جماعة "آفاق جديدة" الكاثوليكية أطفأت يوم أمس الأحد، وتزامناً مع الاحتفال بعيد العنصرة، شمعاتها الثلاثين، واحتفلت بمرور ثلاثين سنة من الشهادات والنشاطات الروحية، وشهد الاحتفال مشاركة شخصيات بارزة من عالم الفن والاستعراض والإعلام والسياسة ومن الكنيسة أيضا.
استهلت أميرانتي حديثها لموقعنا الإلكتروني مشيرة إلى أن ولادة الجماعة التي تحققت في العام ١٩٩٤ كانت بمثابة اختبار للعنصرة الجديدة، وتمت في أعقاب أسبوع من التأمل في ما تقوله كلمة الله بشأن الروح القدس، مع شبان وشابات لم يصلوا من قبل، ولم يعرفوا الإيمان، ولم يؤمنوا بالله. إنهم أطفال الشوارع. ولفتت إلى أن تلك الأيام شكلت خبرة رائعة وقوية لم يتمكن هؤلاء من السيطرة على دموعهم، وتكون لدى الجميع الشعور بأن الآب السماوي هو نفسه من أسس هذه العائلة التي هي جماعة "آفاق جديدة".
رداً على سؤال حول ما تعلّمته شخصياً خلال العقود الثلاثة الغابرة، قالت أميرانتي إنها تعلمت أن هذه الصرخة التي أطلقها الفتيان والفتيات وحاولت أن تستجيب لها، تتألف في الواقع من قصص لا متناهية. وذكّرت بأنها ذهبت لملاقاة الفتيان والشبان في الشوارع، لاسيما على مقربة من محطة سكك الحديد الرئيسة في روما. وأضافت أنها اكتشفت مع مرور الوقت أن هذه الصرخة موجودة اليوم في بيئات مختلفة: في المدارس وحتى في أحياء المدينة الغنية. وأكدت أنها تعلمت أيضا أن الله يصنع المعجزات، لأن الله محبة، وقالت: إذا كان الفقر اليوم هو موت النفس، فقد تمكنّا خلال السنوات الثلاثين الماضية من انجاز معجزة القيامة لدى آلاف الشبان والشابات"، وأوضحت أنه يوجد اليوم أكثر من سبعمائة ألف ممن يُسمون بـ"فرسان النور" الذين يشهدون لفرح المسيح القائم من الموت.
لم تخل كلماتُ مؤسسة "آفاق جديدة" من الحديث عن رسالة الفيديو التي وجهها لها ولأعضاء الجماعة البابا فرنسيس يوم أمس الأحد، وقالت إن كلمات الحبر الأعظم ولّدت في النفوس فرحاً كبيراً، موضحة أن الجماعة ستسعى إلى اكتناز ما قاله البابا لاسيما عندما تحدث عن مسؤولية أن نكون أمناء لقلب هذه الدعوة، وعن ضرورة التوجه نحو ضواحي الوجود، وأكدت أن الجماعة ستجعل من هذه الدعوة رسالتها، مولية الاهتمام اللازم بعمل الروح القدس، مع الإصغاء إلى صراخ العديد من الصغار الذي نسمعه اليوم أكثر من أي وقت مضى.
بعدها انتقلت أميرانتي إلى الحديث عن أهمية الصلاة وقالت إنها لا تستطيع أن تستمر حتى لأسبوع واحد بدون صلاة، خصوصا وأن الدخول في النفق الجهنمي الذي يعيشه الأخوة يعني اختبار الموت والقلق. لذا فإن الصلاة هي القوة الوحيدة التي نحصل عليها والتي تمنحنا السلام في العديد من أوقات المحن التي نواجهها في الحياة. ولفتت أيضا إلى أهمية الشجاعة موضحة أن الجماعة، ومنذ الأيام الأولى لنشأتها، تلقت الكثير من التهديدات، وهذا الأمر يتطلب جرعة يومية من الشجاعة، والتوكل على الروح القدس الذي يجعل من الضعف قوة. من هذا المنطلق – تابعت تقول – ستحافظ الجماعة على هذه الدعوة إلى الصلاة والشجاعة.
هذا ثم أكدت أميرتاني أنها لم تخف قط من الموت، على الرغم من كل المشاكل الصحية التي عانت وتعاني منها، وتُشعرها أنها قريبة من الموت. ولكن بفضل عطية الإيمان فهي تنظر إلى إمكانية العيش على الأرض والتطلع نحو السماء. في معرض إجابتها على سؤال بشأن وضع المرأة في الكنيسة لفتت إلى أن القديسة مريم تشكل نموذجاً للنساء المدعوات للنظر إليها والتعلّم منها كيف يعشن دعوتهن الخاصة وخدمتهن تجاه البشرية والكنيسة. واعتبرت أنه لا بد من اتخاذ الكثير من الخطوات داخل الكنيسة، مذكرة بأن البابا يوحنا بولس الثاني تحدث كثيرا عن الكاريزما المريمية في الكنيسة استنادا إلى ما تستطيع أن تقدمه المرأة لحياة الكنيسة.
|