طالب أفراد من الجالية المغاربية في مقاطعة كيبيك بلجنة للتحقيق في ظاهرة العنف في أوساط المراهقين المغاربة خاصة بعد مقتل اثنين منهم في الأيام الأخيرة.
وجاء هذا الطلب خلال وقفة احتجاجية ضد عصابات الشوارع التي تجند المراهقين من الجالية المغاربية في مونتريال.
وتمّ تنظيمها من قبل مركز بدر المجتمعي و جمعية المقابر الاسلامية الكيبيكية يوم السبت الماضي في حي سان ليونار (Saint-Léonard) حيث تقيم جالية مغاربية معتبرة.
وفي كلمة ألقاها أمام الحضور تساءل محمّد ميمون، منسّق منتدى شباب سان ميشيل (Forum jeunesse de Saint-Michel) عمّا يمكن القيام به للتخلّص من هذه الآفة ؟
وقال : ’’هل ننتظر الضحية التالية ونحضر جنازتها ونعلّق على مواقع التواصا الاجتماعي بحثاَ عن المتبّسب في هذا (الأهل أو أصدقاء السوء أوفي سوابق المراهق)؟ ‘‘
وبالنسبة له إنّ ’’سنّ 14 عاماً ليس سنّاً للموت برصاصة وبطعنة سكين. وليس سنًا لطلب الحماية من الآخرين بامتلاك سلاح عندما يكون لدينا مدرسة وأولياء أمور والشرطة وعمال مجتمعيين للقيام بذلك.‘‘
وأكّد على أهمّية التواصل بين الأهل والمراهقين. ’’نحن مسؤولون عن تربية أولادنا على المحبة والأخوة، ومسؤولون عن الاستماع إليهم ومساندتهم.‘‘
وأعطى مثالاً على مراهق أخبره أنه ’’في أحد الأيام، بسبب الضيق، لجأ إلى غوغل ليبحث على كيفية التواصل مع والده‘‘.
وقال إنّ ’’التواصل مهم لفهم احتياجات أطفالنا.‘‘

حضرت عائلة (الأم والأب والأخت) الطالب سامي عليوش الذي قُتل رمياً بالرصاص في نوفمبر/تشرين الثاني 2023 للحديث عن صفاته الحميدة ومشاركته في المجتمع.
الصورة: Radio Canada International / Samir Bendjafer
لكن، وفق السيد ميمون، فإنّ ’’مسألة الأمن لا تتعلق فقط بمجتمع أو منطقة معينة. الرصاصة الطائشة لا تعرف منطقة ولا لون ولا عمر.
ودعا إلى تشكيل لجنة تحقيق في هذه الظاهرة.
ندعو إلى تشكيل لجنة تحقيق لتسليط الضوء على ظاهرة تجنيد الأطفال قرب المدارس والحدائق وعلى شبكات التواصل الاجتماعي، وكيف ينتهي بهم الأمر إلى حمل السلاح.
نقلا عن محمّد ميمون، منسّق منتدى شباب سان ميشيل (Forum jeunesse de Saint-Michel)
وفي حوار مع راديو كندا الدولي علّق أندريس فانتيسيلا، النائب في الجمعية الوطنية الكيبيكية عن حزب التضامن الكيبيكي، قائلاً إنّه ’’لا يوجد هناك أفكار سيئة ويجب دراسة كل المقترحات. كيبيك في حاجة إلى أفكار. يمكن أن تكون لجنة التحقيقي فكرة جيدة.‘‘
لكنّه أكّد على ضرورة تحديد أهدافها لأنّ العنف بين المراهقين مشكلة متعدّدة الجوانب والأسباب.
وفي هذا الشأن، اعترف وزير السلامة العامة في مقاطعة كيبيك ، فرانسوا بونارديل، بمشكلة تجنيد العصابات للشباب، واصفاً المنظمات الإجرامية التي تجند الشباب في بأنها ’’حقيرة‘‘.
وكتب فرانسوا بونارديل على موقع إكس في 19 سبتمبر/أيلول : ’’مثل العديد من سكان كيبيك، ما سمعته من فرامبتون يصدمني. ومن المثير للاشمئزاز أن تقوم عصابات الشوارع بتجنيد الشباب والأطفال للقيام بالأعمال القذرة‘‘.
ومن جانبها، قالت هجيرة بلقاسم، رئيسة جمعية المقابر الاسلامية الكيبيكية :’’لقد سئمنا رؤية أطفالنا يُذبحون... نحن غاضبون وفي حداد."

شارك في الوقفة الاحتجاجية المؤثر يحيى معيوف، الملقب بـ(l’art du malaise) والذي يُتابعه أكثر من مليون مشارك على شبكات التواصل الاجتماعي.
الصورة: Radio Canada International / Samir Bendjafer
ولتحذير الشباب من عواقب الانضمام لعصابات الشوارع دعا المنظّمون المؤثّر يحي معيوف والمعروف باسم (l’art du malaise) على مواقع التواصل الاجتماعي. (نافذة جديدة)
ويتابعه أكثر من مليون شخص من بينهم الكثير من أبناء الجالية المغاربية في كندا وفي مقاطعة كيبيك على الخصوص.
وقالت هجيرة بلقاسم إن مشاركة هذا المؤثر في التجمّع مهمة جدّاً لأنّ ’’الشباب يحبّونه ويتابعونه ويستمعون له. يجب علينا أن نتحدّث إلى الشباب في ’لغتهم‘. ‘‘
وفي حوار مع راديو كندا الدولي أوضح المؤثر يحي معيوف أسباب مشاركته في التجمّع.
من المهمّ أن يكون هناك صوت شاب على إطلاع بما يجري في أوساط الشباب ويؤدّي دور ’السفير الإيجابي‘ لِخلق توزان مع أولئك الذين يقومون بدور ’السفراء السلبيين‘.
نقلا عن المؤثر (l’art du malaise)
ويرى هذا الأخير أن سبب نزوع المراهقين إلى الانضمام إلى عصابات الشوارع العنيفة يعود لعدم وجود علاقة ثقة وتواصل مع الأهل.
وفي حالة انعدام التواصل مع الأهل ومع المدرسة سيبحث المراهق على مجموعة ينتمي إليها ومن هنا يبدأ الخطر، وفقاً له.
’’نحن الشباب سريعو التأثر ونريد أن ننتمي إلى مجموعة. وفي كثير من الأحيان عندما ننضم إلى مجموعة، لا يمكننا تركها. ولهذا السبب من المهم منع الشباب من الوقوع في هذه المجموعات‘‘، كما قال يحي معيوف.

عبد الله عزوز، منشِّط في منتدى سان ميشيل للشباب.
الصورة: Radio Canada International / Samir Bendjafer
المصدر: "راديو كندا"