تطالب جماعات تُعنى بالدفاع عن اللاجئين وزيرَ الهجرة واللاجئين والمواطَنة الفدرالي مارك ميلّر بأن يمنح استثناءً في اتفاقية البلد الثالث الآمن للأشخاص المتحوّلين جنسياً بين طالبي اللجوء في الولايات المتحدة لكي يطلبوا اللجوء في كندا.
ويأتي هذا الطلب بعد أن قام الرئيس الأميركي دونالد ترامب، في الساعات التي أعقبت أداءَه اليمين الدستورية، بتوقيع أمر تنفيذي، من بين الأوامر العديدة التي وقّعها، يُعلن فيه أنّ الولايات المتحدة ستعترف بجنسيْن فقط، ذكر وأنثى، استناداً فقط إلى الخصائص البيولوجية.
المديرة التنفيذية المشاركة للمجلس الكندي للاجئين (CCR)، غوري سرينيفاسان، قالت إنّ الأمر التنفيذي الجديد سيضرّ بالأشخاص المتحولين جنسياً الذين يسعون لتقديم طلب لجوء في الولايات المتحدة. والمجلس منظمة غير حكومية مقرها مونتريال.
فبموجب سياسات ترامب يمكن، على سبيل المثال، وضع امرأة متحولة جنسياً في مركز احتجاز مع معتقلين ذكور.

الرئيس الأميركي دونالد ترامب موقّعاً في 20 كانون الثاني (يناير) 2025 مجموعة من الأوامر التنفيذية في مكتبه في البيت الأبيض، في اليوم الأول من ولايته الرئاسية الجديدة.
الصورة: Getty Images / Anna Moneymaker
’’من الواضح جداً أنّ الأشخاص المتحولين جنسياً الذين يطلبون اللجوء في الولايات المتحدة باتوا الآن أقلّ أماناً بكثير. نحن لا نعرف بعد ما الذي سيعنيه ذلك بالنسبة لتحديد اللجوء، لكن من الواضح أنّ هؤلاء الأشخاص لن يكونوا آمنين إذا ما تمّ احتجازهم‘‘، قالت سرينيفاسان.
وتنصّ اتفاقية البلد الثالث الآمن على أنّ طالب اللجوء الذي يصل إلى أيّ من البلديْن، كندا أو الولايات المتحدة، يجب أن يقدّم طلبه في البلد الذي يصل إليه أوّلاً. والفكرة وراء ذلك هي أنّ البلديْن متساويان من حيث مقدار الأمان الذي يقدّمانه للاجئين.
ويوم الثلاثاء قال الوزير ميلّر في مقابلة أجرتها معه قناة ’’سي تي في‘‘ التلفزيونية الكندية إنه يرى أنّ الولايات المتحدة مكان آمن لأغراض اتفاقية البلد الثالث الآمن بين كندا والولايات المتحدة. وكان وزير الهجرة واللاجئين والمواطَنة يردّ على سؤال حول تطبيق الاتفاقية على المتحولين جنسياً والأشخاص الذين يُحتمل أن يكونوا بلا جنسية.

وزير الهجرة واللاجئين والمواطَنة الفدرالي، مارك ميلّر، متحدثاً في مؤتمر صحفي (أرشيف).
الصورة: La Presse canadienne / Adrian Wyld
لكنّ ميلّر قال في بيان أرسله أمس مكتبه عبر البريد الإلكتروني إلى وكالة الصحافة الكندية إنّ الحكومة الكندية تتفهم أنّ هناك قلقاً بشأن الأوامر التنفيذية الصادرة عن الرئيس الأميركي وما تعنيه بالنسبة لكندا.
’’نواصل مراقبة تطورات الإدارة (الأميركية) الجديدة بعناية، ومن المتوقع أن تستمر الولايات المتحدة في التصرف وفقاً لشروط الاتفاقية التي تدير حدودنا. لا تزال حكومتنا تركز على العمل الذي نقوم به لضمان التدفق الآمن والمنظم من السلع والأشخاص القادمين من وإلى كندا‘‘، قال ميلّر في بيانه.
’’لن نتكهن بقرارات أو تدابير سياسية مستقبلية، لا سيما تلك التي تتخذها حكومة أجنبية، بما في ذلك تطبيق أيّ أوامر تنفيذية موقعّة من رئيس الولايات المتحدة‘‘، أضاف وزير الهجرة واللاجئين والمواطَنة الكندي.
المصدر: "نقلاً عن وكالة الصحافة الكندية، ترجمة وإعداد فادي الهاروني"