مناورات "النجم الساطع 2025" بين أميركا ومصر: ماذا تخفي من دلالات سياسية؟
المناورات التي ستُجرى على أرض مصر تضم 43 دولة، منها 13 بصفة مشاركة و30 بصفة مراقب، ويشارك فيها 7500 جندي من الدول المختلفة.
ينطلق التدريب المصري-الأميركي المشترك (النجم الساطع) للعام 2025 خلال الفترة من 28 آب/أغسطس الجاري وحتى 10 أيلول/سبتمبر المقبل. وتأتي النسخة التاسعة عشرة من هذه المناورات العسكرية في ظل ما يعتبره مراقبون توتراً سياسياً جلياً بين واشنطن والقاهرة، بسبب اختلاف الرؤى في عدد من الملفات الإقليمية الساخنة، على رأسها ملف قطاع غزة وخطط تهجير سكانه.
وبحسب المتحدث الرسمي باسم القوات المسلحة المصرية، فإن المناورات التي ستُجرى على أرض مصر تضم 43 دولة، منها 13 بصفة مشاركة و30 بصفة مراقب، ويشارك فيها 7500 جندي من الدول المختلفة.
وتُعد هذه التدريبات العسكرية الأضخم من نوعها في منطقة الشرق الأوسط، وتنظمها الولايات المتحدة ومصر دورياً منذ عام 1980. ويرى كثير من المحللين أنها مؤشر على مدى متانة العلاقات بين البلدين.
المشهد يبدو متناقضاً وغير واضح بالنسبة إلى كثيرين، فمن جانب ثمة توتر علني بين القاهرة وواشنطن، ومن جهة أخرى تنظم الدولتان مناورات عسكرية تعكس متانة العلاقات واستقرارها.
تقدير متبادل
يرى الدكتور مختار غباشي، نائب رئيس المركز العربي للدراسات السياسية والاستراتيجية، أن النظرة المتبادلة بين واشنطن والقاهرة تفسّر هذا التناقض.
ويقول غباشي لـ"النهار": "الولايات المتحدة تنظر إلى مصر كدولة مهمة في محيطها الإقليمي المضطرب والملتهب، وتنظر القاهرة إلى واشنطن على أنها القوة الأعظم في العالم، ويجب أن تحتفظ بعلاقات قوية معها".
ويضيف: "هذا التقدير المتبادل يفسّر ما نراه من تنظيم المناورات بعد فترة من تعطيلها، وعودة المساعدات الأميركية لمصر عقب منع جزء منها... وهكذا".
ويشير غباشي إلى أن "التقارب يحدث رغم تباين مواقف الدولتين في الكثير من الملفات، مثل القضية الفلسطينية، والوضع في سوريا، والسودان، والعلاقات مع القوى الإقليمية، وما تريده الولايات المتحدة من مصر، وما ترغب فيه مصر من الولايات المتحدة".
ويوضح: "هناك ملفات عدة، لكن تبقى نظرة كل طرف للآخر هي الحاكم الأساسي للعلاقات بين الدولتين، وأظن أن مواقف الطرفين من القضية الفلسطينية أكبر دليل واضح على ذلك".
النظام العالمي
من جانبه، يرى الدكتور وليد قزيحة، أستاذ العلوم السياسية بالجامعة الأميركية في القاهرة، أن مصر "تنفذ هذه المناورات مع الولايات المتحدة رغم رفضها لغطرستها، ربما للحفاظ على علاقات طيبة مع واشنطن، فهي تدرك أن النظام العالمي تغيّر، وليس ثمة خيارات كثيرة أمامها".
ويقول قزيحة لـ"النهار": "هناك شيء ما يحدث في النظام العالمي، إنه يختلف عن النظام الذي عهدناه. المعايير التي كنا نستخدمها في فهم وتحليل المتغيرات الدولية باتت شبه غائبة".
ويضيف: "في النظام العالمي الحالي، أميركا قوة منفردة. إدارة الرئيس الأميركي دونالد ترامب تتصرف بحريّة تامة، فهي تعاقب المحكمة الجنائية الدولية على قراراتها ضد إسرائيل، ويذهب قادة دول كبرى إلى واشنطن وينصاعون لترامب أو يسايرونه، وأمين حلف شمال الأطلسي (الناتو) يجلس أمامه كالتلميذ الخائب".
علاقات عميقة
ورغم الاختلاف في الرؤى وفترات الشد والجذب بين مصر والولايات المتحدة، يؤكد الجانبان رسمياً أن علاقاتهما استراتيجية ومستقرة منذ عقود.
ويقول مصدر ديبلوماسي أميركي لـ"النهار": "الولايات المتحدة تنظر إلى مصر على أنها شريك مهم وأساسي في حفظ الأمن والاستقرار في منطقة الشرق الأوسط".
وخلال ذروة الخلاف بين البلدين في الأشهر الماضية، حرصت القاهرة على عدم تصعيد الموقف، وبذلت جهوداً ديبلوماسية حثيثة لتوضيح وجهة نظرها في دوائر صنع القرار الأميركي، مؤكدة أن أمن واستقرار المنطقة لا يتحقق دون حلّ عادل للقضية الفلسطينية.
وبناءً على ذلك، تأتي مناورات "النجم الساطع" لتبدد الشكوك حيال اتجاه العلاقات المصرية-الأميركية نحو التدهور، رغم توتّر العلاقات والخلافات بين البلدين.
ينطلق التدريب المصري-الأميركي المشترك (النجم الساطع) لعام 2025 خلال الفترة من 28 آب/أغسطس الجاري حتى 10 أيلول/سبتمبر المقبل. وتأتي النسخة التاسعة عشرة من هذه المناورات العسكرية في ظل ما يعتبره مراقبون توتراً سياسياً جلياً بين واشنطن والقاهرة، بسبب اختلاف الرؤى في عدد من الملفات الإقليمية الساخنة، على رأسها ملف قطاع غزة وخطط تهجير سكانه.
وبحسب المتحدث الرسمي باسم القوات المسلحة المصرية، فإن المناورات التي ستُجرى على أرض مصر تضم 43 دولة، منها 13 بصفة مشاركة و30 بصفة مراقب، ويشارك فيها 7500 جندي من الدول المختلفة.