https://www.traditionrolex.com/8


بيروت، ما أغنى هذه الكلمة، وما أحبّها!


On 05 June, 2019
بيروت، ما أغنى هذه الكلمة، وما أحبّها!

سلام من بيروت!

سلام يشع من سمائها، سلام يفعم في زواياها، مع كل شبر تمشيه وكل دور عبادة تلاقيه، ليهديك ويحيي فيك ذلك الحب للذي وزّع كل الحب ودعا إلى الحب، علّ السلام يعم النفوس، مهما كانت الظروف.

بيروت، ما أغنى هذه الكلمة، ما أوسعها، وما أحبّها!

كلمة تسافر بنا إلى الوراء مسافة تتعدى الخمسة آلاف سنة وتعود بنا إلى الحاضر لترسينا وسط كل ما جمعت من حضارات وثقافات على مدى المسافات تلك. فموقعها الجغرافي المميز يجعلها مركزاً تجارياً وثقافياً متعدد الوجوه متأثراً بكل من طمع في هذه الارض وترك وراءه بصمته من دون أن تطغى على بصمة الفينيقيين الأصلية وهوية اللبنانيين الصامدين.ولهذا، فالمشي في الكثير من شوارع بيروت وبالأخص وسط المدينة تغني النظر والفكر بالإرث المتناقل للحضارات الذي يناضل للبقاء شاهد على تاريخ مضى، وسط مدّ المباني الحديثة والأسواق المستحدثة.

ومع عيد الفطر المبارك ارتأيت أن أعيّدكم باطيب التمنيات من بيروتنا وأنقل لكم بعض أوجهها عساها تشجعكم على قصدها أيام العطلة والتعرف إلى بعض برامجها خلال هذا الأسبوع.

ومن وحي المناسبة، سأبدأ جولتنا بإحدى أضخم مساجد لبنان ومن أجملها تصميماً، داخلياً وخارجياً، والذي يعتبر معلماً سياحياً مهماً، مسجد محمد الأمين في ساحة الشهداء. وكنت قد زرته نهار الجمعة الفائت مساء، وشاءت الصدف أنني التقيت بالقائمة على إدارة مصلى النساء فيه الحاجة منى التي رافقتني وأخبرتني أنها ليلة القدر والمتوقع أن يعج الجامع بالمصلين إلى حين صلاة الفجر، بعد توزيع السحور على الجموع.

 

يتسع المسجد لأكثر من خمسة الاف شخص وتعلو الزخارف جدرانه وتعكس عدداً من الآيات القرانية ومزيّن بالكريستال.

ومنه إلى ساحة الشهداء ومركز مبنى جريدة "النهار" وخليج زيتونة، نقطة تجمع اليخوت في بيروت ومركز نادي اليخوت وممشى الرياضيين والسياح وملقى الأصدقاء في مقاهيها ومطاعمها الموزعة على طول المرسى والتي ترضي كل الأذواق.

ومع إطلاق الحافلات السياحية ذات الطبقتين في شهر أيار، أصبح من الأسهل للسياح التنقل بين نحو الخمس عشرة محطة سياحية في بيروت على مدى 90 دقيقة والاستماع إلى التعليقلت المسجلة بست لغات. والجدير بالذكر أن التذكرة تشمل أيضاً جولة سير على الأقدام برفقة مرشد في وسط المدينة والدخول المجاني إلى المتحف الوطني (43 دولارًا أميركيًا لمدة 24 ساعة أو 50 دولارًا أميركيًا لـ 48 ساعة).

وبجولة في شوارع وسط بيروت وأسواقها وصولاً إلى ساحة النجمة المخصصة للمشاة فقط، تقابلك محال من كبرى الماركات العالمية وبشتى الأسعار بالإضافة إلى المقاهي والمطاعم والفنادق، ناهيك بجمال التصميم المعماري وتوزيع الاشجار التي تضفي رونقاً مميزاً وبالأخص في فصل الربيع.

 

ومن هنا ولمسافة قصيرة بالسيارة يمكنك الوصول إلى الأشرفية وشارع الجميزة أو شارع بدارو التي تعجّ بالمطاعم والـ pubs لليال ساهرة متنوعة أو الى شارع الحمراء الذي ينبض بالحياة نهاراً وليلاً.

كما أن المرور بشارع الصيفي القريب أيضاً ينقلك إلى زمن آخر ويخيل لك أنك انتقلت لبرهة إلى شارع في أوروبا.

بيروت، لا يمكن أن نحصر النشاطات المتاحة فيها، ليلا نهاراً، وبالاخص مع الامن المستتب في كل ارجائها. فالمتاحف لا تحصى وتغطي جميع الجوانب كمتحف العملة في مصرف لبنان والمتحف الوطني والمتحف الأثري للجامعة الأميركية في بيروت ومتحف العلوم للأولاد في وسط المدينة ومتحف سرسق في الأشرفية وغيرها، كما أنها تتضمن حرش بيروت وحديقة الصنائع العامة لمن يرغب في الهروب إلى حضن الطبيعة وسط صخب المدينة.

وأذكر هنا بعض النشاطات منها مهرجان الربيع (Garden show and Spring festival) الذي ينطلق اليوم ولغاية الثامن من الشهر وللسنة السادسة عشرة على التوالي في ميدان سباق الخيل. أما للراغبين في الافلام القصيرة في الهواء الطلق، فلهم التوجه إلى درج القديس نقولا في الجميزة لمشاهدة تحت النجوم بين 7-9 حزيران بدأ من الساعة الثامنة.

وأي مكان أجمل لتوديع النهار في بيروت من مطاعمها الموزعة على سطوحها أو التنزّه على الكورنيش والروشة أو الزيتونة.

مهما قيل عن بيروت لا نفيها حقها جمالاً، ونبقى فخورين بهذه المدينة العريقة في وسط لبناننا الفائق الجمال، علنا نستحقه ونعرف كيفية الحفاظ عليه وعلى بيئته.

المصدر : النهار






إقرأ أيضاً

رغم ارتفاع كلفتها... فرصة لزيارة البندقية بأقلّ الأسعار
طبيعة خلابة... مزايا رائعة وراء فوز دهب المصرية بأفضل شواطئ الشرق الأوسط

https://www.traditionrolex.com/8