https://www.traditionrolex.com/8


في مقابلته العامة مع المؤمنين البابا يتحدث عن زيارته إلى مرسيليا ويشدد على ضرورة أن يكون المتوسط مختبرا للحضارة والسلام


On 27 September, 2023
Published By Tony Ghantous
في مقابلته العامة مع المؤمنين البابا يتحدث عن زيارته إلى مرسيليا ويشدد على ضرورة أن يكون المتوسط مختبرا للحضارة والسلام

أجرى البابا فرنسيس صباح اليوم الأربعاء مقابلته العامة المعتادة مع المؤمنين في ساحة القديس بطرس بالفاتيكان، وتطرق خلالها – كما جرت العادة في أعقاب كل زيارة رسولية – إلى الزيارة التي قادته الأسبوع الفائت إلى مارسيليا بفرنسا، حيث شارك في الجلسة الختامية للقاءات البحر الأبيض المتوسط، صباح السبت الماضي، وشدد الحبر الأعظم على ضرورة أن يكون المتوسط مختبرا للحضارة والسلام.

استهل البابا كلمته مذكرا بأنه توجه إلى مارسيليا الفرنسية ليشارك في اللقاءات المتوسطية، والتي شهدت مشاركة أساقفة ورؤساء بلديات من حوض البحر الأبيض المتوسط، بالإضافة إلى عدد كبير من الشبان بهدف توجيه الأنظار نحو المستقبل. ولفت إلى أن هذا الحدث جرى تحت عنوان "فسيفساء رجاء"، موضحا أن هذا هو الحلم وهذا هو التحدي، أي أن يستعيد المتوسط دعوته، وأن يكون مختبراً للحضارة والسلام.

بعدها ذكّر فرنسيس بأن المتوسط هو مهد الحضارة، والمهد هو من أجل الحياة، وليس من المقبول أن يتحول إلى مقبرة، ولا إلى فسحة للصراعات، معتبرا أنه يتعين على المتوسط أن يقف في وجه صراع الحضارات والحرب والاتجار بالبشر، خصوصا لأنه يربط بين أفريقيا، آسيا وأوروبا، ويربط بين الشمال والجنوب، وبين الشرق والغرب. ويربط أيضا بين الأشخاص والثقافات والشعوب واللغات والفلسفات والأديان.

إن هذا الأمر لا يتحقق بسحر ساحر، ولا يتحقق بشكل نهائي، بل هو ثمرة مسيرة يتعين على كل جيل أن يجتاز جزءاً منها، وأن يقرأ علامات الأزمنة التي يعيش فيها.وأشار فرنسيس إلى أن لقاء مارسيليا جاء بعد لقاء باري عام ٢٠٢٠ ولقاء فلورنسا العام الماضي. ولم يكن بالتالي حدثاً منعزلاً، بل جاء كخطوة إلى الأمام في مسيرة انطلقت مع "حوارات المتوسط" التي نظمها العمدة جورجيو لا بيرا فيبعدها تساءل عن مخرجات لقاء مارسيليا، مضيفا أن منه انطلقت نطرة إلى المتوسط يمكن وصفها بالإنسانية بكل بساطة، لأنها قادرة على ربط كل شيء بالقيمة الأساسية للكائن البشري وكرامته غير القابلة للتصرف. وقد انطلقت منه أيضا نظرة رجاء، خصوصا عندما يتم الإصغاء إلى شهود عاشوا أوضاعا لا إنسانية وهكذا ينقلون إليها "إعلان رجاء".

هذا ثم أكد البابا أن هذا الرجاء ينبغي ألا يضيع، بل يجب أن يُنظم ويُترجم إلى أفعال على المدى القريب والمتوسط والبعيد. ولفت إلى أن هذا الأمر يتطلب العمل كي يتمتع الأشخاص في الحق في الهجرة، كما في الحق في عدم الهجرة.

لم تخل كلمات البابا من الإشارة إلى ضرورة إعطاء الأمل والرجاء لمجتمعاتنا الأوروبية، لاسيما للأجيال الفتية. وتساءل كيف نستطيع أن نستقبل الآخرين إن لم تكن لدينا آفاق منفتحة على المستقبل؟  وقال إن مجتمعاتنا المصابة بمرض الفردانية والاستهلاكية والأوهام الزائفة، مدعوة إلى الانفتاح وإلى تنشيط النفس والروح، وهكذا يمكنها أن ترى في الأزمة فرصة وتتعامل معها بصورة إيجابية.

في ختام المقابلة العامة لفت البابا إلى أن أوروبا تحتاج لإعادة اكتشاف الشغف والحماسة، وهذا ما حصل في مرسيليا، في أسقف الأبرشية، والكهنة والمكرسين والمؤمنين العلمانيين الملتزمين في أعمال المحبة والتربية، وفي شعب الله الذي أظهر حرارة كبيرة. وقبل أن يحيي المؤمنين وجه الحبر الأعظم كلمة شكر إلى الرئيس الفرنسي على حضوره الذي عكس اهتمام فرنسا بلقاء مارسيليا، وسأل العذراء أن ترافق مسيرة شعوب المتوسط، كي تلبي المنطقة دعوتها، وتصير فسيفساء للحضارة والرجاء.

المصدر: "Vatican news"




إقرأ أيضاً

في كلمته قبل تلاوة التبشير الملائكي البابا يتحدث عن مثل العاملين في الكرم
البابا فرنسيس يستقبل رئيس وزراء البرتغال

https://www.traditionrolex.com/8