الحزينة التي هب فيها وهب المسيحي وعروسه، وجون الخادم الأمين، لنصرة الحسين وبني قومه؟ هبوا بدافع من الحب والمودة والتضحية والجيرة. فيا أيها الناظرون اليوم إلى وجه الحسين وإلى النور الذي يلفه والبهاء، إن هذا الكبير في التاريخ لم يعد ملك جماعة مهما عظم شأنها. بل هو ملك جميع المسلمين كما هو ملك الإنسانية بأسرها. وهو يذكر بني أمته في الأرض أنه لم يقصد في حياته ولا في مماته سوى وحدة الإسلام ومؤمنيه. وإذا كانت هذه الوحدة مطلبه ومقصده كما هي الحال، فهو يوصي جميع المسلمين باستعادتها وبأن تبقى صامدة إلى يوم القيامة. فهل تطلع اليوم دعوة صادقة ومن دعاة صادقين إلى هذه الوحدة فيتوقف هدر الدماء بين الأخوة ويتوفر للإسلام حقه ليسهم في إنقاذ الحضارة البشرية من الضياع؟ لقد صار الحسين بذاته قوة دفع في هذا المنحى، متخطيا عصره وظروف استشهاده، ليلهم الناس في كل عصر وفي كل ظرف إلى المواقف الإنقاذية الكبرى". ورأى "ان عاشوراء أصبحت عنوانا عالميا، فهي تخطت حدث الواقعة، لتصبح عنوانا للأمانة والمطالبة برفع الظلم عن كل مقهور ومظلوم في كل أصقاع الارض، فهي لم تعد تخص طائفة أو جماعة، إنما أصبحت ملازمة لكل مجتمع يؤمن بالعدالة والحق ويناضل من أجلهما. ولا يغيب عن بال أحد أن عاشوراء ذكرى حزينة يستذكر فيها أتباع الحسين الدماء التي سالت في سبيل الأمة، أمة محمد لكي لا تنحرف عن مسارها، فالحسين جاهد في سبيل الحق، والحق هو من الله، وبالتالي فقد جاهد في سبيل الله، ومن هنا، تكتسب عاشوراء أهميتها لتتخطى الحزن والندب والبكاء، لتصل إلى الهدف الأسمى، ألا وهو الجهاد في سبيل الحق ونشر العدالة ومحاربة كل أشكال الظلم والعنف والقهر التي لازمت الإنسان منذ واقعة قايين وهابيل حتى يومنا هذا". وقال: "أما اليوم، فلو كان الإمام الحسين في عصرنا، وفي مجتمعنا لقاد أكبر ثورة على الفساد والفاسدين والمفسدين، على تجار الزعامة، والطبقات السياسية، الذين يقهرون الناس، ويذلونهم في لقمة عيشهم، ويتناوبون على إقتسام المغانم في الصفقات المشبوهة ويظنون أنهم بأفعالهم هذه يطوعونهم، نقول لهم لا وألف لا. لو كان الإمام الحسين هنا، لقاد ثورة على الهدر في المال العام وعلى تخصيص المكرمات للمحسوبين والمحظوظين والمقربين من الدولة ورجالها، حيث يحق لهؤلاء ما لا يسمح به القانون والأعراف. لو كان الإمام هنا لوقف إلى جانب الفقراء والمهمشين والمعوزين والمتروكين لغدرات الزمن، إلى جانب المرضى المتسكعين على أبواب المستشفيات وليس عندهم من يدفع عنهم فاتورة الأستشفاء". اضاف: "أما اليوم، على الصعيد الداخلي فلا يسعنا إلا أن نؤكد ضرورة ترسيخ مفهوم التضحية، بين جميع اللبنانيين على اختلاف إنتماءاتهم السياسية والمذهبية والدينية وأن يقدموا مزيدا من المرونة والتواضع، فالخطر داهم، فلا نضيع الوقت بتقاسم الحصص لا بل علينا أن نربح الحصة الكبيرة، ألا وهي وحدة لبنان وخلاص شعبه، إذ إن مسؤولية الحفاظ على الوطن، هي مسؤولية مشتركة بين كل الأطراف ولو اختلفوا بالسياسة إذ ان وحدة الشعب هي الضمانة الوحيدة لبقائه". وختم ابو كسم : "إن ثورة الحسين كانت نموذجا في التجرد عن المصالح الضيقة والمصالح الشخصية وتخطتها إلى تعزيز المصلحة العامة وتغليبها على كل المصالح، وفي هذا المجال، نأمل خيرا بأن ينجح المسؤولون في وضع الخطة الإقتصادية التي من شأنها أن تخرج لبنان من أزمته الراهنة، ولنعمل معا من أجل بناء مستقبل زاهر لأبنائنا في وطن الرسالة - لبنان. عظم الله أجركم بمصاب أبي عبدالله الحسين، ساعين دائما إلى تمتين الشراكة والمحبة بين كل اللبنانيين". وفي الختام تلا السيد نصرات قشاقش السيرة الحسينية، وموسى الغول زيارة الامام الحسين. ============= ن.م/ الوكالة الوطنية للاعلام






إقرأ أيضاً

ماهر حمود من المصيلح: لنتوحد في الموقف ضد اسرائيل ومع المقاومة وفي مواجهة المشككين بدورها
احياء الليلة الثالثة من عاشوراء في دارة بري في المصيلح

https://www.traditionrolex.com/8