تقوم القوات المسلحة الكندية بـ’’تمركز مسبَق‘‘ لأصولها في حال احتاجت إلى أسطولها الجوي لإجلاء الكنديين من لبنان وسط تصاعد التوترات في الشرق الأوسط، وفقاً لمسؤولين حكوميين.
وفي هذا الإطار رُصِدت نهاية الأسبوع الماضي، على موقع إنترنت لتتبّع الرحلات الجوية، طائرةُ نقل من طراز ’’سي - 17 غلوبماستر‘‘ تابعة للقوات المسلحة الكندية وهي تهبط في بيروت. وتُستخدم هذه الطائرة في المهام الإنسانية ومهام حفظ السلام.
وفي بيان أصدرته في وقت متأخر من ليل أمس، قالت وزارة الدفاع الوطني إنّ القوات المسلحة ’’تقوم حالياً بتمركز مسبق لأصولها في منطقة شرق البحر الأبيض المتوسط‘‘ لتكون جاهزة إذا ما دعت الحاجة للتخطيط للإجلاء وللدعم اللوجستي.
’’التمركز الأمامي للأصول هو جزء من الأنشطة التحضيرية الاعتيادية للقوات المسلحة الكندية والتي تدعم أنشطة التخطيط والاتصال مع الوزارات والوكالات الحكومية الأُخرى، بالإضافة إلى تبادل المعلومات بين الحلفاء لضمان الفهم الأفضل للأوضاع في المنطقة‘‘، أضاف البيان.
وزيرة الخارجية الكندية ميلاني جولي تتحدث في مؤتمر صحفي (أرشيف).
الصورة: La Presse canadienne / Adrian Wyld
وتأتي هذه الاستعدادات الكندية بعد التحذيرات المستمرة من الحكومة الفدرالية لحوالي 21.400 كندي يعيشون في لبنان لكي يغادروه في وقت يتصاعد فيه خطر اندلاع حرب واسعة النطاق بين إسرائيل وتنظيم ’’حزب الله‘‘ اللبناني.
’’إذا كنتم في كندا وتفكرون في زيارة لبنان، لا تفعلوا ذلك. وإذا كنتم في لبنان، عودوا إلى دياركم‘‘، قالت وزيرة الخارجية الكندية ميلاني جولي يوم الأربعاء الفائت في منشور على منصة ’’إكس‘‘ للتواصل.
’’إذا ما تفاقمت التوترات فإنّ الوضع على الأرض قد لا يسمح لنا بمساعدتكم ولن تتمكّنوا من المغادرة‘‘، أضافت جولي.
مناصرو ’’حزب الله‘‘ اللبناني يتفاعلون مع زعيم الحزب حسن نصر الله وهو يلقي خطاباً متلفزاً (أرشيف).
الصورة: Reuters / MOHAMED AZAKIR
وتصاعدت المخاوف من نشوب حرب إقليمية شاملة في الشرق الأوسط بعد اغتيال رئيس المكتب السياسي لحركة حماس الفلسطينية إسماعيل هنية في العاصمة الإيرانية طهران في 31 تموز (يوليو) واغتيال القيادي العسكري في تنظيم ’’حزب الله‘‘ فؤاد شكر الذي يُعدّ كبير المستشارين العسكريين للأمين العام للحزب، حسن نصر الله، في اليوم السابق.
وأعلنت إسرائيل مسؤوليتها عن اغتيال شكر في غارة جوية استهدفت حيّاً سكنياً في ضاحية بيروت الجنوبية، أحد معاقل التنظيم الشيعي المدعوم من إيران، لكنها لم تؤكّد ولم تنفِ أيّ دور لها في اغتيال هنية. إلّا أنّ هناك اعتقاداً على نطاق واسع بأنها من اغتال زعيم حماس.
وما عزّز المخاوف من اندلاع حرب واسعة النطاق بين ’’حزب الله‘‘ وإسرائيل هو قول نصر الله عقب تلك الغارة الجوية التي قُتل فيها شكر ومدنيون بينهم طفلان إنّ الصراع مع إسرائيل دخل ’’مرحلة جديدة‘‘ وإنّ الردّ على الغارة هو ’’أمر محسوم‘‘ وإنّ على إسرائيل أن تنتظر ’’ردّنا القاسي‘‘.
المصدر: "راديو كندا"