Sunday, 7 December 2025

جاري التحميل...

جاري التحميل...

عاجل
عودة: مدعوون إلى الخروج من الأنا والإرتقاء فوق الأحقاد والتناقضات نحو المصلحة العامة والخير العام

عودة: مدعوون إلى الخروج من الأنا والإرتقاء فوق الأحقاد والتناقضات نحو المصلحة العامة والخير العام

November 2, 2025

المصدر:

الوكالة الانباء المركزية

ترأس متروبوليت بيروت وتوابعها المطران الياس عودة خدمة القداس في كاتدرائية القديس جاورجيوس. وبعد الإنجيل قال في عظة: "عندما يحدثنا الرب يسوع عن الغني ولعازر الفقير لا يقدم لنا حكاية أخلاقية، بل يكشف لنا سر الحياة الأبدية، ويدعونا إلى إدراك معنى الخلاص وجوهر العلاقة بين الإنسان والله. فالمسيح الذي تجسد لأجل خلاصنا أراد فتح عيون قلوبنا على أن كل حياة تبنى على الأنانية والتشبث بالمال والمجد الباطل هي موت روحي ولو بدت مزدهرة ظاهريا، وكل حياة تبنى على المحبة والرحمة والإيمان المرفق بالعمل، هي حياة ممتلئة بالله ولو كانت فقيرة من خيرات هذا العالم. عاش غني إنجيل اليوم محاطا بالمجد الأرضي، غارقا في الملذات الدنيوية، مكتفيا بنفسه وبما يملك، فيما لعازر ملقى عند بابه، متألما وجائعا ومصابا بالقروح. لم يذكر أن الغني كان شريرا بمعنى ارتكابه جرائم أو تجاوزات، بل كانت خطيئته الكبرى في أنانيته، وانغلاق قلبه، وعجزه عن الرحمة، وتجاهله صورة الله في أخيه الإنسان. فالأنانية تعمي البصيرة وتحول القلب إلى صخر بارد لا يعرف الحنو، الأمر الذي يبعد الإنسان عن نعمة الله الذي هو المحبة عينها. يقول القديس يوحنا الذهبي الفم إن الفقر لم يدخل لعازر إلى حضن إبراهيم لأن الفقر بذاته ليس فضيلة، لكن التواضع والصبر والإيمان وسط الألم هي التي فتحت له باب الملكوت. كما أن الغنى لم يطرح الغني في الجحيم لأن المال شر في ذاته، بل لأنه لم يستعمله للخير، ولم يدرك أن الغنى الحقيقي هو أن يصير الإنسان غنيا بالله".

أضاف: "في التباين بين الغني ولعازر نرى صورة الدينونة الحقة، التي لا تقاس بمعايير هذا العالم بل بمعيار القلب. حين انفصل لعازر والغني عن هذا العالم، مقياس الدينونة لم يكن ما يملك الإنسان، بل من كان هذا الإنسان. يعلن الإنجيل أن حياة الإنسان الحقيقية تقاس بمدى اتحاده بالله. كلام الرسول بولس في رسالة اليوم يضيء بعمق على المعنى اللاهوتي للإنجيل إذ يقول: «مع المسيح صلبت، فأحيا لا أنا، بل المسيح يحيا في». يعلمنا بولس الرسول أن الخلاص لا ينال بالأعمال الناموسية، ولا بتبرير الذات، بل بالإيمان العامل بالمحبة، الذي يفتح القلب ليحل فيه المسيح، ويحول الكيان كله إلى هيكل للنعمة. الغني الذي لم ير وجه الله في لعازر كان يعيش بحسب الجسد، مستندا إلى بره الذاتي وإلى مظاهر الحياة. أما لعازر فحمل في ضعفه صورة المسيح المصلوب، عائشا في الإيمان والرجاء، لا ينتقم ولا يتذمر، بل يسلم أمره للرب. لذا، صار هو الغني الحقيقي، لأن المسيح كان يحيا فيه. هنا يلتقي نصا الإنجيل والرسالة في عمق واحد، هو أن من يحيا للمسيح، وإن بدا فقيرا، هو وارث الملكوت، ومن يعيش لنفسه، وإن كان مكرما بين الناس، هو بعيد عن الحياة الأبدية".

وتابع: "الإيمان الذي يتحدث عنه بولس ليس مجرد اعتراف ذهني أو إقرار لفظي، بل حياة متجسدة. يقول القديس إسحق السرياني أن الإيمان الحقيقي هو أن يؤمن الإنسان بالمسيح حتى يصير شبيها به في التواضع والمحبة. هذا الإيمان لا يمكن أن ينفصل عن الأعمال، لأن المحبة هي ثمرة الإيمان الحي. هذا ما يعلمنا إياه يوحنا الرسول القائل: «من لا يحب أخاه الذي أبصره كيف يقدر أن يحب الله الذي لم يبصره» (1 يو 4: 20). الغني الذي لم يعرف أن يحن على لعازر هو فاقد الإيمان مهما كان متدينا ظاهريا، لأن «من لا يحب لم يعرف الله لأن الله محبة» (1 يو 4: 8). كل إنسان صابر، متكل على الله وحده وسط الألم، هو لعازر، أما الغني فيرمز إلى كل نفس أغلقت بابها أمام الآخرين وظنت أن خلاصها في امتلاك الماديات. يريدنا الرب أن نهتم بقلوبنا لا بجيوبنا، وأن نطلبه ليحيا فينا، لا أن نحيا لأنفسنا. حين يصلب الإنسان مع المسيح، تموت فيه الأنا، ويبعث فيه قلب جديد محب ورحوم، يرى المسيح في كل متألم. وإذ يذكرنا بولس بأن الإنسان لا يتبرر بأعمال الناموس بل بالإيمان بيسوع المسيح، هو لا يلغي الأعمال بل يصوب مسارها ويعيد توجيهها، لأن العمل الذي لا ينبع من الإيمان هو بلا روح، والإيمان الذي لا يثمر عملا هو ميت. إذا، التبرير الذي يتحدث عنه الرسول ليس حكما قضائيا، بل تجديد في الكيان، كي يصبح الإنسان مساكنا لله بالروح".

وقال: "رسالة اليوم والنص الإنجيلي يدعواننا جميعا إلى التفكر في حياتنا وسلوكنا. سمعنا بولس الرسول يقول: «ما لي من الحياة في الجسد أنا أحياه في إيمان ابن الله الذي أحبني وبذل نفسه عني». فإن كان الله الخالق قد بذل ابنه الوحيد من أجل خلاص العالم، ألا يستحق أخوك في الإنسانية أن تنظر إليه بعين المحبة والرحمة والرفق؟ ألا يستحق مواطنك أن تحترمه وأن تعامله كما تتمنى أن تعامل؟ قال إبراهيم للغني: «تذكر يا ابني أنك نلت خيراتك في حياتك ولعازر كذلك بلاياه، والآن فهو يتعزى وأنت تتعذب». ليكن هذا الكلام دافعا لنا للتأمل في حياتنا وإدراك أن ما نزرعه خلال حياتنا سنحصد نتائجه عند الدينونة، وأن الإنسان، علا شأنه أو صغر مقامه، سيجني نتيجة أعماله".

أضاف: "غني الإنجيل قد يكون أي إنسان احترف البغض والظلم وأغلق قلبه مانعا محبته عن الآخر أو خبزه عن المحتاج، وقد يكون دولة لا تقوم بواجباتها تجاه مواطنيها فلا تعتمد المساواة بينهم ولا تقضي بالعدالة فيما بينهم، فتترك مصابي كارثة المرفأ لمصيرهم، وذوي ضحايا السلاح المتفلت والمخدرات أو الإغتيالات لآلامهم، ونزلاء السجون لقدرهم، أو تمنع من ترك وطنه مكرها، خوفا أو هربا، من ممارسة حقه في انتخاب من يمثله ويطالب بحقوقه. لذا الجميع مدعوون إلى الخروج من الأنا المدمرة إلى الآخر، والإرتقاء فوق الأحقاد والتناقضات، وفوق المصالح الخاصة والمكاسب الآنية، نحو المصلحة العامة، والخير العام، والعمل على إرساء المساواة والعدالة، ونشر المحبة والسلام، والنظر إلى الآخر كما لو كان نفسك".

وختم: "المسيح لا يزال حاضرا عند أبوابنا في صورة الفقير والمريض والمتألم والمهمش. قال الرب يسوع: «لأني جعت فأطعمتموني، وعطشت فسقيتموني، وكنت غريبا فآويتموني، وعريانا فكسوتموني، ومريضا فعدتموني، ومحبوسا فأتيتم إلي» (مت25: 35 – 36). نحن مدعوون أن نفتح قلوبنا ونعيش المحبة والرحمة والتعاطف مع كل إنسان مظلوم ومتألم ومغبون لنتذوق منذ الآن الحياة الأبدية. علينا أن نحيا الإيمان العامل بالمحبة، ونصلب ذواتنا مع المسيح، لنحيا معه في حضن الآب".

 

Posted byKarim Haddad✍️

عودة في قداس عيد القديس نيقولاوس: كان يدخل إلى عمق حاجة الإنسان ويساعده
December 6, 2025

عودة في قداس عيد القديس نيقولاوس: كان يدخل إلى عمق حاجة الإنسان ويساعده

ترأس متروبوليت بيروت وتوابعها المطران الياس عودة خدمة قداس عيد القديس نيقولاوس العجائبي في كنيسة القديس نيقولاوس بحضور حشد من المؤمنين. وبعد الإنجيل ألقى عظة قال فيها: "نقف اليوم أمام نعمة الله المعلنة في شخص القديس نيقولاوس العجائبي، الراعي الذي صار إنجيلا حيا تجلت فيه التطويبات التي تفوه بها الرب يسوع، والتي قبلها قديسنا كمنهج حياة، فسار في إثر المعلم بقلبه وسيرته وصبره، وصار مثالا للرعاة والمؤمنين معا. حين ننظر إلى القديس نيقولاوس، لا نراه شخصية تاريخية محاطة بالأساطير، بل نعاين وجها إنجيليا صافيا. هذا الأسقف الوديع حمل في قلبه روح المساكين بالروح، لأنه أدرك أن الغنى الحقيقي ليس في المال ولا في المكانة، بل في الدخول إلى فقر المسيح الذي به صار كثيرون أغنياء. كان يعطي بلا حساب، ويخدم دون أن ينتظر مكافأة أرضية. تماهى مع الباكين والمتألمين، واحتمل إضطهادات وجروحا من أجل البر. لم يتردد في مساعدة كل إنسان بائس، حتى صار اسمه مرادفا للرحمة، ولم يتوان عن الدفاع عن الإيمان في وجه الهرطقات".

أضاف: "المجمع النيقاوي، الذي عيدنا لذكراه ال1700 منذ أيام، والذي حضره القديس نيقولاوس، يشهد على غيرته على الإيمان القويم. لم يرض أن يدنس مجد الإبن الوحيد بأقوال آريوس، لأن قلبه كان مفعما بمحبة المسيح. هذه الغيرة يبرزها نص الرسالة حين يدعو المؤمنين إلى الثقة بمرشديهم «الذين يسهرون لأجل نفوسكم كأنهم سيعطون حسابا». الرعاة الحقيقيون هم الذين يحملون في أعماقهم نور الحق، لا طمعا بمجد باطل، بل غيرة على خلاص الإنسان. هكذا كان قديسنا راعيا يسهر على شعبه، لا كموظف في منصب، بل كأب روحي يرى في كل نفس صورة المسيح. يخبرنا التقليد الكنسي المقدس أن القديس نيقولاوس كان يقوم ليلا ليصلي لأجل شعبه، وكان يشعر بآلام الفقراء والخطأة كأنها آلامه الشخصية. هذا يجعلنا نفهم قول الرسالة: «فإنهم يسهرون لأجل نفوسكم سهر من سيعطي حسابا». لم يسهر القديس لأجل إدارة شؤون خارجية، بل لأجل أن تشفى النفوس، وأن تتقوى القلوب المتعثرة، وأن تجد كل نفس طريقها إلى النور. هذه دعوة واضحة لنكون شركاء في هذه المسيرة، مطيعين الرعاة الذين انتقاهم الروح القدس، وفاعلين في حياة الكنيسة، لأن الكنيسة ليست ملجأ تلقى فيه همومنا وحسب، بل جسد حي يطلب تفاعلنا وجهدنا وتوبتنا".

وتابع: "يظهر لنا إنجيل اليوم أن التطويبات حقيقة تعاش واقعيا. فكل من يعيش في عالم اليوم يشعر بثقل الألم والخوف والظلم والتحديات الأخلاقية والروحية والحياتية. كثيرون يبكون من الفقر أو الظلم، ويجوعون إلى العدالة والحق، ويشعرون بأنهم منبوذون بسبب تمسكهم بقيم الإنجيل. إلى هؤلاء كلهم يتوجه المسيح معلنا «طوبى لكم»، ليس لأن الألم بذاته حميد، بل لأن الله حاضر في عمق الألم، يحول الجراح إلى نعمة. هذا ما عاشه القديس نيقولاوس، إذ صار للمساكين معزيا، وللخطأة رجاء، وللمظلومين نصيرا، حتى إن اسمه ارتبط بالعجائب لأن محبته سمت فوق حدود الطبيعة. تعلمنا سيرته أن الإنسان المسيحي لا يكتفي بإيمان نظري. فالقديس كان رجل صلاة وعمل معا. لم يكن كاهنا ينطق بكلمات عظيمة ثم يترك الفقراء لقدرهم، بل كان يدخل إلى عمق حاجة الإنسان ويساعده دون أن يعرف أحد، كما في قصة الفتيات الثلاث اللواتي وهبهن المال سرا لينقذهن من السوء. كان قلبه هيكلا حيا، وذبيحته كانت الرحمة".

وقال: "وإذ يطلب الرسول بولس من المؤمنين أن يصلوا من أجله ومن أجل الإخوة، نسمع صدى طلبه في حياة القديس نيقولاوس الذي كان يرفع الجميع في صلاته، فنفهم أن الكنيسة لا تقوم على فردية روحية، بل على شركة في المحبة والصلاة والخدمة. اليوم، يحتاج المسيحي أن يستعيد هذا الحس الكنسي العميق، أي أن يكون جزءا من الجسد الواحد، يشعر مع الآخرين، ويصلي من أجلهم، ويخدمهم بفرح. يذكرنا الرسول بولس بأن إله السلام يكملنا في كل عمل صالح. هذه العبارة تكاد تكون شرحا روحيا لحياة القديس نيقولاوس، إذ لم يكن يعتمد على قوته ولا على حكمته، بل على الله الذي يكمل. لذلك يستطيع المؤمن، في وسط عالم يضغطه، أن يجد العزاء في الله، عالما أنه ليس وحده في جهاده، بل الله يعمل فيه، والقديسون يتشفعون به، والكنيسة تسنده. لذلك يقول لنا الرب: «إفرحوا وتهللوا» لا بفرح سطحي يتجاهل الألم، بل بفرح مبني على الرجاء بأن المسيح حاضر، وأن ملكوته يقترب، وأن الصليب ليس النهاية".

وسأل: "كيف يمكننا أن نتشبه بالقديس نيقولاوس اليوم؟ لعل الخطوة الأولى أن نسمح للإنجيل أن يدخل واقع حياتنا، فلا نهرب من دعوة التطويبات، بل نعيشها قدر المستطاع، بأن نكون بسطاء، ودعاء، صادقين في إيماننا، قريبين من الجائعين والمتألمين، وشاهدين للمسيح في عملنا وعائلاتنا ومجتمعنا. وأن ننفتح على حياة الكنيسة، مطيعين توجيهات مرشديها، ومساهمين في رسالتها، وواعين أن خلاصنا ليس مشروعا فرديا بل مسيرة جماعية. لنتشبه بالقديس نيقولاوس، ولو قليلا، لنصبح مثله أيقونات للمسيح في العالم".

وختم: "ألا منحنا الرب قلبا رحيما كقلبه، وإيمانا ثابتا كإيمانه، ومحبة عاملة كمحبته، لننال نحن أيضا نصيبا من التطويبات، ونصبح أبناء الملكوت، نشهد للنور وسط دهر مظلم".

 

البطريرك العبسي في كلمته للبابا:  نرجو أن تواصلوا جهودكم لمنحنا السلام
December 2, 2025

البطريرك العبسي في كلمته للبابا: نرجو أن تواصلوا جهودكم لمنحنا السلام

 قبل أن يبدأ البابا لاون الرابع عشر القداس الإلهي في الواجهة البحرية، كان للبطريرك العبسي بطريرك انطاكية وسائر المشرق للروم الملكيين الكاثوليك يوسف العبسي، كلمة رحّب فيها بالبابا قائلًا:

"قداسة البابا لاون، في هذا اليوم وفي هذه اللحظات أتت إليكم والتفّت من حولكم هذه الجموع الغفيرة التي تشاهدونها قادمةً من لبنان كلّه وحتّى من خارج لبنان لتراكم وتسمعكم وتصلّي معكم وتستقي منكم العزيمة والرجاء والفرح والراحة.
هذه الجموع التي تشاهدونها قد أتت من هذا البلد، لبنان، الذي يُعرف ببلد السلام، لتردّ عليكم السلام الذي أطلقْتَموه للعالم أجمع عقب انتخابكم بإعلانكم: "السلام لجميعكم". أتت هذه الجموع لتقول لكم "ولروحك أيضًا"، و"أهلًا وسهلًا" بقداستك في لبنان، مرحّبة، مفترشة من قلوبها أغصانًا للزينة وصارخة نظير تلك الجماهير في يوم الشعانين "مباركٌ الآتي باسم الربّ".
أضاف: "قداسة البابا، هذه الجموع التي تحيّيكم وتصلّي معكم الآن وهنا هم أبناء الكنائس الشرقيّة العزيزة على قلبكم والتي خصّصتُم لها أوّلى لقاءاتكم وعبّرتم لها فيها عن بالغ تقديركم لها وعن إرادة وواجب المحافظة عليها ودعمها، لأنّها كنز للكنيسة الجامعة، ولأنّ بقاءها بالتالي وحضورها في لبنان والشرق لا غنى عنهما. من روما إلى القسطنطينيّة إلى أنطاكية، مشوارٌ إيمانيّ أردتَم به، يا قداسة البابا، أن تقرنوا القول بالفعل وأن تعبّروا في الوقت عينه عن رغبتنا كلّنا في أن نكون واحدًا ليؤمن العالم، السيّد المسيح قال لبطرس: "أنت الصخرة عليها أبني كنيستي"، وها هو خليفته في رومة، المترئّس في المحبّة، قد أتى "يثبّت إخوته" في لبنان والشرق الحائر التائه. دعوتنا اليوم لنصلّي معكم وتُسمعونا كلمات الثبات في الإيمان والرجاء والمحبّة.
إنّ حضوركم في هذا التوقيت الحرج يحمل في جوهره رسالة رجاء بليغة، تعبّر عن قرب الكرسيّ الرسوليّ الروماني من اللبنانيّين بشكل خاصّ ومن شعوب المنطقة بشكل عامّ. رجاؤنا أن تواصلوا، يا صاحب القداسة، جهودكم الدؤوبة مقرونة بالصلاة على خطى أسلافكم لكي يمنحنا إله السلامِ السلامَ حتّى يبقى أولادنا صامدين في أرضهم وفي رسالتهم، مناراتٍ للعيش المشترك وشهودًا للعالم أنّ الإنسان واحد وأنّ الصداقة والجيرة والمواطنة أقوى وأمتن من التفرقة".
وفي الختام قال البطريرك العبسي: "قدومكم إلى لبنان، يا قداسة البابا، ليس للسير في خطى أسلافكم وحسب إنّما يحمل رسالة سامية للذين التقيتم بهم خصوصًا المكرّسين والشباب. وبزيارتكم لمقام القدّيس شربل، وللمرضى في دير الصليب، وللمهجّرين والمجروحين بالقرب من هنا أريتمونا الأولويّة: الصلاة ورعاية الناس المتعبين. سوف نترك هذا المكان ونخرج من هذه الليترجيّا الإلهيّة التي تصنع وحدتنا وفي قلبنا فرح وسلام لن ينزعهما منّا أحد أو شيء لأنّهما وعد السيّد.
أيّها الأب الأقدس، إذ نشكر الله الذي أعطانا رئيسَ كهنة مثلَكم، نلتمس بركتكم الرسوليّة، باسمنا كلّنا نحن الذين من حولكم، وباسم غيرنا الكثيرين الذين يرونكم ويسمعونكم من حيث هم، نصافحكم قائلين: "سلام المسيح"، "المسيح فيما بيننا"، "أهلًا وسهلًا".