مهمة نزع سلاح حزب الله بيد السفير الأميركي الجديد فهل يسبقه الخيار العسكري الاسرائيلي؟
تراهن أوساط عدة في بيروت وواشنطن على السفير الأميركي الجديد في لبنان ميشال عيسى للتعاون مع السلطات اللبنانية لتجاوز عقبة نزع سلاح حزب الله.
وبالتزامن مع ذلك سيترك المبعوث الأمريكي إلى لبنان توم باراك هذه المهمة، للسفير الجديد، بعد فشله في تحقيقها.
وسيتسلم عيسى مهمته نهاية الشهر الجاري، ليقدم أوراق اعتماده في مطلع نوفمبر تشرين الثاني المقبل للرئيس اللبناني جوزيف عون.
وقالت مصادر دبلوماسية لبنانية رفيعة المستوى، في تصريحات لـ"إرم نيوز"، إن إسرائيل ستعطي عهد السفير عيسى مهلة جديدة حتى يقوم بالمحاولات كافة ويحصل على الفرصة الكاملة لتنفيذ وقف إطلاق النار المعمول به منذ 27 نوفمبر 2024.
وبحسب المصادر، فإن هذه المهلة ستمتد حتى بداية عام 2026، والمطلوب من عيسى تفكيك تعقيدات نزع سلاح حزب الله، وإذا لم يستطع ذلك، وفي حال تكرار تعقد مهمة باراك في لبنان مع عيسى، ستقوم إسرائيل، بحسب المعطيات الدبلوماسية كافة، بتنفيذ ما تريده عبر المسار العسكري.
وتابعت المصادر أن ما يحمله عيسى بالنسبة لإسرائيل، بحسب ما يدور في كواليس تسلم منصبه، سيكون آخر مبادرة لنزع السلاح، وستتضح تطورات مستقبل السلاح غير الشرعي في لبنان، والذهاب إلى مدى فعلي على الأرض لحصر ترسانة حزب الله في يد الدولة، وهو ما يستلزم تعاون عدة أطراف لم يستخدمها باراك، بجانب أن يكون هناك متابعة على مدار الساعة وتفرغ لهذا الأمر من جانب السفير الأمريكي الجديد.
تصحيح المسارات
المتخصصة في العلاقات اللبنانية العربية والدولية، ثريا شاهين، تؤكد أن باراك سينسحب تدريجيا من مهمته اللبنانية البحتة الخاصة بنزع السلاح، وإن كان سيظل على علاقة بملف لبنان انطلاقا من علاقته مع سوريا والقضايا المشتركة، في حين أن المهمة الكبرى بملف السلاح ملقاة على عاتق السفير الأمريكي الجديد، الذي سيحمل في جعبته المزيد من الأفكار والمقاربات.
وأوضحت شاهين في تصريحات لـ"إرم نيوز"، أن السفير الأمريكي الجديد ميشال عيسى، سيعمل على تصحيح عدة مسارات تتعلق بأن يكون لبنان ضمن المسار الجديد في الشرق الأوسط الذي يجنبه أية عقبات تهدد أمنه الداخلي وسيادته.
وأفادت شاهين بأن هناك انعكاسات عدة للتطورات الإقليمية على بيروت يضعها السفير ميشال عيسى ضمن اعتباره مع بداية مهمته، منها مدى ارتباط لبنان باتفاق السلام في غزة، بمعنى أنه إذا نفذ الاتفاق بنجاح، سينعكس هذا النموذج على كل ملفات المنطقة وفي الصدارة منها لبنان، وإذا أصاب هذا الاتفاق أي عراقيل، سيضرب العديد من الملفات الأخرى.
وذكرت شاهين أن هناك خطة أمريكية واحدة وصلت إلى الحكومة اللبنانية، وهي التي أقرت معظم بنودها بعدما جرى التفاهم بين الطرفين الأمريكي واللبناني حولها، وجاء بصددها قرارات مجلس الوزراء في مطلع أغسطس آب الماضي.
وأكدت أن من الطبيعي أن يكون هناك مهلة للبنان في تنفيذ الخطة وتقديم الدعم لاسيما أن إسرائيل حتى الأيام الأخيرة تصعد عملياتها في الجنوب والبقاع.
وأشارت شاهين إلى أن التزام إسرائيل بوقف إطلاق النار يفسح المجال بشكل حقيقي لنزع السلاح أمام تحركات الجيش اللبناني الذي لم تكن المساعدات الأمريكية المقدمة له على قدر القيام بمهمته.
وقالت إنه بانتظار المزيد من المساعدات الأمريكية يعول على دعم أكبر للجيش يجعله أقوى ومستعدا لهذه المهمة، وهذا لا يتم إلا بانعقاد مؤتمر دولي يحمل مساعدات جوهرية ليكون الجيش قادرا على القيام بعملية نزع السلاح.
وعبّرت شاهين عن استغرابها من حديث باراك حول ما أسماه "محاولة أخيرة" تتضمن نزع سلاح تدريجيا بإشراف أمريكي ـ فرنسي، وقالت إنها لا تدري إن كان المبعوث الأمريكي يقصد بذلك تقديم خطتين إلى لبنان أم خطة واحدة.
وأوضحت أن ما تعلمه تماما أن الجيش اللبناني يقدم كل شهر تقريرا حول ما يقوم به إلى مجلس الوزراء في ما يتعلق بخطة سحب السلاح.
وأكدت شاهين أن قيادة المنطقة الوسطى الأمريكية أثنت على جهود الجيش اللبناني في مهمته بحصرية السلاح في يد الدولة.