ارتفاع في نسبة الكنديين الداعمين لإرسال مزيد من الأسلحة إلى أوكرانيا

بينما يستعد العالم لإحياء الذكرى السنوية الثانية للغزو العسكري الروسي لأوكرانيا، يظهر استطلاع جديد لمؤسسة ’’ليجيه‘‘ تزايداً في دعم الكنديين لإرسال بلادهم المزيد من الذخائر والإمدادات العسكرية إلى أوكرانيا مقارنةً بالخريف الفائت.

ويصادف بعد غد السبت، 24 شباط (فبراير)، ذكرى مرور عاميْن على شنّ روسيا هجوماً واسع النطاق على جارتها أوكرانيا، مغرقة إياها في حرب وحشية وطاحنة.

وسبق لحكومة جوستان ترودو الليبرالية في أوتاوا أن تعهّدت بالوقوف إلى جانب أوكرانيا مهما استغرق الأمر.

لكنّ الصراع طال أمده وتحوّل إلى نقطة خلاف سياسية على الساحة الداخلية في كلّ من كندا والولايات المتحدة.

’’الكنديون الذين أتحدث إليهم على امتداد البلاد لا يزالون يعتقدون بشكل قاطع أنّ علينا أن نكون إلى جانب أوكرانيا‘‘، قال ترودو اليوم في مؤتمر صحفي في هاليفاكس، عاصمة مقاطعة نوفا سكوشا وكبرى مدن مقاطعات كندا الأطلسية.

’’نعمل مع شركاء حول العالم للتحقق من أننا نرسل المزيد من المعدات العسكرية، بكل ما في وسعنا، ونواصل شراء المزيد من الأسلحة في الأسواق العالمية لإرسالها إلى أوكرانيا‘‘، أضاف ترودو.

رئيس الحكومة الليبرالية، جوستان ترودو، متحدثاً في مجلس العموم (أرشيف).

الصورة: (ADRIAN WYLD/CANADIAN PRESS)

وأُجري الاستطلاع عبر الإنترنت نهاية الأسبوع الماضي لصالح وكالة الصحافة الكندية، وقال واحد من كلّ أربعة أشخاص شاركوا فيه إنّ على كندا أن ترسل إلى أوكرانيا المزيد من الإمدادات العسكرية.

وفي استطلاع مماثل أُجري في تشرين الأول (أكتوبر) الفائت قال 20% من المستطلَعين فقط الشيء نفسه.

ومع ذلك، يبدو الكنديون منقسمين بشأن مقدار المبلغ الذي يعتبر أكثر من اللازم. ففي الاستطلاع الأخير قال 23% من المستطلَعين إنهم يعتقدون أنّ على كندا أن ترسل كميات أقل من الذخائر إلى أوكرانيا، فيما قال 34% منهم إنهم يريدون أن تبقى مستويات الدعم المادي على حالها.

أما بالنسبة للمال، فقال 38% من المستطلعين إنّ كندا يجب أن تحافظ على مستوى الإنفاق نفسه في دعم أوكرانيا، بينما قال 31% منهم إنّ الحكومة يجب أن تنفق أقل. 16% فقط قالوا إنهم يريدون زيادة مستويات الإنفاق.

ولغاية اليوم تعهدت كندا بتقديم مساعدات إجمالية إلى أوكرانيا تزيد قيمتها عن 9 مليارات دولار، وفقاً لترودو.

زعيم حزب المحافظين بيار بواليافر متحدثاً في مجلس العموم (أرشيف).

الصورة: LA PRESSE CANADIENNE / SEAN KILPATRICK

لكن عندما يتعلق الأمر بالدعم الإنساني لأوكرانيا، يكون الاستقطاب في الآراء أخفّ. فقد قال 41% من المستطلَعين إنّ على كندا أن تحافظ على مستوياتها الحالية من المساعدات، فيما أيّد 28% منهم زيادتها. 15% فقط منهم قالوا إنّ على كندا تقليص هذه المساعدات.

وقال حوالي 60% من المستطلَعين إنهم لا يرون أيّ آفاق للسلام في أيّ وقت قريب ويخشون من أن تستمر الحرب عدة سنوات. وتوقع 33% آخرون عاميْن آخريْن من الصراع.

وشمل الاستطلاع 1.529 كندياً بالغاً، أي من عمر 18 سنة فما فوق، وأُجري بين 16 و18 شباط (فبراير) الجاري. ولا يمكن تحديد هامش خطأ للاستطلاعات عبر الإنترنت لأنها لا تأخذ عينات عشوائية من السكان.

وفي وقت سابق من هذا الأسبوع، قال وزير الدفاع الوطني بيل بلير إنّ كندا سترسل إلى أوكرانيا ابتداءً من هذا الربيع أكثر من 800 طائرة بدون طيار بقيمة إجمالية مقدارها 95 مليون دولار، من ضمن حزمة المساعدات العسكرية الحالية البالغة قيمتها 500 مليون دولار والتي سبق للحكومة أن أقرتها.

شاحنة عسكرية روسية في مدينة أفديفكا في شرق أوكرانيا التي سقطت بأيدي القوات الروسية قبل أيام.

الصورة: REUTERS / RUSSIAN DEFENCE MINISTRY

وبموازاة ذلك، أصبحت الحرب في أوكرانيا نقطة خلاف محلية بين حكومة ترودو الليبرالية وحزب المحافظين الذي يشكل المعارضة الرسمية.

فالمحافظون يتهمون الحكومة بإفشال أوكرانيا ويريدون من ترودو أن يقدّم لها المزيد من الأسلحة الفتاكة.

ووعدت كندا بتقديم دعم عسكري بمليارات الدولارات، لكن لم يتحقق كل ذلك بعد.

ومن جانبهم، يتهم الليبراليون المعارضة الرسمية بـ’’التخلي‘‘ عن أوكرانيا من خلال تصويتهم في 6 شباط (فبراير) الجاري ضد اتفاق تجارة حرة مُحدَّث مع أوكرانيا. وعارض المحافظون الاتفاق لأنه يتضمّن تسعيراً للكربون.

واشتكى ترودو اليوم من أنّ كندا كانت متحدة في التزاماتها تجاه أوكرانيا إلى أن قرّر المحافظون التصويت ضد الاتفاق.

المصدر: "راديو كندا"